خاص _ شهاب
ما أشبه اليوم بالبارحة، عقارب الساعة تعود للوراء من جديد، بعد تكرار اجتماعات العار التي تشارك فيها السلطة من أجل استكمال دورها الوظيفي المنوط بحماية الاحتلال والحفاظ على أمنه، من "قمة العقبة" 2003 لـ "قمة العقبة" 2023، ومن "اجتماع شرم الشيخ" 2005 لـ "اجتماع شرم الشيخ" 2023، الهدف واحد وأد المقاومة وملاحقة المقاومين، وتهدئة الأوضاع في القدس والضفة المحتلة.
كل الخيوط مرتبطة بعضها ببعض، المتهمين بقتل ياسر عرفات "محمود عباس - حسين الشيخ - رمزي خوري" حسب تسريبات قناة "أيقونة الثورة" على تطبيق "تلجرام"، هم من يقودوا المفاوضات مع الاحتلال كما كانت في السابق بعد قتلهم للراحل عرفات، ليكونوا خليفة له، وينفذوا الإملاءات الأمريكية الإسرائيلية، فالمشهد يعود من جديد في هذه الأيام.
الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة قال إن، ما أضعف الموقف الفلسطيني بصورة كبيرة، هم أولئك الذين تآمروا على القضية الفلسطينية من داخل القيادة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الدليل واضح على هذا الأمر، حيث قام محمود عباس بصفته رئيس الوزراء حينها بلقاء رئيس وزراء الاحتلال السابق شارون في "العقبة" بتاريخ 4/6/2003 بحضور الرئيس الأمريكي، لترتيب الانقضاض على انتفاضة الأقصى، وإنهاء المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد أبو شمالة في حديث خاص لوكالة "شهاب" للأنباء، أنه عندما فشل "مؤتمر العقبة" 2003 في تحقيق أهدافه، تم تصفية الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتم بعدها عقد مؤتمر شرم الشيخ في 8/2/2005 بعد أسبوعين من فوز محمود عباس بانتخابات الرئاسة، حيث تم عقد اللقاء بحضور رئيس وزراء الاحتلال في حينه "شارون"، والرئيس المصري والملك الأردني، موضحًا أن القرارات والنتائج لهذا المؤتمر "شرم الشيخ"، كانت لصالح الاحتلال "الدم اليهودي محرم - العمل العسكري لن يحرر فلسطين - الطريق الوحيد لحل القضية هي المفاوضات".
وبين أن التاريخ يعيد نفسه، من "مؤتمر العقبة" 2003 إلى "مؤتمر العقبة" في شهر 2023، ومن مؤتمر "شرم الشيخ" 2005 إلى مؤتمر "شرم الشيخ" 2023، متابعًا "بمعنى آخر نحن نعيش التجربة نفسها من تآمر على أبو عمار والتف عليه وضحى به، اليوم يقوم بالدور نفسه أو يعمل كبديل، أو يقدم نفسه كنموذج قادر على أن يلجم الأوضاع في الضفة الغربية ويسيطر على جنين، ليكون خير خلفًا لخير سلف بوجهة نظرهم".
وأشار أبو شمالة إلى أن تاريخنا الفلسطيني معبأ بأولئك الذين أقسموا أن يكونوا أكثر ولاءً وإخلاصًا للاحتلال، وأقل ولاءً وانتماءً للقضية الفلسطينية، موضحًا أن هذا الأمر يدلل على أننا لا زلنا نعيش التجربة السيئة نفسها.
وأوضح أن محمود عباس وحسين الشيخ ورمزي خوري لن يكونوا على الواجهة، إن لم يكن لهم يد في قتل الرئيس الراحل ياسر عرفات، مشددًا على أن من قتل عرفات وشارك في اغتياله هو من كان يريد أن يكون صاحب قرار.
اقرأ المزيد: تفاصيل جديدة حول اغتيال الراحل ياسر عرفات
وتابع قائلًا: "أنا أريد أن أذكر أبناء الشعب بما قالته سهى عرفات عشية اجتماعهم وأبو عمار يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقالت حينها يا شعبنا الحقونا هؤلاء المتورثون لأبي عمار على قبره يتنازعون سلطاتهم".
ولفت أبو شمالة إلى أن محمود عباس لم يكن غافلًا عما يقوم به مع الأمريكان، واتصالات مع الإسرائيليين، من أجل ترتيب الأوضاع بعد رحيل ياسر عرفات، مؤكدًا أن محمود عباس هو الذي شيطن أبو عمار، وهو الذي قال للإسرائيليين أنه من يعيق المفاوضات، ويحرض على المقاومة، والذي يقوم بتهريب الأموال للمقاومين من حساب السلطة.
وأضاف أن عباس قام بكل ذلك من أجل إيصال صورة للغرب وأمريكا والاحتلال أنه جاهز ليكون بديلا عن أبو عمار على سلم السلطة والقيام بدوره الوظيفي لحماية الاحتلال.
وبين أبو شمالة أن حسين الشيخ ليس بعيدًا عن هذا الموضوع، الذي من الممكن أن يكرر تجربة "محمود عباس مع ياسر عرفات"، موضحًا أن رمزي خوري الذي كان في قلب القرار الفلسطيني لا أظن أنه تسلم رئاسة الصندوق القومي الفلسطيني مجانًا، ما لم يكن قد قام بهذا الدور أو أسهم في تصفية ياسر عرفات مع محمود عباس وحسين الشيخ.
وشدد أن استمرار قيادة السلطة بالمشاركة باجتماعات العار يفرض علينا كشعب فلسطيني وتنظيمات فلسطينية، أن يكون لنا موقفًا واضحًا من كل أولئك الذين وضعوا يدهم في يد الاحتلال.
وأوضح أبو شمالة أن موضوع المشاركة في الاجتماعات التصفوية للقضية الفلسطينية هو ديدن السلطة، مضيفًا أن نهج رجال السلطة كما هو، لن ولم يتغير مع مرور الوقت.
اقرأ المزيد: بالأسماء.. المتهمون الرئيسيون باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات
وكشف أن السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها كانت مشروعا لتأمين المستوطنات الإسرائيلية والاحتلال، مبينًا أن القيادة برئاسة أبو عمار ربما ظنت أنها تستطيع أن تتحايل على الإسرائيليين، وأن تقيم دولة، وتنتزع بعضًا من حقوق الشعب الفلسطيني لكن الاحتلال كان أكثر مكرًا وخبثًا ولم يسمح بذلك.
وانطلق يوم الأحد 19 مارس 2023، اجتماع "شرم الشيخ" الأمني في مصر بمشاركة من السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" والأردن والولايات المتحدة.
ورأس وفد السلطة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، فيما مثَّل حكومة نتنياهو الفاشية وفد يرأسه رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.
وقالت الخارجية المصرية، إن اجتماع شرم الشيخ يُمهد لخلق مناخ ملائم يُسهم في استئناف عملية السلام.
ويأتي هذا الاجتماع استكمالًا لاجتماع عقد في السادس والعشرين من الشهر الماضي في العقبة الأردنية لبحث إنقاذ الاحتلال المأزوم من خلال محاولة وقف التصعيد وحالة المقاومة المتصاعدة بالضفة والقدس، قبل رمضان.