تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي صنوفًا متعددة من العربدة ضد عائلة الشهيد فادي أبو شخيدم، منذ أن نجح في تنفيذ عملية جريئة في القدس أسفرت عن مصرع جندي وإصابة آخرين.
ولم تترك قوات الاحتلال ومخابراته أفراد العائلة بحالهم، إذ تقوم بضغوطات نفسية عليهم، كإجراء انتقامي من بطولة والدهم.
الفتاة آية أبو شخيدم التي لا تتجاوز الـ12 عاما، لم تسلم من إجراءات الاحتلال التنكيلية، إذ تشير إلى أنها خضعت للتحقيق ساعات متواصلة بعد اعتقالها لمرتين.
وتنوه إلى أن المحققين وجهوا لها أسئلة حول أفراد العائلة وما يربطهم من تحركات مع الوالد قبل استشهاده.
ويوم الأحد اعتقلت قوات الاحتلال إلى جانب آية، شقيقها شادي، وابن شقيق الشهيد، باسل.
كما اعتقلت مساء أمس، زوجة الشهيد أبو شخيدم أثناء عودتها من الأردن، بعد يوم واحد من ارتقاء زوجها وحولتها للتحقيق في مركز تحقيق المسكوبية قبل أن تفرج عنها بعد 7 ساعات.
وأثارت حادثة اعتقال الفتاة آية ولحظة تجمع قوات الاحتلال حولها غضبا في منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية والعربية، مشددين على افتخارهم بوالدها وما قام به من عمل بطولي.
ظروف صعبة
ولفتت آية الانتباه إلى أن الأسئلة التي وجهتها قوات الاحتلال لم تراعِ حالة الصدمة التي تعيشها العائلة لفقدان الوالد.
وتصف معاملة قوات الاحتلال لهم بالقاسية جدا والعائلة تقضي ظروفًا صعبة.
وتبدي في الوقت ذاته فخرها بشهادة والدها مؤكدة أنها لن ترتاح إلا حينما ترى جثمان والدها الشهيد، والمحتجز حاليا لدى سلطات الاحتلال.
صبر واحتساب
وكان أبو شخيدم كتب وصية بخط يده قبل يوم من استشهاده خاطب فيها أفراد عائلته قائلا: "إن الحياة في ظلكم شرف ورفعة، لكن ما عند الله أشرف وأرفع وأعلى".
وأضاف: "كما كنتم لي عونًا وسندًا في حياتي فكان حقًا على أن أجازيكم بخير منه ذلك أنه بلغنا عن نبينا صلى الله عليه وسلم أن الشهيد يشفع لأهله وأسأل الله أن أكون شفيعا لكم ولوالدي".
وتابع: "فاصبروا واحتسبوا واثبتوا وأعلموا أني اخترت هذه الطريق مرضاة لله وفوزًا بجنته، فالحياة قصيرة وأفلح من جعلها لله".
كما أوصى عائلته "بالثبات على دين الله حتى تلقوا الله، فدينكم لحمكم ودمكم، وأقصاكم عزكم وفخركم".
يشار إلى أن الشهيد فادي أبو شخيدم من مخيم شعفاط شمال شرق القدس، استُشهد بعد تنفيذه اشتباكاً مسلحاً صباح الأحد، في طريق باب السلسلة بالبلدة القديمة في القدس، وأسفرت العملية عن مقتل جندي وإصابة آخرين.
وأبو شخيدم (42 عامًا) هو أسير محرر سابق من سجون الاحتلال، حاصل على ماجستير في الشريعة الإسلامية، يعمل مربياً ومدرساً للتربية الإسلامية في مدرسة الراشيدية بالقدس.
ويعتبر من روّاد وشيوخ المسجد الأقصى المبارك وأحد أعلام المرابطين في ساحاته، كما عمل خطيباً لعدد من المساجد في مدينة القدس، إضافة لكونه أحد وجهاء وأعلام وقادة حركة حماس في مخيم شعفاط.