17 عامًا على حكم عباس وضياع فلسطين

خاص دبلوماسي لـ شهاب: سفارات السلطة قائمة على مبدأ "المزرعة" لاستقطاب الأتباع والأقارب!

حوار خاص - شهاب

أبدى مساعد وزير الخارجية الأسبق د. محمود العجرمي، عدم استغرابه من تعيين رئيس السلطة محمود عباس، سلام الزواوي سفيرة لفلسطين في إيران، خلفًا لوالدها صلاح الزواوي الذي شغل المنصب طوال أربعة عقود، موضحا أن سفارات السلطة قائمة على مبدأ "المزرعة".

وذكر العجرمي في حوارٍ خاص بوكالة "شهاب" للأنباء أن سلطة أوسلو تتعامل مع فلسطين المحتلة كمزرعة يُديرها اقطاعي يسمى محمود عباس، مضيفا أن "وزارة الخارجية تعتبر مزرعة لاستقطاب الأتباع والأقارب والأصحاب والمحسوبية" منذ زمن ياسر عرفات.

وكشف الدبلوماسي الفلسطيني السابق أن كثير من سفراء السلطة في الخارج، يحملون جنسية البلاد التي يعملون فيها، مشيرًا إلى أن "هذا مخالف للأعراف المتبعة في العلاقات الدولية".

وقال: "من خلال عملي على مدار سنوات في وزارة الخارجية، كان واضحا أن الهم الوطني في معظم السفارات ليس شاغلا للسفراء أو الأطقم الدبلوماسية والإدارية وكان جُلهم إما أقارب أو أنساب أو يتبادلون المصالح والتجارة مع قيادات السلطة وحركة فتح في رام الله".

عباس لم يعد رئيسا

وفي سياقٍ آخر، عقب العجرمي على مرور 17 عاما على استمرار تواجد عباس في منصبه للعام الـ17 تواليا؛ وذلك بعد انتخابه لمدة أربع سنوات في 9 يناير 2005، مؤكدا أن "ولايته انتهت ولم يعد رئيسا للشعب الفلسطيني".

وقال العجرمي إن " عباس يتهرب من استحقاق الانتخابات" مشددا على أنه لا بديل عنها كي يتمكن الشعب الفلسطيني من انتخاب قادة وطنيين يمثلونه ويدافعون عن حقوقه المشروعة ويحافظون على ثوابته الوطنية.

وبحسب العجرمي، أصدر عباس خلال ولايته ما يزيد عن 300 قرار بقانون، وهذا كله غير مشروع ويتنافى مع كل مواد القانون الأساسي الفلسطيني وهو يشكل حكومات تستند إلى فصيل واحد من جهة ومن جهة أخرى لا يتمتعون بأي صفات أو تاريخ وطني ودون أن يمنحون الثقة من المجلس التشريعي الذي هو ممثل الشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أن عباس تجاوز صلاحيات الرئيس المنصوص عليها بالقانون الأساسي بحل المجلس التشريعي، الذي يعد في كل الدساتير الوطنية بالعالم، صاحب ولاية ممتدة، مستطردا: "الرئيس قد يتغير بالوفاة أو الخيانة أو المرض، لكن التشريعي لا يُحل، لا سيما وأن عباس فاقد للولاية وليس من صلاحياته حله".

وأضاف أن "عباس غادر الساحة الوطنية وتحول إلى أداة تمارس تقاسما وظيفيا مع العدو ضد المقاومة"، موضحا أنه "يعلن صراحة أنه يقدس التعاون الأمني مع العدو ويقول بفجور إن المقاومة إرهاب وفوضى وأنه سيقاتل هذه المقاومة".

وتابع العجرمي إن عباس ألغى أيضا قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية بغض النظر عن أنها مجحفة في الأساس، خاصة القرار 181 الخاص بالقدس والذي لا يعطي اليهود أي جزء من العاصمة الفلسطينية المحتلة.

واستطرد قائلا: "عباس أعطى اليهود القدس الغربية التي تمثل 86% من المدينة، ويقاتل المقاومة في القدس الشرقية حتى تمكن العدو من الاستيطان في 91 % من الجزء الشرقي ولم يتبق لنا سوى 30% من السكان بعد الإجراءات الصهيونية".

وأردف قائلا إن "عباس باعترافه بدولة الاحتلال على مساحة 78.4% من فلسطين التاريخية، يعني أنه ألغى قضية اللاجئين المقدسة التي قامت أصلا منظمة التحرير والمقاومة من أجل استعادتها كأرض وعودة اللاجئين"، مشيرًا إلى إعلانه مؤخرا "بدون خجل" أنه يتنازل عن أرضه في صفد مسقط رأس عائلته قبل النكبة.

الانتخابات المحلية هروب

وتعقيبا على مضي السلطة في إجراء الانتخابات المحلية بالضفة وسط مقاطعة فصائلية واسعة، قال إن "عباس يهرب للأمام بإجراء انتخابات قروية لا تسمن ولا تغني من جوع، وذلك تحت ضغط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي طالبته بإجراء الانتخابات".

وشدد على أن المطلوب ليس انتخابات محلية فقط إنما انتخابات عامة وطنية تكون جزءًا منها القروية على أن تبدأ بالمجلس الوطني الذي هو برلمان منظمة التحرير؛ لمواجهة التحديات الراهنة المفروضة أمام الشعب الفلسطيني.

وقال إنه لا بد من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بالتوافق وبمشاركة الجميع، على أن تكون شفافة وديمقراطية.

وجدد التأكيد على أن الانتخابات المحلية الجزئية لا تحل مشكلة تمثيل الشعب الفلسطيني، خاصة أنها تجري في وقت خالٍ من الشفافية، يقوم فيه عباس وأجهزته الأمنية باعتقال من يخرج في مظاهرة ضد الاحتلال والنشطاء والمقاومين ويمنع أي صوت ولا يسمح للأسرى الأبطال برفع أعلام فصائلهم ويتم الاعتداء على مواكبهم التي يجب أن تحمل على الأكتاف.

واعتبر العجرمي أن الانتخابات المحلية تجري وسط غياب للشفافية لدى السلطة، مشيرا إلى أنه رغم كل ذلك "السلطة وحركة فتح تلقت خسارة مدوية أمام قوائم ائتلافية وعائلية في المرحلة الأولى التي جرت الشهر الماضي".

وختم مساعد وكيل وزارة الخارجية حديثه لشهاب بالقول إن "حركة فتح انتهت بسبب عباس (..) وعلى فصائل المقاومة الحية المناضلة على رأسها حركتي حماس والجهاد الإسلامي أن تعلنان عن عزل هذا النظام".

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة