شهاب - أحمد البرعي
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الشيخ مصطفى أبو عرة، أن عملية سلفيت البطولية التي نفذّها الشهيد محمد مراد صوف وأسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة آخرين بجراح خطيرة، صباح اليوم الثلاثاء، هي رسالةٌ مُباشرة مُوجهّة إلى الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وقال أبو عرة في تصريحٍ خاص بوكالة "شهاب" للأنباء، إن عملية سلفيت تأتي استكمالاً لسلسلة من عمليات أسود فلسطين وأبطالها، موضحا أنها رسالة بأن "لا قرار لك ولا استقرار على هذه الديار، فنحن أصحاب الأرض ولا مكان للاحتلال والمستوطنين بيننا".
وأضاف: "كل يوم يطل علينا مقاوم جديد، ويظهر أسد جديد يفترس الضباع الضالة، الذين يعيثون في الأرض فساداً، ليرد عليهم أبطالنا وأسودنا قتلاً ودهساً وطعناً وبكل وسيلة يمتلكونها"، مؤكدا أهمية استمرار هذه العمليات؛ كونها ناجعة وتصل إلى قلب العدو.
وأشاد بنجاعة أسلحة الشهداء الأبطال، قائلاً "بالرغم من بساطة أسلحتهم، إلا أنها ناجعة وناجحة وتصل إلى قلب العدو لتوجعه وتدفعه الثمن الغالي نتيجة إجرامه وغطرسته وعدوانه المستمر على شعبنا الفلسطيني".
وطالب أبو عرة شعبنا الفلسطيني في شتّى مواقعه بالتوحد خلف المقاومة، وتكثيف الجهود كلها لأن تنطلق شرارة المقاومة من كل مكان حتى دحر الاحتلال عن أرضنا المقدسة.
ولفت القيادي في حماس إلى أنه "مهما كانت سياسة الاحتلال القادمة، فإن شعبنا الفلسطيني ماضٌ في طريقه نحو التحرير وكنس هذا الاحتلال عن أرضنا"
وفي سياقٍ متصل، ذكر القيادي أبو عرة أنه لا يوجد فرقٌ جوهري وحقيقي بين أي من قادة الاحتلال، مبينا أن بنيامين نتنياهو وحكومته القادمة سيكونان أشد تطرفاً وعنصريةً من الحكومات السابقة.
وأضاف أنه لكل من قادة الاحتلال المجرمين، أسلوبه الوحشي، "فمنهم من يحاول أن يُجمّل هذا الاحتلال في أعين المخدوعين من الفلسطينيين والعرب والعالم جميعهم، ومنهم من يكون صريحاً واضحاً في إجرامه".
وأفاد بأن حكومة نتنياهو القادمة ستحمل طابعاً يمينياً متطرفاً، إذ سيكون للمستوطنين ضلعُ ودورُ كبير فيها، وسيضغطون لتولي وزارات سيادية فيها كوزارة الحرب ووزارة الأمن الداخلي والمالية وغيرها من الوزارات المهمة في حكومة الاحتلال.
وفي ما يتعلق بالسلطة، قال أبو عرة إنها حاولت منذ أسابيع وأشهر أن تُحدّ من قوى المقاومة وتحجمها سواء في جنين أو نابلس أو غيرها من مدن الضفة، بطرقٍ مختلفة، بالترغيب تارةً وبالترهيب تارةً أخرى.
وبيّن أن السلطة اعتقلت العشرات من المقاومين وأغرّت آخرين بأنهم سينالون حريتهم مقابل توفير خدمات ترفيهية وتقديم وعودات كاذبة لهم، موضحاً أن أغلب المقاومين غُدِرَ بهم، "فمنهم من قُتِل ومنهم من سُجِن".
وتابع الشيخ أبو عرة أن هذه سلطة مخدوعةٌ وخادعةٌ وخدّاعةٌ، وتسير ضمن سياسة متزامنة مع سياسة الاحتلال في بوصلته لخداع شعبنا.
وأكمل: الشباب اليوم أوعى بكثير من السابق ولا تقع في التظليل الإعلامي الذي تمارسه السلطة منذ سنوات، كأنها سلطة وطنية وترعى المشروع الوطني وستقيم دولة مستقلة ذات سيادة.
واستذكر القيادي في حركة حماس تعقيباً سابقاً لمهندس أوسلو وكبير المُفاوضين في السلطة الراحل صائب عريقات، عندما قال في الذكرى العشرين لاتفاقية أوسلو قبل سنوات: "ما جناه الشعب الفلسطيني وجنته السلطة من أوسلو، صفر كبير".
وأضاف "الآن بعد 30 سنة، ماذا جنت السلطة، إنه تحت الصفر بدرجات كبيرة، الشباب فهموا هذه المعادلة وكفروا بكل الوعود الكاذبة واتخذوا قرارهم بالمُضي قُدماً نحو التحرير من خلال المقاومة المستمرة".