أثار الخبير الجيولوجي الهولندي، فرانك هونغربيتس، ضجةً كبيرةً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تغريدته التي توقع فيها زلزال تركيا قبل 3 أيام من حدوثه، كما أثار الجدل أيضاً لاعتماده على حركة الكواكب في تحديد مكان وزمان وقوة الزلزال، فما العلاقة بين الكواكب والزلازل، وهل هي حقيقية فعلاً؟
العلاقة بين الكواكب والزلازل
الخبير الهولندي، فرانك هونغربيتس، يتداول في الكثير من الفيديوهات التي ينشرها على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتوقع فيها الزلازل، صورة للكواكب، معتبراً أنّ الزلازل تحدث عندما تصل كواكب مُعينة إلى مواقع محددة في النظام الشمسي.
كما أنه أكد على أنه استطاع معرفة موعد زلزال تركيا المدمر بواسطة الكواكب، من خلال تغريدة على حسابه على تويتر، قال فيها: "كما ذكرت سابقاً سيحدث هذا عاجلاً أم آجلاً في هذه المنطقة، على غرار عامي 115 و526، هذه الزلازل تسبقها دائماً هندسة كوكبية حرجة، كما حدث في 4-5 فبراير".
كما أنه قال في تغريدة أخرى: "نعم، هناك مقاومة كبيرة داخل المجتمع العلمي فيما يتعلق بتأثير الكواكب والقمر، ولكن لا يوجد أي بحث علمي "يدحض" ذلك، لذلك كلامهم مجرد افتراض".
كما تحدى في تغريدة أخرى المجتمع العلمي قائلاً: "أتحدى أولئك الذين يزعمون أن الارتباط مع مواقع الكواكب (وليس فقط المحاذاة) قد تم دحضه، لتقديم بحث موسع لدعم هذا الادعاء".
وفي آخر تغريداته، توقع العالم الهولندي أن تؤدي ذروة القمر في 9-10 فبراير/شباط إلى هزة قوية، من المحتمل أن تصل لقوة 6 درجات، وعلى الأرجح قد تحدث في 10-12 فبراير/شباط.
ما الذي يقوله العلم عن العلاقة بين الكواكب والزلازل؟
وفقاً لما ذُكر في موقع Physics Stack Exchange فإنّ الكواكب لا تؤثر على الزلازل على الأرض، ولكن الشمس والقمر يؤثران.
وذكر في الموقع أيضاً أنّ الزلازل تحدث بسبب سلالات في قشرة الأرض، بينما سلالات الجاذبية التي تنتجها الكواكب والقمر والشمس على قشرة الأرض هي تأثيرات مدية.
فقط الشمس (بسبب كتلتها الكبيرة) والقمر (لأنه قريب جداً من الأرض) ينتجان تأثيرات مدية كبيرة على الأرض.
تأثير المد والجزر لكوكب الزهرة مثلاً، وهو الكوكب الأقرب إلى الأرض، أقل بأربع مرات من تأثير الشمس والقمر على الأرض.
بينما تأثير المد والجزر لأكبر كوكب في مجموعتنا الشمسية، وهو كوكب المشتري، أقل بخمس مرات من تأثير الشمس والقمر، وبالتالي فإنّ أي ادعاء بإمكانية استخدام مواقع الكواكب للتنبؤ بالزلازل لا أساس له من الصحة.
ووفقاً لما ذكره موقع الخدمة الوطنية المحيطية الأمريكي National Ocean Service، فإنه إذا كانت قوى المد والجزر تعتمد فقط على الكتل المقارنة، فيجب أن يكون للشمس قوة تولد المد بمقدار 27 مليون مرة أكبر من قوة القمر.
ومع ذلك، فإن الشمس تبعد عن الأرض بمقدار 390 مرة عن القمر، وبالتالي، تقل قوتها المولدة للمد والجزر بمقدار 390 مكعباً، أو أقل بحوالي 59 مليون مرة من القمر، وبالتالي، فإن قوة توليد المد والشمس تبلغ حوالي نصف قوة توليد القمر.
ولذلك فإنه من الممكن أن يؤثر المد والجزر اللذين يسببها الشمس والقمر على احتمالية حدوث زلزال، لكن التأثير ضئيل، على سبيل المثال أقل من 1% وفقاً لدراسة أجرتها مجلة Earth and Planetary Science Letters العلمية في عام 2008.
أما بالنسبة إلى علاقة المد والجزر بالزلازل، فإن وزن المد المائي يمكن أن يتسبب في حدوث ضغوط في قاع المحيط، ويمكن أن تكون أكبر من تأثير المد والجزر المباشر للأرض الصلبة.
إن ضغوط المد والجزر أقل بمقدار 3-5 مرات من الإجهاد الذي يتم تخفيفه في الزلازل النموذجية، لذا فإن المد والجزر يمكن أن يتسببا فقط في حدوث زلزال كان من المحتمل أن يحدث قريباً على أي حال.
فيما زعمت إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة Science العلمية، في عام 2004، أنّ المد والجزر المرتفع يمكن أن يؤثر بشكل كبير على توقيت الزلازل الضحلة، أو يزيد من احتمالية نمو الزلزال إلى حجم أكبر.
أنواع الزلازل
وفقاً لما ذكره موقع UN-SPIDER، فإن أنواع الزلازل هي 4 أنواع مختلفة، وهي: الزلازل التكتونية، والزلازل البركانية، وزلزال الانهيار، وزلزال الانفجار.
الزلزال التكتوني: هو الزلزال الذي يحدث عندما تنكسر القشرة الأرضية بسبب القوى الجيولوجية على الصخور والصفائح المجاورة، التي تسبب تغيرات فيزيائية وكيميائية، وهو أخطر أنواع الزلازل.
الزلزال البركاني: هو أي زلزال ناتج عن قوى تكتونية تحدث بالتزامن مع النشاط البركاني.
زلزال الانهيار: هي زلازل صغيرة في الكهوف تحت الأرض والمناجم، تسببها الموجات الزلزالية الناتجة عن انفجار الصخور على السطح، ويطلق عليه أيضاً اسم "زلزال بشري".
زلزال الانفجار: هو زلزال ناتج عن تفجير جهاز نووي و/ أو كيميائي، ويطلق عليه أيضاً اسم "زلزال بشري".