هل يؤدي لتصعيد عسكري مع غزة؟

تقرير محللون يتحدثون لـ شهاب عن دلالات الهجوم على مخيم جنين

صورة من جنين صباح اليوم

حمزة عماد _ شهاب 

مجزرة جديدة أقدم عليها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، بغطاء من الحكومة الجديدة المتطرفة في مخيم جنين صباح يوم الخميس 26 يناير 2023، أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة العشرات.

محللون سياسيون تحدثوا لوكالة شهاب عن دلالات وأسباب هذه المجزرة، قائلين إنها جاءت لتصدير أزمة سياسية متصاعدة مع الأردن على خلفية تحدي الوزير المتطرف ايتمار بن غفير للمملكة الأردنية بمواصلة إقتحام الأقصى.

تصدير الأزمات

المختص في الشؤون الأمنية إسلام شهوان أكد أنه، لا شك أن لقاء ملك الأردن مع نتنياهو كان حساسًا، وأن ما دار من حديث حول انتهاكات "بن غفير" للأقصى ستكون شرارة الغضب الأردني، مبينًا أن الأردن قد يضطر لإجراءات قد تعطل مسار العلاقة بينه وبين الكيان بسبب استمرار الانتهاكات في المسجد.

وقال شهوان لوكالة شهاب، إن أي إجراءات جديدة تمس بالائتلاف الصهيوني المتطرف ستؤثر على طبيعته، تحديدًا بعد تصريحات "بن غفير" أمس التي قال من خلالها أنه لا وصاية من أحد على دولة الاحتلال ولا على "بن غفير" نفسه، موضحًا أن هذا الأمر دفع الاحتلال لتصدير أزماته السياسية تجاه الفلسطينيين فكانت جنين ومخيمها ذريعة قوية للاحتلال ليعيد الحسابات من جديد حسب مصلحته هو، وخلط الأوراق، وليخرج نتنياهو أقل الخاسرين.

وأشار إلى أن الاحتلال قد يضطر لزيادة خلط الأوراق خاصة مع غزة رغم إدراكه جيدًا أن الأمور في غزة تسير في حقل ألغام، موضحًا أن الاحتلال قد يجبرها على القيام بالرد بدلًا من قيامها بمفاجأته وضربه في نقطة لا يتوقعها خاصة في ظل تزايد قدرات المقاومة.

وبين المختص شهوان، أن الأيام والساعات القادمة حاسمة جدًا، وقد يكون فيها غبار كثير.

قلق الاحتلال

بدوره، قال المختص في الشأن الاسرائيلي عادل ياسين، إن رفع حالة التأهب والخشية التي تسود أوساط جيش الاحتلال من إمكانية الدخول في تصعيد مع غزة، يؤكد نجاح وثبات المعادلة التي صاغتها المقاومة خلال معركة سيف القدس، واعتراف ضمني بأنها لن تسمح للاحتلال بالتفرد ومواصلة إجرامه في الضفة أو القدس، أو حتى داخل السجون، مشيرًا إلى أن التسهيلات الاقتصادية مهما بلغت لن تكون عائقًا أو وسيلة لترويض غزة.

وبيّن ياسين في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن رفع حالة التأهب القصوى يكشف زيف ادعاءات الجيش بأنه تمكن من ترميم قوة ردعه أمام غزة.

ولفت إلى أن، حالة الخوف هي نتاج لتراكمات الفشل في إخضاع غزة بالقوة العسكرية على مدار الجولات القتالية والمواجهات العسكرية سواء كانت واسعة أو محدودة على مدار السنوات الماضية وبطلان فعالية العمل العسكري أمام غزة، ومؤشر على عدم جاهزية الجيش للدخول في مواجهة أو تحمل تداعياتها عسكريًا وسياسيًا واجتماعيًا.

سيف القدس 2

وفي تصريح صحفي، أكد المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، أن سلوك حكومة الاحتلال المتطرفة وتصاعد جرائمها وتغولها على شعبنا وأقصانا وأسرانا سيقودنا لا محالة لمعركة سيف القدس 2 للدفاع عن أرضنا وأسرانا ومقدساتنا.

وقال القانوع، إن اشتباكات جنين المستمرة وتصدي المقاومين للقوات الخاصة فيها ومواجهات أمس في سلوان والطور دليل على تصاعد ثورة شعبنا التي لن تتوقف إلا بردع الاحتلال ووقف جرائمه وكنسه على أرضنا.

وأضاف أن محاولات الاحتلال قتل الروح المعنوية لدى شعبنا وكسر إرادته بممارسة سياسة القتل والهدم والاعتقال لن تنجح ولن تحقق أمنًا لجيشه ومستوطنيه.

السلطة حجر عثرة

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد قنيطة، إن التغني ببطولات مخيم جنين لا يعفي الفصائل الفلسطينية من المسؤولية تجاه توفير الحماية لهذه الحالة الفريدة بأي طريقة مناسبة "غير الصمت أو ترديد الشعارات"؛ مضيفًا أنه إذا استمرت حالة الصمت فسنصحو يومًا على خبر مفاده أن العدو قد نجح في تصفية الحالة العسكرية في جنين والضفة.

وبين قنيطة أن، بداية الحل للوضع المعقد والمؤلم في الضفة، إعادة تعريف ما يسمى بالسلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية على قاعدة "قانون العقوبات الثورية"، وتبني قيادة المقاومة لخطاب رسمي وجماهيري مختلف تجاه هذه السلطة وأباطرة التنسيق والتخابر مع العدو، ثم دعوة الجماهير للعمل على اقتلاعها والتخلص منها.

وأوضح أن قيادة السلطة وأجهزتها الأمنية تمثل رأس الحربة في حماية المشروع الصهيوني في فلسطين، وهي من تقف حجر عثرة في وجه شعبنا ومقاومته في الضفة، مشيرًا إلى أنها تحاول منع تفجير انتفاضة جديدة في وجه العدو بعدما وأدت انتفاضة الأقصى كما ورد على لسان رئيس السلطة عباس في العديد من المناسبات.

واقتحمت قوات "اليمام" الخاصة وحرس الحدود وماجلان مخيم جنين، لاعتقال عدد من الفلسطينيين، إلا أن المقاومة تصدت لهذا الاقتحام بتبادل كثيف لإطلاق النار، عقب اكتشاف القوات الخاصة المقتحمة للمخيم بعد تخفيها داخل شاحنة ألبان.

وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام استهداف الثلاجة التي قامت بإنزال القوات الخاصة في ساحة مخيم جنين، بعبوات شديدة الانفجار، إضافة إلى إطلاق نار بشكل مباشر بعد محاصرتها.

وأكدت كتيبة جنين أنها تمكنت أيضاً من استهداف قوات الاحتلال في المخيم بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة، لافتة إلى وجود إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال.

كما أسقط مقاومون فلسطينيون في مخيم جنين طائرة استطلاع من نوع "دورون" تابعة لجيش الاحتلال، واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال المقتحمة للمخيم.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة