تقرير ضرب اليمن.. عقابٌ لدعمه غزة أم إعادة تشكيل للمنطقة؟

ضرب اليمن.. عقابٌ لدعمه غزة أم إعادة تشكيل للمنطقة؟

خاص – شهاب

في تصعيد خطير، تعرض اليمن لعدوان عسكري واسع النطاق، حيث شنت الولايات المتحدة وبريطانيا سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة والحديدة، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، وتدمير منشآت حيوية وبنية تحتية مدنية.

يأتي هذا العدوان في سياق محاولة كبح التحركات اليمنية التي وجهت ضربات موجعة للتجارة الإسرائيلية عبر البحر الأحمر، دعمًا للمقاومة الفلسطينية في غزة.

ويشكل هذا العدوان امتدادًا لاستراتيجية قوى الهيمنة الدولية لمعاقبة الدول والكيانات التي تخرج عن مسارها، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن الذي يعاني أصلاً من تداعيات حرب مستمرة منذ سنوات.

في ظل هذه التطورات، يثار تساؤل جوهري حول الدوافع الحقيقية لهذا الاستهداف، وهل هو محاولة لضرب القدرات العسكرية لليمن، أم أنه يندرج في إطار عقاب ممنهج لدوره المتقدم في دعم القضية الفلسطينية؟

من جانبه، أكد الكاتب الفلسطيني أحمد الحاج علي أن العدوان على اليمن يمكن إرجاعه إلى عدة أسباب، أبرزها معاقبة اليمن على تاريخه الطويل في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة، وهو الدور الذي لم ينقطع منذ ما قبل نكبة 1948.

وأشار الحاج علي في تصريح خاص بوكالة شهاب إلى أن اليمنيين شاركوا بفعالية في الدفاع عن فلسطين منذ عقود، سواء من خلال إرسال المتطوعين في حرب 1948 أو انخراطهم في الثورة الفلسطينية المعاصرة. كما استقبل اليمن آلاف الفدائيين الفلسطينيين، ودربهم، وساهم في استمرار المقاومة المسلحة.

وأضاف أن اليمن اليوم أصبح نموذجًا لدعم غزة دون تردد، ورغم إمكانياته المحدودة، فقد أدى دورًا فعّالًا وكبيرًا، مما دفع القوى المعادية لمحاولة قمعه ومنع انتشار هذا النموذج عربيًا وإسلاميًا.

وأوضح أن تأثير اليمن في استهداف الموانئ الإسرائيلية وإلحاق الضرر بالتجارة الصهيونية كان سببًا رئيسيًا وراء سعي الولايات المتحدة وحلفائها لضربه.

كما لفت الحاج علي إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالح إسرائيل، وهو ما يتناقض مع موقف اليمن الثوري المقاوم والرافض للتطبيع.

وأشار إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للعدوان هو تمهيد الطريق أمام مشاريع اقتصادية إقليمية تصب في مصلحة الكيان الصهيوني.

وفي السياق ذاته، رأى الحاج علي أن الصراع الأمريكي مع الصين يشكل سببًا آخر لمحاولة ضرب اليمن، إذ تسعى واشنطن إلى القضاء على مناطق التمرد في الشرق الأوسط لتتفرغ لمواجهة النفوذ الصيني في آسيا.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن اليمن، رغم كل الضغوط، يواصل دعم القضية الفلسطينية بثبات، مما يجعله هدفًا للقوى التي تسعى إلى فرض سيطرتها وإعادة رسم خريطة المنطقة بما يتناسب مع مصالحها.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة