مِسْك الختام

جانب من مباراة سابقة بين الطرفين

ساعات قليلة تفصلنا عن المشهد الختامي لبطولة كأس العالم 2022، الذي سيجري بين الأرجنتين وفرنسا "حامل اللقب".

اللقاء النهائي سيجري على استاد "لوسيل"، بعد منافسات شرسة ومعارك كروية "طاحنة" خاضها المنتخبان خلال مجريات البطولة الأروع على الإطلاق.

واستحق "التانغو" و"الديوك" الوصول للموقعة الختامية، بعدما قدّما أداء قويا في البطولة، رغم التعثّر لكليهما في دور المجموعات، سواء الأرجنتين بالخسارة التاريخية أمام السعودية بهدف مقابل هدفين، وكذلك سقوط فرنسا على يد تونس بهدف نظيف.

ولعل المصادفة السعيدة في هاتين العثرتين أنهما جاءتا بأقدام عربية وهما السعودية وتونس، ناهيك على أنها في أراضٍ عربية أيضا وهي قطر، التي لا تزال تُبهر العالم أجمع بروعة تنظيمها للمونديال وأجوائها غير المسبوقة.

المشهد الختامي لهذا المونديال التاريخي، جاء بعدما حصد "التانغو" و"الديوك" 6 نقاط لكل واحد منهما، ناهيك على أنهما أزاحا من طريقهما منتخبات قوية في الأدوار الإقصائية على غرار هولندا وكرواتيا من طرف الأول، وإنجلترا والمغرب "الحصان الأسود" من طرف الثاني.

إجمالا، سجل المنتخب الأرجنتيني 12 هدفا وتلقت شباكه 5 أهداف، بينما أحرز المنتخب الفرنسي 13 هدفا، واهتزت شباكه 5 مرات أيضا، ما يفسّر حجم التشابه الكبير بين الطرفين على الصعيدين الهجومي والدفاعي.

كما أن هداف الأرجنتين في البطولة، هو ليونيل ميسي بـ5 أهداف وخلفه جوليان ألفاريز بـ4 أهداف، ونفس الأمر بالنسبة لفرنسا، التي يتصدر هدافيها كيليان مبابي بـ5 أهداف أيضا، وخلفه أوليفيه جيرو بـ4 أهداف.

إذن المباراة النهائية لن تكون على صعيد اللقب الجماعي فقط، بل ستمتد لصراع الهداف وحتى جائزة أفضل لاعب، ما يجعل لها طعم خاص يبرهن على أحقية المنتخبين في الوصول لموقعة "استاد لوسيل" المثيرة.

ولكن بعيدا عن الموقعة النهائية بين الأرجنتين وفرنسا، فإن المشهد الختامي ووصوله للعالم بهذه الطريقة يجعل الجميع يقف نظرة احترام وتقدير لقطر أميرا بقيادة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وحكومة وشعبا على هذا التنظيم الرائع.

كما أن حجم التسهيلات التي وفرتها قطر لجميع سكان العالم الذين حطّوا رحالها في هذه الأرض العربية، غيّر كثيرا من قناعات الغرب، إذ تراجع الكثيرون عن أفكارهم الرجعية وأصبحوا يشيدون بتاريخ البلاد وثقافتها الإسلامية وحضاراتها الرائعة.

كذلك فإن حجم الإشادات من الشخصيات الرسمية، تجعل الجميع على يقين تام بأن هذه البطولة ستبقى محفورة في التاريخ.

ويبقى تصريح جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، هو الأكثر واقعية، بعدما أكد بما لا يدع مجالا للشك أن قطر أبدعت وأمتعت وأقنعت في تنظيم المونديال حتى وصوله لـ"مسك الختام"، ليكون أفضل نهاية لبطولة كأس العالم 2022.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة