عرابي لـ شهاب: طوفان الأقصى ضربة استراتيجية استباقية نفذتها المقاومة قبل أن تتلقاها من الاحتلال

عرابي لـ شهاب: طوفان الأقصى ضربة استراتيجية استباقية نفذتها المقاومة قبل أن تتلقاها من الاحتلال

خاص _ حمزة عماد

قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إن عملية طوفان الأقصى أرجعت القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الإقليمية والدولية ، مضيفًا أن القضية عادت أيضًا لنقطة الصفر من حيث إظهار وحشية الاحتلال وحقيقته بعدما تغطى بالمفاوضات واتفاقيات السلام والتطبيع مع العالم العربي.

وأكد عرابي خلال حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن الضربة الاستباقية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر خلقت واقعًا جديدًا تمامًا فيما يتعلق بالصراع العربي "الإسرائيلي"، موضحًا أن هذه الضربة أخلت بتوازن الاحتلال وأفقدته ثقته بنفسه وجعلته يشعر بالعار.

وأضاف أن معركة طوفان الأقصى هشّمت النظرية الأمنية "الإسرائيلية" التي تستند على نظرية القطار الحديدي والتفوق الكاسح العسكري والأمني، موضحًا أن المقاومة المحاصرة أثبتت بعتاد قليل، و ما تملك من الإرادة والعزيمة والإصرار في مكان مكشوف شريط ساحلي ضيق صغير للغاية، أن تحقق إنجازات عسكرية ضد الاحتلال في ذلك الوقت.

ولفت المحلل عرابي إلى أن، العملية التي نفذتها المقاومة أثبتت أن جيش الاحتلال من الممكن أن يهزم والاستخبارات "الإسرائيلية" من الممكن أن يجري خداعها، مشيرًا إلى أن الجمهور "الإسرائيلي" بات في هزة عميقة، حقيقة لأن قوامه واستمراره في هذه البلاد يلتف من حول الثقة في جيشه واستخباراته.

وشدد أنه بعد هذه الضربة القوية شعرت "إسرائيل" باختلال كبير على مستوى ثقتها بنفسها وشعرت بالعار الكبير حينما تتمكن مجموعة فلسطينية مقاتلة من تنفيذ عملية استثنائية تاريخيّة من هذا النوع، موضحًا، لذلك شعرت "إسرائيل" بالعار وأرادت أن تمحوه من خلال حرب الإبادة الجماعية العدوانية على المدنيين في قطاع غزة.

وتابع عرابي حديثه قائلاً: "في الحقيقة حتى طول أمد الحرب وعدم قدرة "الإسرائيلي" على تحقيق أهداف الحرب هو أزمة استراتيجية للكيان، يضاف إلى ذلك ما خلفته عملية السابع من أكتوبر من تداعيات إقليمية بحيث وجدت "إسرائيل" نفسها لأول مرة من عقود تتلقى الضربات من أكثر من مكان في الإقليم وبالتالي بقدر ما تبدو "إسرائيل" متوحشة وقوية بالنظر إلى السلاح الذي تملكه والدعم اللامحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لها، والموقف العربي المتخاذل تبدو أنها قادرة على القتل والدمار وعلى استمرار حرب الإبادة حتى هذه اللحظة، إلا أنها ضعيفة من داخلها".

وبين المحلل عرابي أنه حتى هذه اللحظة لا يبدو أن "إسرائيل" تعرف كيف من الممكن أن تنهي الحرب أو تخرج منها، مؤكدًا أن طوفان الأقصى خلخلت النظرية الأمنية "الإسرائيلية" وزعزت ثقة "إسرائيل" بنفسها، ويعتبر هذا الأمر من أهم الإنجازات التي حققتها ضربة السابع من أكتوبر.

وقال إن مقاومة محاصرة مثل مقاومة قطاع غزة وبالنظر للمشاريع التي كانت تهندس لطمس القضية الفلسطينية وتجاوزها، كانت أكثر استراتيجية من الاحتلال، مضيفًا رغم امتلاك الاحتلال احترافية المبادرة في الحروب إلا أن المقاومة نظرت ببعد استراتيجي وضربت ضربتها الاستباقية قبل أن تتلقاها من الاحتلال.

وكشف عرابي أن مبادرة المقاومة في ضربتها دليل على نظرتها وبعدها الاستراتيجي، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية قرأت الموقف بهذه الحيثية قراءة صحيحة.

وبين أنه كان هناك محاولات ومعلمة لطمس القضية الفلسطينية وإنهاءها من خلال خلق تحالف عربي "إسرائيلي" وتسيّد إسرائيل على المنطقة والتجاوز التام عن حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن طوفان الأقصى أفشل كل ما يسعى له الاحتلال في المنطقة.

وختم حديثه أن ضربة السابع من أكتوبر ستفضي إلى خلخلة أكبر على المستوى الإقليمي، مؤكدًا أن الأمور ما زالت في بداياتها ولا نعرف ماذا سيحصل في المستقبل.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة