خاص - شهاب
كشف مصدر بالمقاومة في البلدة القديمة بمدينة نابلس، عن تصاعد الضغوط التي يتعرضون لها من قبل السلطة الفلسطينية؛ من أجل تسليم أنفسهم والتوقف عن مقاومة الاحتلال، خصوصا بعد عيد الفطر.
وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، في حديث خاص بوكالة (شهاب) للأنباء: "بعد يومين فقط من انتهاء عيد الفطر، لمسنا ازديادًا كبيرا في الضغوط التي تمارسها أجهزة السلطة ومحافظة نابلس، لتسليم أنفسنا مقابل تعهدات بوقف الملاحقة، والحصول على وظيفة وراتب ومكافآت"، مضيفا أنه من بين الأمور التي تحدثوا عنها "التهدئة".
وجاء حديث المصدر عقب استشهاد ثلاثة مقاومين من كتائب القسام (حسن قطناني، معاذ المصري، إبراهيم جبر)؛ وذلك خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في حارة الياسمينة في البلدة القديمة بنابلس صباح الخميس.
وعقب استشهاد المقاومين الثلاثة وهم منفذي عملية الأغوار البطولية الشهر الماضي التي أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن محافظ السلطة في مدينة نابلس إبراهيم رمضان، قوله إن "تصفية الشبان في نابلس هذا الصباح نتيجة طبيعية لعدم استجابتهم للأجهزة الأمنية ورفضهم تسليم سلاحهم للسلطة".
وأضاف المصدر المقاوم أن هذه الضغوطات تأتي عبر وسطاء في الكثير من الأحيان، خاصة من الأقرباء الذين تستغلهم أجهزة أمن السلطة من ناحية عاطفية، عبر الحديث معه عن فقدان الشخص المقاوم لحياته (الشهادة)، والادعاء بأن الأجهزة الأمنية تسعى للحفاظ عليه وحمايته.
وأشار إلى أن هذه الجهود تأتي مع إعلان الاحتلال أن عملياته العسكرية سوف تشتد في شمال الضفة الغربية المحتلة، مستطردا: "ما يحصل هو في النهاية كما نراه عمل مشترك بين السلطة والاحتلال للقضاء على أي نفس مقاوم بالضفة".
ووصف بعض الأبواق التي تسوق ما يجري من تسليم بعض الأشخاص لأنفسهم مثل منير الجاغوب بأنها "أبواق فتنة"، تسعى لتسويق المؤامرة التي تجري على المقاومين وعلى "عرين الأسود"، وخاصة العرين لأنها تسببت بإحراج كبير لقيادة السلطة الفلسطينية.
وتساءل المصدر المقاوم باستغراب: كيف يقوم أشخاص بتسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية، وبعدها تستخدمهم الأجهزة كأدوات مثل محمود البنا الذي سلم نفسه بعد قضية شقيقة، وشارك اليوم في تشييع الشهداء القساميين الثلاثة وهو يرتدي على رأسه عصبة لحركة "فتح" ويطلق الرصاص في الهواء.
وأكمل متسائلا: "هل المطلوب أن نكون مجرد أدوات للاستعراض وأن يتوجه سلاحنا في السماء، وترك أبناء شعبنا ومقاوميه وحدهم في الميدان. نتفرج عليهم وقوات الاحتلال تطلق الرصاص عليهم جهارا نهارا بدم بارد؟!".
اقرأ/ي أيضا.. عرين الأسود تعلن تفاصيل التصدي للقوة "الإسرائيلية" الخاصة في نابلس اليوم
يذكر أن مجموعات عرين الأسود أصدرت بيانا مقتضبا عصر اليوم، قالت فيها "واهم من يظن ثم واهم من يظن أن مجموعات عرين الأسود ستعود خطوة واحدة للخلف".
وأضافت أنها "لا تؤمن بأي هدنة أو تهادن أو تتوقف لحظة واحدة سواء بالجهاد أو بالإعداد أو بالدفاع عن أبناء شعبنا ثم واهمٌ من يظن أنه أصلا يعلم شيئا عن العرين".
وأكدت المجموعات أن اكتشفت تمام الساعة السابعة صباحا القوات الخاصة الإسرائيلية، وباغتها المقاومون بإطلاق الرصاص وإلقاء العبوات الناسفة، ما استدعى أن ينسحب الاحتلال وأن يسحب إصاباته جزئيا وقبل انتهاء المعركة.
ولا تلاحق أجهزة أمن السلطة، المقاومين في نابلس فقط بل بجميع مناطق الضفة الغربية بالتعاون المباشر مع قوات الاحتلال؛ بهدف وأد المقاومة وحماية المستوطنين في المقابل تحقيق امتيازات ومكاسب للقيادة المتنفذة بالسلطة.
اقرأ/ي المزيد.. "كتيبة جنين" توجه رسالة قاسية لأجهزة السلطة الأمنية بعد اعتدائها على مسيرة جنين