خاص - شهاب
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية"حماس"، الشيخ حسين أبو كويك أن ما حدث ليلة أمس من اعتداءات وحشية وهمجية من قِبل المستوطنين على أهالي بلدة حوارة وإحراق ممتلكاتهم، يعكس فشل ما صدر عن "قمة العار" في العقبة الأردنية.
وقال أبو كويك في تصريحٍ خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، مساء اليوم الإثنين 27 فبراير 2023، إن مشروع السلطة الفلسطينية القائم يتماهى مع المشروع الصهيوني الهادف لمهاجمة كل ما هو فلسطيني وزيادة المشاريع الاستيطانية، مُشيرًا إلى أن السلطة قد قدّمت فعليًا أوراق قبولها لدى هذا الكيان.
وأوضح أن من أوراق القبول التي تقدمها السلطة لنيل الرضا من الاحتلال والإدارة الأمريكية، اعتقال المقاومين وأفراد المعارضة الفلسطينية وكل من هو بالحاضنة الشعبية للمقاومة وملاحقتهم والتحقيق معهم.
وأشار إلى أن السلطة باتت في المربع المعاكس لآمال وطموحات شعبنا، وأصبحت تتبنى المنهج الصهيوني الذي يدعو إلى السلام الاقتصادي وإلى ضم الضفة الغربية وإنكار ورفض أي وجود لدولة فلسطينية.
وذكر القيادي أبو كويك أن السلطة تبحث الآن فقط عن حماية وجودها وحفظ كينونتها ومصالحها الخاصة، غير آبهة بكل ما يتعرض له شعبها من جرائم واعتداءات صهيونية يومية في قُرى ومُحافظات الضفة الغربية المحتلة.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية أبدت استعدادها الكامل للتعاون مع الطرح الأمريكي، الذي يهدف إلى تهدئة الأوضاع ووأد المقاومة ومُلاحقتها.
وتابع: السلطة ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ طلبت تدريب الآلاف من أفراد الأمن، والحصول على مساعدات مالية لتعزيز صمودها أمام عمليات المقاومة الفلسطينية.
وبحسب القيادي في حماس، فإن السلطة وأجهزتها الأمنية فقدت بُعدها الشعبي وحاضنتها الشعبية، وباتت تُدرك تمامًا أنها بدون رضا الاحتلال وأمريكا، ليس لها وجود لها وستنتهي.
وأكمل: السلطة لم تعد تملك القدرة على رفض ما تُملي عليها الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع حكومة الاحتلال، وليس لها إمكانية أن تسير في نهج الشعب والمقاومة، ورضيت أن تكون مُلحقًا أمنيًا للاحتلال الإسرائيلي.
وفي ذات السياق، بيّن القيادي أبو كويك أن المستوطنين تحالفوا رسميًا مع الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة وتبنوا مشروعًا واحدًا وهو مشروع المُتطرفين "سموتريش وبن غفير".
وشدد على أن المشروع الصهيوني للحكومة المتطرفة يتركز على وأد مُقاومتنا ووأد مواقف شعبنا ودفع شعبنا للاستسلام، إضافة إلى توسيع رقعة الاستيطان ومصادرة الأراضي؛ وصولًا إلى ضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني.
وأشار أبو كويك إلى أن السياسات الغاشمة التي تنتهجها حكومة الاحتلال، صاحبتها اعتداءات مبرمجة وممنهجة من قبل المستوطنين بحماية كبيرة وكاملة من الجيش الصهيوني، الذي كان يحرس عربدة المستوطنين بالأمس ويطلق النار على كل فلسطيني يُريد أن يدافع عن نفسه.
وأكد أن هذه السياسة واضحة وتُثبت أن هذا الكيان لا يسعى إلى تهدئة ولا يُؤمن بسلام ولا يرعى عهودًا ولا مواثيق.
وشهدت مدينة نابلس أمس الأحد، هُجومًا للمستوطنين على بلدات حوارة وعصيرة القبلية وبورين، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال في المنطقة.
وخلّف العدوان، شهيدًا وأكثر من 390 إصابة في صفوف المواطنين، تنوعت بين إصابات بالرصاص وطعن بسكين وضرب بآلات حادة.
وأحرق المستوطنون عشرات المنازل والمركبات والمنشآت إلى جانب تخريب ممتلكات ومرافق عامة.
وأغلقت قوات الاحتلال الليلة بلدة حوارة ومداخلها الفرعية، وانتشرت الآليات العسكرية على الشارع الرئيسي للبلدة.