"تهديدات ترمب فارغة ولن تثني أنصار الله"

تحليل خبير عسكري لـ شهاب: العدوان الأمريكي على اليمن لم ولن ينجح وسيعمق الانتقام لدى أنصار الله

العدوان الأمريكي على اليمن -صورة أرشيفية-

خاص - شهاب

أكد الخبير العسكري الفريق قاصد محمود نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، أن العدوان الأمريكي على اليمن لم ولن ينجح في تحقيق أهدافه، وسيعمق من درجة الانتقام لدى جماعة أنصار الله.

وقال الفريق محمود لـ(شهاب) إن الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس جو بايدن جربت العمل العسكري ضد أنصار الله لمدة عام، ولم ينجح.

ويعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يستطيع أن يذهب عسكريا إلى أبعد ما ذهب إليه بايدن الذي استخدم القاذفات الاستراتيجية الأمريكية ضد اليمن، ولم تأت بنتيجة.

وأوضح أن الولايات المتحدة استبدلت الأهداف وذهبت باتجاه قصف أهداف مدنية، الأمر الذي من شأنه تعزيز وتعميق درجة الانتقام المعلن بشكل واضح لدى أنصار الله.

وبحسبه، الجغرافيا اليمنية عصية على الجميع، فقد تم قصف اليمن لعدة سنوات، والنتيجة لا شيء، وأمريكا لن تأتي بشيء أمامهم، فقد استهدفتهم بكل أنواع الأسلحة والتكنولوجيا بلا نتيجة وفشلت في منعهم من الاستمرار في استراتيجية حصار البحر الأحمر.

وأكد أن تهديدات ترمب بتوجيه ضربات جديدة لليمن قد تكون مجرد تصريحات فارغة، إلا إذا كان يعتزم استخدام السلاح النووي، وهو ما سيكون جنونًا قد يشعل العالم بأسره. 

استراتيجية تنسجم مع نتنياهو 

وأعرب عن مخاوفه من أن تكون الرسالة من العدوان الأمريكي على اليمن "جحيم حقيقي للإقليم" بشكل عام، مشيرا إلى أنه لا جديد في سياسة أنصار الله إلا الإعلان الأخير الذي أمهلوا فيه الاحتلال "الإسرائيلي" أربعة أيام إن لم يسمحوا بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة سيكون هناك حظر جديد في البحر الأحمر.

وبين أن هذا التهديد مرتبط بسياسة إسرائيلية عدوانية متصلة منذ عام ونصف، مستدركا: "الجديد هنا لجوء الولايات المتحدة لهذا الأسلوب وتدخلها غير المتوقع بشكل مباشر في الحرب".

ويرى أن الرسالة الأهم من العدوان الأمريكي "غير المبرر" تذهب إلى إيران، إذ أن الحديث يدور عن هجمات متواصلة وأهداف أكثر استراتيجية تعمق من حالة التأزم واحتمالية التطور إلى حالة تنسجم تماما مع سياسات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، الهادفة إلى إشعال وحرق الإقليم حتى العالم.

ولفت إلى أن نتنياهو يحاول خلق أية مبررات أو ظروف أو بيئة عملياتية وسياسية تخدم مصالحه بالاستمرار والهروب من استحقاقات الاتفاق الذي تم توقيعه بخصوص غزة.

وحذر من أن مثل هذه التوجهات والتوترات من شأنها دفن "المبادرة المصرية"، والتي تم تطويرها واعتمادها عربيا وإسلاميا وأرضت العالم كله.

واستطرد قائلا: "غريب جدا أن يكون ترمب الذي قدم نفسه أن سينهي الحروب، يقوم بفتح مثل هذا الباب أمام أنصار الله عبر قتل المدنيين، لذا هذا العدوان سيزيد إصرار أنصار الله على الانتقام".

رد أنصار الله 

ولم يستبعد أن يكون المستقبل في الإقليم أمام حالة من الغموض الكاملة؛ لأن أنصار الله حال قررت الرد، يرجح أن تذهب إلى أهداف قريبة من مواقع استراتيجية.

ويتوقع الخبير العسكري أن يكون رد أنصار الله استثنائيا ومختلفا عبر استهداف أهداف حيوية استراتيجية للوجود الأمريكي في بعض الجغرافيا العربية، ما قد يؤثر على هذه البلدان ومصالحها وبناها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وحول قدرات أنصار الله، قال: "شاهدناهم يرسلون صواريخ تصل إلى 2200 كيلو متر، وصواريخ فرط صوتية، وصواريخ دقيقة، وطائرات مسيرة استطاعت أن تخدع إمكانيات الدفاع الجوي الإسرائيلي والأمريكي في إسرائيل والبحر الأحمر".

وذكر أن موازين القوى في هذه المواجهة غير متكافئة بين أنصار الله والولايات المتحدة من خلفها بريطانيا وتحالفات لكن الجماعة اليمنية تمتلك إمكانية الضرر والأذى سواء لأمريكا نفسها بقواعدها ومصالحها وقطاعاتها التجارية والحربية أو حلفاءها في المنطقة -خصوصا- إسرائيل الحليف الأول والأكبر لها.

وأفاد بأن أنصار الله أثبتوا أنهم يستطيعون الوصول إلى أهداف مهمة جدا، بالتالي توازن الأذى والضرب والضرر موجود.

ووفق محمود، ما يجري يدل على أن أمريكا حتى الآن لم تفهم أنصار الله والعقلية التي تدير سياساتهم واستراتيجياتهم، الأمر الذي يمنحهم الدافع للذهاب إلى مديات وأفاق جديدة انتصارا لفلسطين وغزة وشعبها.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة