تقرير مع تجدد قمع الأسيرات.. هل يتكرر سيناريو عملية المبحوح؟

صورة توضيحية

تقرير - شهاب خاص

عادَ الاحتلال مجددًا ليستكمل عدوانه على الأسيرات في سجونه، وذلك بحملة قمع شرسة شنّها بحقهن خلال الفترة الأخيرة، ما يفتح الباب من جديد لسيناريو مُشابه لعملية الطعن التي نفذّها الأسير البطل يوسف المبحوح انتصارًا للحرائر.

الأسير المبحوح نفّذ في أواخر ديسمبر 2021، عملية طعن في سجن "نفحة" الصحراوي، أصاب فيها أحد ضباط السجن بجراح متوسطة، ثأرًا للأسيرات في سجن "الدامون" بعد تعرضهن للضرب والسحل والعزل.

الثأر للأسيرات

هذا السيناريو يعزز تكراره، التحذيرات المتتالية التي تطلقها مؤسسات الأسرى بانفجار الأوضاع داخل السجون بناء على المعطيات التي تصلها من أرض المعركة، في حال تأزمت الأمور أكثر وزاد السجان من بطشه وطغيانه.

مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة تحدث عن صعوبة ما يتعرض له الأسرى والأسيرات من هجمة صهيونية داخل السجون، مؤكدًا أن الأسرى بدأوا باتخاذ العديد من الخطوات في إطار الرد على تلك الهجمة التي تأتي ضمن توجه وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف ايتمار بن غفير بمحاربة الأسرى وتضييق سبل عيشهم.

وشدد على أن العديد من الوصايا وصلت من أسرى استشهاديين للرد على عدوان السجان، مشددًا على أن ساعة الصفر لتحركهم تقترب كلما زاد الاحتلال من حماقاته بحقهم.

وسرعان ما تسارعت الأحداث أكثر حتى أعلن 120 أسيرا في سجن النقب إضرابهم عن الطعام رفضا للقمع والاعتداء ولكن سرعان ما علقوا هذه الخطوة والتوجه الى خطوة تصعيدية أخرى وهي إغلاق كافة الأقسام في السجون وحل التنظيم في سجن النقب في ظل توتر متصاعد يسود السجن.

وما يدلل على صعوبة الحالة التي يعيشها الأسيرات هو إلغاء إدارة سجن الدامون زيارة الأهالي ليوم الأربعاء، لطمس أي معالم للجريمة التي ترتكب بحق الأسيرات.

انفجار كبير

الفصائل الفلسطينية بدورها، أدانت اعتداء الاحتلال على الأسرى والأسيرات داخل السجون، مشددة على أن المرحلة المقبلة ستشهد انفجارًا كبيرًا في الصراع، وأن المعركة لن تبقى داخل السجون.

حركة "حماس" قالت بدورها إن اعتداء الاحتلال على الأسيرات في سجن الدامون، تصعيد جديد ضد الحركة الأسيرة، إذ يُسرّع الأمور للوصول لمرحلة الانفجار الكبير.

وحذّر المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، من أن استمرار العدوان على الأسرى سيشكل صاعق تفجير للأوضاع، مشددًا على أن المعركة لن تبقى داخل السجون فقط.

وأوضح أن الاحتلال يقوم بخطوات انتقامية من الأسرى، نتيجة فشله في كسر إرادتهم، ونتيجة لحالة التخبط التي تعيشها المؤسسة الأمنية الصهيونية خاصة بعد عملية القدس البطولية.

وأكد أن تصعيد قوات الاحتلال وإدارة السجون اعتداءاتها بحق الأسيرات من ضرب وعزل ومصادرة مقتنيات، جريمة لن تمر دون رد، وأنّ المعركة المتصاعدة في السجون لن يخوضها الأسرى وحدهم.

وشدد على أن الهجمة على الأسيرات ستفشل كما فشلت سابقتها في كسر إرادة الأسرى.

ودعا قاسم أبناء شعبنا بفصائله ومؤسساته الشعبية والرسمية وأحرار العالم للوقوف بكل إمكاناتهم إلى جانب الأسرى في وجه الاحتلال وجرائمه، ومنعه من الاستفراد بهم، مؤكدا على أن شعبنا ومقاومته سيكونون معهم حتى نيلهم حريتهم.

انتفاضة جديدة

من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن اعتداءات إدارة سجون الاحتلال على الأسرى والأسيرات في الأيام الأخيرة، تُنذر بانتفاضة جديدة في غزة والضفة والقدس وأراضي الـ48.

وقال القيادي في الحركة خضر حبيب في تصريح خاص لوكالة "شهاب"، إن قضية الأسرى وطنية بامتياز وما يحدث داخل السجون من تضييق وتنكيل بحقهم، سيؤثر على الواقع الفلسطيني في كل مكان.

وأضاف القيادي حبيب أن حكومة الاحتلال المتطرفة تشن حملة بربرية فاشية على أسرانا البواسل في السجون، مُستدركًا "كل فعل له ردة فعل وشعبنا مستعد أن يسخر كل طاقته دفاعًا عن الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال".

ودعا لإعداد خطة وطنية لإسناد الأسرى والأسيرات داخل السجون، مُطالبًا بالاتفاق على عمل وطني مشترك من أجل إيقاف انتهاكات حكومة الاحتلال المتطرفة بحق الأسرى وإفشال كل مخططاتها.

كما دعا المقاومة في الضفة إلى إفشال مخططات الاحتلال واستهدافه في كل أماكن تواجده، والشباب الثائر للاشتباك مع الاحتلال في كل مناطق التماس، نُصرةً للأسرى والمسرى.

العدوان على الأسرى

ونفذت إدارة سجون الاحتلال عملية قمع واسعة بحق الأسيرات في سجن الدامون وحولت غرفهم إلى زنازين بعد تجريدهن من كافة مقتنياتهن وعزلت الأسيرة ياسمين شعبان.

وفي خطوة احتجاجية، قامت الأسيرات باحتجاجات واسعة منها حرق الغُرف.

وقال مكتب إعلام الأسرى إن الاحتلال أقدم قبل أيام على اقتحام غرفة رقم 10 وسحب الأدوات الكهربائية منها، وفرض عقوبات على الأسيرات فيها.

وبيّن أن الأسرى في كافة السجون قرروا تصعيد خطواتهم اليوم، منها إغلاق الأقسام في كافة السجون بعد ظهر اليوم الثلاثاء، وعدم الخروج للفحص الأمني احتجاجاً على الإجراءات التعسفية المستمرة بحقهم وحق الأسيرات.

وكانت قوات الاحتلال نفّذت عمليات قمع بحق عدة أقسام في سجون عوفر والنقب ومجدو والدامون، واعتدت على الأسرى وعزلت العشرات منهم بشكل جماعي وجرّدتهم من مُقتنياتهم.

وتأتي هذه الإجراءات التعسفية التصاعدية من قِبل الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات، تزامنًا مع قرارات الحكومة الصهيونية المتطرفة ضد الحركة الأسيرة عمومًا.

وكانت ما تُسمى الهيئة العامة لكنيست الاحتلال، قد صادقت أمس بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين جديدة تستهدف الأسرى الفلسطينيين، لا سيما مُنفذو العمليات ضد أهداف إسرائيلية، مدعيّةً أن تلك القوانين "جاء على خلفية التصعيد الأمني".

ومن القوانين التي صادق عليها كنيست الاحتلال بالقراءة الأولى، مشاريع قوانين لسحب المواطنة أو الإقامة من أسرى فلسطينيين تلقوا تعويضات من السلطة الفلسطينية وأُدينوا بتنفيذ عمليات

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة