خلال تكريم الأطباء الحاصلين على البورد الفلسطيني

الدعليس: الطواقم الطبية صمام الأمان والحياة والأمل في غزة

عصام الدعاليس رئيس متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة

أكد أ. عصام الدعليس، رئيس متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة، على أن الطواقم الطبية تمثل صمام الأمان والحياة وأيقونة الأمل لأهالي القطاع، مثمناً جهودهم في تقديم أفضل الخدمات والوصول في القطاع الصحي إلى بر الأمان رغم كل التحديات.

وخلال حفل تكريم الأطباء الحاصلين على البورد الفلسطيني الذي نظمته وزارة الصحة الفلسطينية، قال الدعليس: "نوجه التحية الطواقم الطبية ترتدي معطفاً ابيضاً بكل كرامة وفخر، ليسخروا ما نهلوا من المعارف والعلوم والخبرات والتقنيات الطبية من أجل راحة أبناء شعبهم وتضميد جراحاتهم".

وأضاف: "حصول هذه الكوكبة من الأطباء على البورد الفلسطيني تحمل الكثير من معاني الإصرار والتحدي، والتي أبدع الانسان الفلسطيني على أرض فلسطين وعلى أرض غزة العزة، لنحتفي بمنارات علمية وطنية كان الفخر لنا انهم حصاد لجهد استثنائي بذلته وزارة الصحة منذ خمسة عشر عاماً".

وأشار الدعليس إلى حجم الصعوبات التي رافقت أصحاب الرداء الأبيض خلال 15 عاماً من  الحصار الصهيوني على قطاع غزة والاعتداءات المتكررة والتحديات الجسام التي واجهت وزارة الصحة، قائلاً: "شعبنا أمام إنجاز كبير ولحظة فرح ولوحة من الإبداع والانتصار رسمت رغم كل الصعوبات".

اندحار وانتصارات

وفي سياق آخر، وجه الدعليس تحيته إلى جماهير شعبنا الفلسطيني مع إحياءه ذكرى اندحار الاحتلال الإسرائيلي قبل 17 عاماً، مشيراً إلى أن حصول الأطباء على البورد الفلسطيني يمثل انتصاراً جديداً يضاف إلى سجل الانتصارات الفلسطينية.

وقال: "برغم نفحات الانتصار التي نحياها إلا أننا لن ننسى الذكرى المؤلمة السنوية الأربعين، وهي الأكثر إيلاما في الشعب الفلسطيني بحق لاجئي مخيمي صبرا وشاتيلا".

وأضاف: "لا يزال يعتقد المحتل بانه في زيادة الغطرسة والهمجية تجاه شعبنا بأنه يستطيع كسر شوكة الصمود والتحدي التي تجري في دم كل فلسطيني على وجه هذه الأرض؛ إلا أننا رغم كل ما كابدنا ونكابد نقف بكم ومعكم شامخين بسمو هذا الإنجاز الذي حققه الأطباء".

وتابع: "فوج الأطباء الذي حمل اسم الشهيد الطبيب أيمن أبو العوف تتجلى فيه أعظم معاني الوفاء للزملاء الذين لم يسلموا من بطش وغطرسة عدونا الوحشي، لتكونوا ولا تزالوا في الصفوف الاولى متصدين عنجهية الاحتلال، وأصوات الانفجارات وصليات الرصاص".

وأضاف: "يا فوج الشهيد الطبيب أبو العوف وزملائه أنتم تقاومون بعلمكم وجهدكم وتضمدون جراحات أبناء شعبكم الذي يستحق تضحياتكم العظيمة، فكان منكم الشهداء فسلام على روحك الطاهرة طبيبنا أيمن أبو العوف وعلى جميع شهداء أبناء شعبنا الفلسطيني".

وأردف بالقول: "هؤلاء الأطباء هم جزء من ثورة التعليم الصحي، ونتاج لبرنامج البورد الفلسطيني بتخصصاته المختلفة ضمن منهج تدريبي نظري وعملي دوري وامتحانات سنوية لمدة أربع أو ست سنوات تنتهي بشهادة الاختصاص في الطب".

وأكمل: "يواصل أطباؤنا رحلة العطاء والعمل وتقديم الخدمة والرعاية الصحية لأبناء شعبنا في كافة الأوقات وتحت أي ظرف"، مشيراً إلى أن البورد الفلسطيني مثّل احد أهم العناوين التي تعبر عن رعاية واهتمام وزارة الصحة ببناء الكادر البشري الذي هو محور الإنجاز.

وذكر أن فلسطين وقطاع غزة يفخران بتكريم كوكبة من الطبيبات والأطباء الذين حصلوا على درجة البورد الفلسطيني، والذين من بينهم 93 طبيباً تم ترفيعهم الى درجة (م) ضمن الاختصاصات في برنامج البورد الفلسطيني، قائلاًك "هذا منتج علمي غزي متوج بالنجاحات والابداعات فكل الشكر والتقدير لوزارة الصحة وعلى رأسها عطوفة يوسف ابو الريش، وإلى المجلس الطبي الفلسطيني. وعلى رأسه الدكتور محمد الكاشف".

