كشفت رئيسة جمعية أطباء لحقوق الإنسان، الدكتورة لينا قاسم، عن جانب من المعاناة التي عاشها الشهيد الشيخ خضر عدنان في أيامه الأخير قبل ارتقائه فجر اليوم، بعد إهمال طبي متعمد من قبل إدارة سجون الاحتلال، التي أبقت عليه محتجزاً في "عيادة سجن الرملة" رغم افتقارها إلى الظروف الصحية والمناسبة لأسير مضرب عن الطعام منذ 86 يوماً.
وذكرت قاسم في تصريحات صحفية أن الشيخ أخبرها بأنه يشعر بأن هذا الإضراب مختلف عن التجارب السابقة له وكان يشعر بخطر الوفاة، وتروي: أصابه قبل أيام من فحصي له حالة تقيؤ بدون توقف وأغمي عليه وظهرت له صورة والديه وهما متوفيان وحدثاه ونطق بالشهادة، ووصف لي مشاعر الموت.
وقالت إنها زارته في اليوم 80 من الإضراب، وعن تفاصيل حالته الصحية: كان عاجزا عن الوقوف وبحالة هزيلة جدا ووضع صحي سيئ جدا، وأغمي عليه قبلها خلال جلسة محكمة عبر "الزوم"، وكان مصمما على الاستمرار في الإضراب ويرفض أي مدعمات لجسده كما يرفض التغذية القسرية، وظهر جسده هزيلا جدا مع خسارة حوالي 40 كغم من وزنه، ويعاني من دوار دائم وفقدان للوعي.
وحمَلت قاسم الأطباء في مستشفيات الاحتلال "الإسرائيلي"، التي نقل إليها الشيخ لفترة قصيرة مسؤولية إعادته إلى "عيادة سجن الرملة"، التي تفتقر لأي مقومات صحية.
وأوضحت أن ظروف "عيادة سجن الرملة" غير ملائمة، وكل ما توفره هذه العيادة بأنه يبقى في غرفة لوحده، ويتم مراقبته كل نصف ساعة من خلال سجان لفحص إن كان على قيد الحياة، وهناك زر الطوارئ المتواجد في الحمام، أي أنه على المريض الزحف إلى الحمام لاستخدامه، وهذه ظروف غير ملائمة أبدا لإبقائه في عيادة السجن، وهو طلب بأن يتم الضغط لنقله إلى مستشفى مدني لأنه لا يسعى إلى الموت، على الرغم من أنه أكد بأنه مستمر في إضرابه إلى النهاية، مؤكدا بأن رغبته أن يعيش حرا ويعود إلى عائلته وأبنائه، لذلك رغب بالبقاء في مستشفى مدني.
وأضافت: سألته صراحة ماذا تتوقع من الطاقم الطبي في حالة أغمي عليك، فأجابني إنني أتوقع من الطاقم الطبي أن يسعى لإنقاذي بأقل تدخل طبي ممكن لإعادتي إلى الوعي لئلا يُكسر إضرابي عن الطعام وسعيي إلى الحرية.
وكشفت أن مدير "عيادة سجن الرملة" اعترف بنفسه بأنها "غير معدة لإنسان مضرب عن الطعام منذ 80 يوماً".