خاص _ حمزة عماد
قالت الكاتبة والناشطة السياسية سمر حمد، إن معركة طوفان الأقصى كان لها أثر كبير على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، مضيفة أن الضفة الغربية لم تكن بمعزل عن هذا الأثر، بل كانت أولى الساحات استجابة وتطوراً للانخراط في المعركة.
وأكدت حمد في تصريح خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أن أنماط الاستجابة تنوعت في الضفة الغربية، فعلى المستوى الشعبي ازداد الوعي والثقة بإمكانية تحرير الأرض والعودة، مشيرة إلى أن طوفان الأقصى أعادت لأبناء الشعب الفلسطيني الثقة بأنفسهم بأنهم قادرون على صناعة الفعل والمبادرة لا البقاء في حيز رد الفعل.
وأضافت أن المعركة أعادت على مستوى الفصائل الفلسطينية المتنوعة تصحيح البوصلة التي كانت ضبابية، وصوب الرؤية وأوضحها، وقدم لهم مشروعا مكتمل الأركان قادرا على قيادتهم وتوحيد جهودهم وصولا لاستعادة الحقوق الوطنية كاملة بالأرض والسيادة.
وأوضحت الكاتبة حمد، أن طوفان الأقصى مهدت الطريق لإمكانية بلورة خطة فلسطينية شاملة لمستقبل الكفاح، مبينة أن المعركة كان لها أثر كبير على مستوى الثقافة والفن فقد وفرت زخما هائلاً من المكنون التوثيقي، ومخزونا من البطولات التي ستصبح مادة للأهازيج والكتابات والروايات وكافة الإنتاجات الأدبية والفكرية.
وبينت أن المقاومة لها الحظ الأكبر في التأثر والاستجابة بكافة أشكالها، فقد شكل الطوفان رافعًا ومحركًا ومحفزًا للشباب للنهوض وحمل الراية، مؤكدة أن التشكيلات الشبابية بدأت تشهد تطورًا عابرًا للجغرافيا وللإمكانات، وبدأت تستلهم من نموذج غزة، ثم ما لبثت أن تحولت إلى ظاهرة متأصلة في تجمعات الشعب الفلسطيني.
وشددت حمد أن ظاهرة التشكيلات المقاومة تركزت في مخيمات اللاجئين حيث شكلت ظاهرة فريدة امتزجت فيها دماء الشهداء مع الحاضنة الشعبية المخلصة والصابرة، مبينة أن من قلب المخيمات بدأت تسرد حكاية جديدة من البطولة والفداء، وبأيدي شبابية خالصة، انضمت إلى حكايا سالفتها من الحكايات التي سردتها الانتفاضتين الأولى والثانية.
وأكدت حمد أن هذه الحالة من الطوفان، والذي مثل الانطلاقة نحو مشروع التحرير المأمول، مشيرة إلى أن الطوفان لا يزال يشعل إرادة التحرير في كل الميادين ويمهد لعهد جديد عنوانه: فلسطين من النهر إلى البحر، ولن تنطفئ الشعلة حتى تضاء في سماء مدننا وهي تحتفل بأهازيج النصر.