جهة حكومية مثمرة

وحول جهود رئاسة متابعة العمل الحكومي مع ووزارة الصحة، أكد الدعليس على أنه لا يقتصر فقط على بناء الكادر الصحي فحسب.

وقال: "المؤشرات الصحية تصف ما حققته الوزارة في مختلف عناوين تقديم الخدمة والرعاية الصحية، من تطوير وتهيئة للبنية التحتية والتوسعة والانشاءات الجديدة".

واستعرض عديد النجاحات منها: افتتاح مركز نور الكعبة لغسيل الكلى شمال قطاع غزة، وإضافة طابقين في المستشفى الاندونيسي وتوسعة خدماته، ومشروع إنشاء مستشفى سمو الشيخ حمد بن قاسم في محافظة رفح، ومبنى الياسين في مجمع ناصر الطبي، ومركز الأورام في مستشفى الرنتيسي للأطفال، وافتتاح المستشفى الميداني الإماراتي وتدشين مستشفى فلسطين للصحة النفسية.

يضاف إلى تلك النجاحات، تدشين خدمات الأورام في مستشفى الصداقة التركي، إضافة إلى افتتاح عدد من مراكز الرعاية الأولية، وإنشاء مستشفى النساء والولادة في مجمع طبي، وتعزيز الخدمة بعديد التجهيزات الطبية المتطورة من أجهزة التصوير والتشخيص الطبي، وتطوير تجهيز أقسام العناية المركزة، وغرف العمليات والمختبرات، وغيرها.

وتابع: "هذه النجاحات شكلت نجاحاً إضافياً إلى ما تم استحداثه من خدمات تشخيصية شكّلت فيما مضى عبئاً على المريض ومقدم الخدمة على حد سواء؛ فها نحن اليوم أمام خدمات قطعت شوطاً من العمل مثل عمليات القسطرة القلبية التشخيصية والعلاجية وعمليات القلب المفتوح، وعمليات زراعة الكلى وعمليات زراعة القوقعة السمعية والتي تتم بأيد وطنية وبنتائج عالمية".

وزاد بالقول: "يضاف إلى تلك العمليات، وهي من العمليات المميزة، عمليات زراعة القرنيات والتي شكلت حلماً للمرضى حيث يصل عدد الحالات التي تحتاج لزراعة قرنيات 300 حالة سنويا، عدا عن عمليات المخ والأعصاب، والأوعية الدموية والكسور المعقدة والمناظير وغيرها من محطات الإنجاز الصحي الذي يفخر بها كل الأخوة والأحباب في ميادين عدة شهدنا تفاصيلها في السنوات الماضية".

وأردف قائلاً: "كانت وزارة الصحة ولا زالت صمام الحياة وأيقونة الأمل لأبناء شعبنا، فمن الحروب والاعتداءات المتكررة على قطاع غزة مروراً بمسيرات العودة وكسر الحصار، وما شهده قطاع غزة من تداعيات جائحة كورونا والتي انهارت أمامها عديد الأنظمة الصحية في مختلف دول العالم".

وقال: "راقب العالم نجاح وزارة الصحة في غزة مع الجائحة أمام واقع صحي مثقل بعديد الأزمات والتحديات التي فرضها الحصار".

قرارات حكومية

وحول الدعم المتواصل للقطاع الصحي، أكد معالي رئيس العمل الحكومي أنهم مستمرين في الدعم للنظام الصحي بكل ما الإمكانيات المتوفرة، مشيراً إلى سلسلة من القرارات الحكومية.

ومن أبرز تلك القرارات التي استعرضها الدعليس: زيادة أعداد الكوادر البشرية العاملة في وزارة الصحة، تقديم دعما ماليا ومعنويا لوزارة الصحة في جهودها لمحاربة كورونا، رفع المخصصات المالية لأطباء البورد الفلسطيني، صرف مبالغ مالية لإعمار أعمال الانشاءات وشراء الأدوية الطبية، والتعاقد مع أطباء من ذوي الخبرات والتخصصات النوعية.

وذكر الدعليس أيضاً، قرار العمل الحكومي في استقدام أطباء متخصصين من الخارج، وابتعاث العشرات من الأطباء إلى الخارج، وإقرار نظام توطين بعض الأطباء المتخصصين في الوزارة، إضافة إلى قرار تشديد العقوبات لمن تسول له نفسه بالإساءة إلى الطواقم الطبية والاعتداء على مرافق وزارة الصحة.

وكشف أيضاً عن إطلاق اسم ميدان الصحة على أحد الميادين في شارع الرشيد، تكريما لكوادر وزارة الصحة والعاملين فيها، وعمل رئاسة العمل الحكومي على معالجة الترقيات والتسكينات للموظفين في وزارة الصحة، قائلاً: "مستمرون في الخدمة حتى ينال كل طبيب وكل عامل في وزارة الصحة ما يستحق من ترقية في هذا المجال".

وفي ختام الحفل، كرّم الدعليس عائلتي الشهيد الطبيب أيمن أبو العوف والطبيب هاني عفانة، مؤكداً أن الإنجازات التي تحققها الوزارة هي نتاج جهود بذلت وأرواح ارتقت من أجل الشعب الفلسطيني.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة