عباس يرد "المعاناة لن تنتهي إلا بإنهاء الانقسام"

خاص مهرجان ذكرى "اغتيال عرفات" بغزة يتحول لـ"مطالبات فتحاوية"

حفل إحياء ذكرى وفاة الرئيس ياسر عرفات بغزة

شهاب- عبد الحميد رزق

تحول مهرجان إحياء ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات في ساحة الكتيبة بغزة، إلى "مطالبات فتحاوية" بحقوقهم من رئيس السلطة محمود عباس، في ظل مساهمته مع الاحتلال في فرض "عقاب جماعي" على سكان القطاع.

وطالب مشاركون في "المهرجان"، عباس، بوقف العقوبات والتمييز بين الضفة وغزة، ومنحهم حقوقهم كاملة، وصرف مخصصات ذوي الشهداء وحل القضايا المالية العالقة منذ سنوات، أبرزها التقاعد المبكر و"تفريغات 2005".

وخيّب عباس، آمال "الفتحاويين"، إذ يواصل عاما بعد الآخر، تمديد العقوبات المفروضة عليهم وعلى سكان قطاع غزة أجمع، رغم الوعودات والتصريحات التي يطلقها خلال فترات متباعدة بأنه أصدر قرارات برفعها، لكن  لا تنفذ.

"لا يحق لأحد إهمال غزة"

أحمد حلس، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، طالب عباس، في كلمته خلال الحفل اليوم، بالنظر إلى غزة بما تستحق، ووقف التمييز الجغرافي الممارس، وصرف رواتب ذوي الشهداء والأسرى والجرحى كافة.

وقال حلس في كلمته التي تابعتها وكالة "شهاب" للأنباء "غزة دفعت كل الأثمان، غزة التي تمثل كبرياء الشعب الفلسطيني لا يحق لا أحد أو يجوز أن تهمل غزة وأن يبقى شهيدًا واحد يبحث ذويه عن حقوقه، آن الآوان لإنصاف كل ذوي شهدائنا فهم ليسوا تصنيفات سياسية وهم شهداء فلسطين كل فلسطين".

وشدد على أنّه "لا يجوز أن يبقى هناك أي شكل من أشكال التمييز على أساس الجغرافيا بين مكان ومكان وبين موظف وآخر، غزة من حقها أن تأخذ حقها. غزة لا تقايض بحقوقها على انتمائها الوطني ولا يمكنها أن تقايض على قضيتها الوطنية ومقدساتها. غزة لم ولن تقايض ولكن من حقها أن ترفع صوتها وأن تنتزع حقها".

وبحسب عضو مركزية فتح، فإنّ أبو مازن اتخذ قرارات للتنفيذ (في إشارة إلى العقوبات التي فرضها على غزة) ولكن هذه القرارات تقف عن الجهات التي من المفترض أن تنفذها، مبينا أن "هذه القرارات تتعلق بإنصاف أهل غزة وموظفيها وشهدائها ويجب أن تنفذ".

"لن تنتهي إلا بإنهاء الانقسام"

مطالبات حلس التي جاءت على لسان الكثيرين، رد عليها عباس في كلمة له في المهرجان، قائلًا "نحاول بقدر ما نستطيع أن نخفف عن شعبنا بغزة، لكن هذا الألم والعذاب لن ينتهي إلا بانتهاء الانقسام".

ويبدو أن عباس يحاول تناسي دوره الرئيسي الذي لا يزال مستمرًا في حصار أهالي غزة، عبر "العقوبات". إذ قال: "نحن ندرك عذاباتكم ونشعر بمعاناتكم في ظل هذا الحصار الجائر، ونحاول بقدر ما نستطيع أن نخفف عنكم، ولكن علينا أن نكون واعين أن هذا العذاب وهذا الألم لن ينتهي إلا بانتهاء الانقسام".

وأضاف: "استمرار هذا الانقسام الحرام يعني غياب وحدة الجغرافيا لدولتنا الفلسطينية العتيدة، فمن يا ترى هو المستفيد من تمزيق جغرافيا الدولة الفلسطينية؟ ومن تبديد طاقات شعبنا في صراعات لا معنى لها؟". وفق تعبيره.

"من قاتل عرفات؟"

وفي سياق متصل، دعا الآلاف من الفلسطينيين، بالكشف عن قاتل "أبو عمار"، خاصًة أن "أبو مازن" كان قد صرح في الذكرى الـ12 لرحيله بأنه على علم بالقاتل. ما أثار جدلا في صفوف "قيادات متنفذة" في فتح؛ كونه يعتبرونه "متهما وليس قاضيا".

وتصدّر وسم "#من_قاتل_عرفات" مواقع التواصل الاجتماعي، للكشف عن قاتل أبو عمار، لا سيما بعد التسريبات الأخيرة من محاضر التحقيق الخاصة باغتياله الذي أثبتت تورط قادة متنفذين حاليا في السلطة بالحادثة.

وتجاهل عباس مجددًا في خطابه التطرق إلى قضية اغتيال عرفات.

وكانت قد سُرّبت منذ أيام وثائق ومستندات من محاضر تحقيق وفاة ياسر عرفات، لشهادات شخصيات رفيعة في السلطة، أكدوا خلالها  تأزم العلاقة بين أبو مازن وعرفات ووصولها لطريق مسدود.

وتكشف الوثائق، تفاصيل ما تحدثت به قيادات من السلطة وحركة فتح للجنة التحقيق التي تم تشكيلها برئاسة اللواء توفيق الطيراوي في أكتوبر 2010.

ومن ضمن الوثائق المسربة، شهادة مستشار الرئيس عرفات "محمد رشيد"، الذي قال "ذهبت لأبو مازن للمساعدة في فك الحصار عن أبو عمار، فقال لي نصًا (اللي طلّع الحمار على المئذنة ينزله ومن يعطي النقود لمن يطخطخوا يحل مشكلته لوحده وليس شأني)، ما يعني  رفضه مساعدة عرفات وقت حصاره لأنه دعم الانتفاضة.

وتوفي ياسر عرفات "أبو عمار" في مستشفى باريس العسكري في 11 نوفمبر 2004 بعد فترة من الحصار "الإسرائيلي" له في مقر المقاطعة برام الله وسط الضفة الغربية.  وكانت قناة الجزيرة كشفت في تحقيق استقصائي لها عن إمكانية وفاة عرفات بمادة البولونيوم المشعة.

 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة