شهاب – أحمد البرعي
أكد الأمين العام لملتقى "القدس أمانتني" في السودان معز زكريا، أن الشعب السوداني ثابتٌ على اللاءات الثلاثة التي أُعلنت عنها في القمة العربية سنة 1967، ودعت إلى دعم القضية الفلسطينية، وعدم الاعتراف بالاحتلال بشكل مُطلق.
وقال زكريا في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، 4 فبراير 2023، "إن الشعب السوداني ثابتٌ على اللاءات الثلاث، أما موقف المجموعة الحاكمة لا تمثل الموقف الشعبي الموحد في السودان خلف القضية الفلسطينية".
وأضاف أن قرار المجموعة الحاكمة في السودان بالتطبيع مع الاحتلال "الإسرائيلي"، ليس قرار الشعوب العربية الحرة والإسلامية، "لكنه قرار أشخاص معينين، جاءوا على حين غفلة من الزمان وطفو على سطح الأمة، وقرروا التطبيع، ودُبِّر لهم للوصول إلى هذه المواقف لتحقيق مصالح سياسية شخصية، يتوهمون بأنها ستتحقق بالتطبيع مع الكيان المحتل".
وبيّن أن الشعب السوداني يُدرك جيدًا أن شرط بقاء هؤلاء الأشخاص في مواقعهم هو بالتطبيع ودعم الكيان الصهيوني، مُستدركًا " هم يعتقدون أن هذا ما سيُديم سلُطتهم وسيادتهم وكراسيهم وسيُوصلهم إلى مصالحهم".
وشدد الأمين العام للملتقى الشبابي العالمي على أن الشعوب العربية ما زالت بخير، وموقفها معروف وواضح، وتُعبّر عنه في مساجدها ومؤسساتها ومسيراتها الاحتجاجية.
ونوّه زكريا إلى أن المجموعة الحاكمة في السودان هم بأنفسهم غير مُقتنعين بالتطبيع لكي يُقنعوا أحدًا، مستطردًا" لكن كما قلت أن هذا هو الشرط والثمن الذي يجب أن يوقعوا عليه حتى تتنفذ لهم المصالح".
وتابع "الدليل على ذلك أن الكيان الصهيوني يعقد اجتماعات سرية معهم ودائمًا ما يعلن عنها بعد أن تنتهي هذه اللقاءات، ويخرجون بتصريحات مقتضبة حتى يقيسوا رد فعل الشعب لأنهم يعرفون أن هذا الأمر مرفوض".
ووفق زكريا، فإن المجموعة الحاكمة تحاول إرضاء الشعب السوداني شيئًا فشيئًا، "لكن الحمد لله في كل موقف وخبر يصدر وكل لقاء يحدث، الشعب يبقى على موقفه الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وبذلك لا يستطيعون إقناع الشعب".
ووجّه رسالته للشعب الفلسطيني مُستدلًا بالآية القرآنية "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"، مُضيفًا "الأخبار التي تظهر في الإعلام لا حقيقة لها في الواقع ولا تمثل الشعوب الحرة ولا رأيها وإرادتها".
وقال "إن الشعوب الحرة الأبيّة مع الشعب الفلسطيني، وإن شاء الله ستكسر الحواجز التي بينهم وبينكم قريبًا بإذن الله سبحانه وتعالى ، ما يمنعنا منكم إلا وجود هؤلاء الذين تسلطوا على رقاب الشعوب، لكن إن شاء الله سينكسر القيد قريبًا وتلتحم صفوفنا بصفوفكم ويتحرر المسجد الأقصى إن شاء االله".
كما دعا زكريا الشعوب العربية لمواصلة رفع وإرسال صوتها الرافض للتطبيع؛ قائلا "لا يكتفي أن تكون متقنعًا بالقضية دون أن تعبر عن رأيك، يجب إصدار بيانات الاستنكار في الوقت الحالي دون انتظار".
وختم " القضية في محك ساخن وفي موقف صعب، لا بد أن نرفع أصواتنا أكثر وأن نعبر بصورة أعلى وأوضح حتى يزول هذا الطغيان".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان التقى أول أمس في العاصمة الخرطوم، بوزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين، لبحث سبل التعاون المشترك، لا سيما في المجالات الأمنية والعسكرية، مع تأكيد وسائل إعلام عبرية استعداد السودان للتوقيع على اتفاقية التطبيع والتي قد تتم خلال أشهر قليلة.
