خاص - شهاب
استعرض الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، الإنجازات التي حققتها عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية بإسناد من محور المقاومة، منذ السابع من أكتوبر 2023 حتى الآن.
وقال الزعاترة في تصريح خاص بوكالة (شهاب) للأنباء إنه من ليس من السهل إحصاء ما حققه "طوفان الأقصى"، لا سيما أنه التداعيات ما زالت تتوالى حتى الآن، وقد تفضي إلى حرب إقليمية كبرى يعتقد الكيان الصهيوني واهما أنه سيعيد من خلال مجده السابق، وسيصفّي القضية الفلسطينية، وسيفرض هيمنته على منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الزعاترة: نقول واهما لأننا ندرك أن لهذه الأمّة تراثها العريق في مواجهة الغزاة من كل لون، وفي هذه المنطقة تورّطت وخسرت إمبراطوريات كثيرة.
وبحسب الزعاترة، من أهم ما ترتب على "الطوفان" أنه أعاد إحياء القضية الفلسطينية وجعلها قضية العالم الأهم بعدما تراجع حضورها وسط موجة التطبيع الأخيرة إثر "اتفاقات أبراهام".
وذكّر بأن الموجة المُشار إليها كانت محور مشروع تصفية القضية الفلسطينية عبر "سلام اقتصادي"، سيفتح الباب أم ضم لما تبقى من الأرض، وتهجير ناعم أو "خشن" للفلسطينيين، الأمر الذي صار الغزاة يتحدّثون عنه بوضوح في ظل منظومة التطرّف مع نتنياهو وسموتريتش وبن غفير.
وأشار إلى أن "الطوفان" منح القضية الفلسطينية دفعة حياة كبيرة جدا في أوساط الرأي العام العالمي، بخاصة الأجيال الجديدة في أمريكا والغرب، كذلك الحال في أوساط جيل فلسطيني وعربي وإسلامي.
وأضاف أن "الطوفان" فضح الكيان، وكشف وجهه الحقيقي الذي كان يخفيه تحت ستار من الشعارات التي تستقطب الغربيين، وزاد من رفضه في أوساط الرأي العام العالمي، حتى أصبح شعار "من البحر إلى النهر" يتردّد في شوارع الغرب وفي جامعاته، رغم تجريمه من قبل قوانين دول كثيرة.
وفي ذات السياق، "الطوفان" ومن بعده حرب الإبادة التي شنّها الغزاة على غزة بروحية الثأر، حوّلا "الكيان" إلى كيان منبوذ، باعتراف قطاع عريض من قادته ونُخبه السياسية والإعلامية. وفق الزعاترة.
وتابع إن "الطوفان" فضح بشاعة الأقلية التابعة لـ"الكيان" في الغرب بوصفها أقلية تنتمي إليها أكثر من انتمائها للدول التي تحمل جنسياتها، ما جعلها تصرخ من "العداء للسامية"، والذي هو في جوهره العداء لكيانها.
وأردف قائلا إن بؤس الكيان على الصعيد الداخلي ازداد بتخليه عن كل شعاراته في حرية التعبير والصحافة الحرة، وعزّزت تناقضاته التي كانت تتصاعد قبل ذلك.
وأكمل الزعاترة قائلا: أعاد "الطوفان" الحياة للشارع العربي الذي كان قد أُصيب بالإحباط بعد نجاح "الثورة المضادة" في حربها ضده بعد الربيع العربي.
كما منح "الطوفان" دفعة هائلة لخيار المقاومة بعد عقدين كاملين من التيه وتجريب المجرّب، وبخاصة خلال مرحلة عباس منذ 2004، ولغاية الآن، وهي مرحلة تم فضحها على رؤوس الأشهاد، ومعها قبيلتها الحزبية، ممثلة في حركة "فتح". بحسب الزعاترة.