خاص _ حمزة عماد
عملية تحرير النطف من داخل سجون الاحتلال، هي أمل الأسير الفلسطيني الوحيد من أجل الإنجاب وهو داخل سجون الاحتلال، والتي تتم في ظروف معقدة جدًا، وقد تتكرر عدة مرات من أجل ضمان نجاحها.
ووصل عدد أطفال "سفراء الحرية" أو "أطفال النطف المحررة" شهر مايو الماضي، إلى 117 طفلًا بعد أن رزق الأسير أحمد عبد الرحيم شمالي من مدينة غزة بأربع توائم (3 أطفال وطفلة) عبر "نطف محررة" من سجون الاحتلال.
شكل من أشكال المقاومة
المتحدث باسم وزارة الأسرى والمحررين بغزة منتصر الناعوق، قال إن "النطف المحررة" هي أحد أشكال المقاومة للاحتلال من قبل الأسرى، وتتجلى فيها إبداعات الأسرى وقدرتهم على تخطي الصعاب والإصرار على الحياة، مشيرًا إلى أن عملية "تهريب النطف" تعكس إصرار الأسرى على نشر الفرحة بين أهلهم وذويهم والتغلب على كل ما يترتب على غيابهم الطويل خلف القضبان.
وأكد الناعوق في حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن الأسرى يصرون على التمسك بكل شيء يربطهم بالحياة والحرية، رغم ممارسات الاحتلال، والأحكام الجائرة التي يفرضها عليهم، موضحًا أن الاحتلال يسعى لقتل الأسرى، وعزلهم عزلة تامة عن مجتمعهم وعائلاتهم.
الفكرة الأولى
وبين الناعوق أن الأسير القائد عباس السيد هو أول من فكر في مشروع "النطف المحررة" أواخر العام 2000، وبدأ باستشارة العديد من أصحاب الصلة بهذا الأمر على المستوى الشرعي والعائلي، موضحًا أن الأسير عمار الزبن يعتبر من أول الأسرى الذين نجحوا في تهريب "نطفة محررة" والإنجاب من خلالها عام 2012.
وأشار إلى أن عملية تهريب النطفة تخضع لعدة مراحل معقدة من قبل الأسرى، ولها أبعاد مختلفة تتعلق بشروط مشددة، حيث تتم عملية التهريب مع أحد الأسرى المحررين من خلال إخفاء النطفة بطرق إبداعية وبدرجة حرارة معينة لتحافظ على صلاحيتها حتى تصل إلى الجهة المخولة باستلامها في الخارج، ويتم ذلك بالتنسيق ما بين الأسير وعائلته، لضمان عدم وجود أي أخطاء.
وأوضح الناعوق أن عدد الأطفال الذين ولدوا من خلال "نطف محررة" وصل إلى 117 طفلًا، مضيفًا أن وزارة الأسرى في غزة تشرف على هذا المشروع "زراعة النطفة" بعد استيفاء كافة الشروط والتواصل مع عائلة الأسير وكل ذلك يخضع لضوابط محددة.
ولفت إلى أن الوزارة تتكفل بالتغطية المالية لعملية الزراعة، ومرحلة الحمل والميلاد، ضمن برنامجها المعتمد لرعاية ذوي الأسرى واحتضانهم.
تفاصيل معقدة
ويتم تهريب "النطف المحررة" من خلال أدوات وطرق مختلفة منها ما كشف عنه، ومنها ما لم يكشف حتى الآن، وكانت تتم عملية التهريب من خلال أنابيب الدم والبول الموجودة بعيادات السجن، والتي يمكن أن تبقى النطف صالحة فيها لـ24 ساعة، وفي البداية كان يتم إخفاؤها في الأغراض التي يخرجها الأسير لأهله من كانتين السجن (شوكولاتة وأكياس الشيبس وغيرها)، وبعد منع مصلحة السجون الأسرى من ذلك ابتدع الأسرى طرقا أكثر تعقيدًا.
ومن الطرق الأخرى أن يتم تهريبها من خلال أسير سيفرج عنه، وبوجود شهود من داخل السجن، ويكون الأسير بهذه المهمة بمثابة من يحمل روح كأمانة إلى أهل الأسير في الخارج.
وبعد الإفراج عن الأسير يقوم بالتوجه مباشرة لتسليم العينة إلى الشخص المحدد لاستقبالها من قبل عائلتي الأسير وزوجته، وذلك قبل أن يحتفل مع عائلته بفرحة الإفراج عنه.
تتم عملية التسليم على وجه السرعة ليتم نقل العينة إلى المركز الطبي بوجود الزوجة، ويتم تسجيلها بوجود شهود من غير العائلتين، وفحصها مباشرة، قبل أن يباشر الأطباء عملهم وسط دعوات وتضرع الأهالي ومن خلفهم الأسرى في سجون الاحتلال بنجاح العملية.