بعد عام على وقوعه.. 

تقرير عبور 7 أكتوبر العظيم كسر هيبة "إسرائيل" وأفشل قطار التطبيع 

عبور 7 أكتوبر العظيم كسر هيبة "إسرائيل"

خاص _ حمزة عماد 

مر عام على "العبور العظيم" للمقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر الذي كسرت فيه منظومة الردع "الإسرائيلية" التي كانت ترهب بها المنطقة بأكملها، معركة أطلقت عليها كتائب القسام اسم "طوفان الأقصى" نصرة لمسرى رسول الله ولكسر جبروت الاحتلال وعنجهيته.

كانت تلك هي المرة الأولى التي تنفذ فيها المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام عملية "عبور جماعي" لما أطلقت عليه إسرائيل "الجدار الذكي العازل" التي كانت تتباهى به أمام كل العالم، ورغم تزويد الجدار بتكنولوجيا فائقة، في عملية بناء كلفته وصلت إلى نحو (1.1 مليار دولار)، واستمر تنفيذه على مدى 3 سنوات، بين عامي 2018 و2021، فإن تلك التجهيزات لم تمنع المقاوم الفلسطيني من اجتيازه والعبور إلى الأراضي المحتلة.

معركة سجلت في تاريخ القضية الفلسطينية بمداد من ذهب، بعد نتائجها الكبيرة أبرزها، التكتيك العسكري الذي يحسب للمقاومة الفلسطينية، والعبور العظيم الذي نُفذ بخبرة عالية وتجهيز مسبق، وقطع الطريق أمام مسار التطبيع الكبير التي كانت تمضي به دولة الاحتلال في المنطقة.

مشاهد غير مألوفة

نفذت الفصائل في هذه المواجهة عملية عسكرية شبه كاملة لتحرير الأرض، استخدمت فيها أسلحة مختلفة، إضافة إلى مشاهد أخرى غير مألوفة مثل ظهور المركبات والعربات العسكرية "الإسرائيلية" بحوزة الفلسطينيين، واعتبارها "غنائم حرب"، كما تحفظت المقاومة على آلاف الأسرى في أماكن سرية داخل القطاع.

وكانت المرة الأولى أيضًا التي يظهر ضباطا "إسرائيليين" وهم يستسلمون علنا من داخل عرباتهم للفلسطينيين، وأمور أخرى أظهرت أيضا اختلاف "طوفان الأقصى" عن أي عملية سابقة، حيث استدعت "إسرائيل" أكثر من 300 ألف جندي احتياطي، كما فرضت هذه العملية نفسها لتكون محط أنظار العالم، لتحظى بمتابعة واهتمام من الجميع.

وأثبت طوفان الأقصى أن "جيش الاحتلال الذي لا يقهر" هو مجرد أسطورة، فقد تمكنت المقاومة من اختراق أكثر المناطق تحصينًا وهي مركز التجسس في منطقة ريعيم وإلحاق خسائر فادحة بالعدو وأسر أكثر من 250 اسرائيليا، منهم شخصيات كبيرة داخل جيش الاحتلال، مما زعزع ثقة المجتمع "الإسرائيلي" بقدرات جيشه وأجهزته الأمنية.

الخبير العسكري أحمد عبد الرحمن قال إن الدولة التي تعتبر من الدول التي تصنف عسكريًا من أقوى الدول، أوشكت على الانهيار في السابع من أكتوبر بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية.

وأكد الخبير عبد الرحمن خلال حديثه لوكالة "شهاب"، أن نجاح عملية "العبور العظيم" التي نفذتها المقاومة هو الذي دفع الحليف الأمريكي والفرنسي والبريطاني لدعم الاحتلال من أجل عدم انهياره، مضيفًا أن هذا الأمر لم يحدث في تاريخ الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي".

وبين أن عورة إسرائيل العسكرية كشفت في السابع من أكتوبر على يد المقاومة الفلسطينية، مشددًا أن ما فعلته المقاومة شكل ضربة لمنظومة الاحتلال العسكرية والسياسية والاستخباراتية.

إفشال قطار التطبيع 

لم تكن معركة "طوفان الأقصى" ضربة عسكرية بامتياز، ولا عبورًا عظيمًا لأبطال المقاومة الفلسطينية فقط، بل كانت أيضًا المطرقة التي كسرت سكة قطار التطبيع الذي كان يسير بوتيرة سريعة مع الاحتلال الإسرائيلي.

الكاتب والمحلل السياسي أحمد غنيم، قال، إن معركة السابع من أكتوبر كانت رسالة واضحة المعالم للمطبيعن، أنه لا تطبيع مع الاحتلال بدون حل للقضية الفلسطينية.

وأكد غنيم خلال حديثه لوكالة "شهاب" للأنباء، أن القضية الفلسطينية كانت ذاهبة للاندثار، والنسيان ولكن معركة طوفان الأقصى أفشلت كل المساعي، مشيرًا إلى أن التطبيع توقف بعد العبور العظيم الذي قام به أبطال المقاومة الفلسطينية.

واضاف أن الأمة العربية والإسلامية باتت تعي جيدًا أن هذا الاحتلال عبارة عن سرطان ويجب استئصاله من المنطقة، مؤكدًا أنه لا حل في المنطقة إلا من خلال القضية الفلسطينية 

صدمة متواصلة 

بعد مرور عام على عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي تُعرف إسرائيليًا بـ"السبت الأسود"، بسبب الفشل الاستخباراتي في منع الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس وجناحها العسكري "كتائب القسام"، أخذت تتضح الملامح الأولية للإخفاق، بيد أن الحجم الكامل للفشل الاستخباراتي لم يتكشّف بعد.

بدأت صورة ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول تتضح أكثر، ومع إطالة أمد الحرب على غزة سيتم الكشف عن المزيد من تفاصيل عشرات التحقيقات العملياتية التي يجريها الجيش، وجهاز الأمن العام "الشاباك"، ومكتب مراقب الدولة متانياهو إنجلمان، وهي التفاصيل التي تجمع فيما بينها أن سيناريوهات الهجوم المفاجئ التي تجلّت بـ"طوفان الأقصى" لم يستشرفها أي أحد في إسرائيل قبل الحرب.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة