فاتنات "غزاويات" يحاربن المقاومة.. تحقيق يكشف حقيقة لجان إلكترونيَّة مريبة تنشط عبر "إكس"

فاتنات "غزاويات" يحاربن المقاومة.. تحقيق يكشف حقيقة لجان إلكترونيَّة مريبة تنشط عبر "إكس"

كشف تحقيق "رقمي"، تابعته وكالة "شهاب" للأنباء، عن شبكة حسابات الكترونية وهمية تدّعي الهوية الغزاوية، دعمت المقاومة وشجعتها، وفجأة أعلنت العداء نحوها، وروّجت لسرديات لطالما رددها الاحتلال.

وأوضحت منصة "إيكاد" للتحليل الرقمي، أن مجموعة من الحسابات تماهت في النقاش الغزاوي، وادّعت أنها تغرد من داخل غـزة، وروّجت لنفسها بأنها صوت الحقيقة من أرض المعاناة، إلا أنها كانت تروح لروايات "إسرائيلية" بشكل منظم.

وحللت "إيكاد" سردية تلك الحسابات "المريبة" وآلية عملها، ودورها في تلميع دول إقليمية بعينها، وخلص التحقيق إلى شبكة منظمة من اللجان التي استطاعت بناء شكل حقيقي عبر مراحل تطورية منذ إنشائها، حتى اخترقت النقاش الغزي بعمق؛ بهدف إحداث شرخ مجتمعي والتأليب ضد عناصر المقـاومة بالنقاش، بما يخدم سردية الاحتلال.

كما أظهر التحليل الرقمي، أن ‏جميع تلك الحسابات وهمية وأُنشئت في فبراير 2024، وتتشابه في أنماط نشاطها وسردياتها، إلى جانب سرقت صور فتيات من مواقع أخرى لإضفاء المصداقية على هويتها.

كما أشار إلى، أن الحسابات روّجت لسرديات الاحتلال، وأظهرت اسم الإمارات ودورها في عمليات إغاثة غـزة، كما توصل "إيكاد" إلى أنه ‏يعمل على تضخيم روايات هذه الحسابات الخمسة جيش آخر من الحسابات الوهمية.

فما هذه الحسابات؟ وكيف تشابهت روايتها مع الاحتلال؟

بحسب نتائج "إيكاد للتحليل الرقمي، فقد أظهرت التحقيق بشكلٍ متسلسل إلى أن الحسابات جميعها تقود حملة رقمية ضد حمـاس، وما لفت الانتباه إليها هو تشابهها المريب في أمرين:

- ‏جميعها تدّعي الهوية الغزاوية.

- ‏جميعها أُنشئ في فبراير 2024.

كما أظهر التحليل التقني للحسابات، أن الصور الشخصية تعود في الأساس لأشخاص آخرين، ونُشرت خلال السنوات الماضية على المنصات المختلفة.

‏بعض الحسابات استخدم صور قديمة في منشوراته، وادّعوا أنها تعود لأقاربهم.

مثل حساب "ديما الحاج" التي نشرت صورة قالت إنها لأختها في غـ.ـزة، لكنها في الحقيقة نُشرت على فيسبوك عام 2018.

آلية النشر والتفاعل الخاصة بتلك الحسابات الخمس أظهرت خصائص مثيرة للشك:

‏كلهم ينشطون بكثافة في أوقات متشابهة في الفترة الصباحية (من 4:00 إلى 10:00).

وقت الذروة في النشر لديهم يكون في حوالي الساعة 5:00 صباحًا.

‏ينخفض نشاطهم بنظام بعد الساعة 10:00 صباحًا.

هذا التنسيق جعلنا نرجّح أن هذه الحسابات جزء من شبكة تديرها جهة واحدة؛ حيث إن نشاطهم الصباحي المكثف يبدو جزءًا من إستراتيجية لإغراق الجداول الزمنية بالمحتوى في بداية اليوم.

اتبعت الحسابات مع بداية ظهورها إستراتيجية تدعم المقـ.ـاومة (كأنها تلقي طعمًا).

‏فجأة، انقلبت بشكل جماعي لمهاجمة حمـ.ـاس ونشر روايات تتطابق مع سرديات الاحتلال.

‏فمثًلا حسابا "رنيم العلي" و"رزان الطويل" استنكرا تحميل حمـ.ـاس ما يحصل في غـ.ـزة، لكنهم بعد ذلك وصفوها بـ"العدو" ووضعوها في خانة واحدة مع إسرائيل (بداية الصيد).

الحسابات الخمسة روّجت سرديات تتطابق تمامًا مع سرديات الاحتلال، منها:

‏أن حمـ.ـاس تتخذ من المدنيين دروعًا بشرية، وهي رواية الاحتلال ذاتها لتبرير قصف المدنيين.

‏حمـاس سببت الدمار لأهل غـ.ـزة.

‏قيادات المقاومة يختبئون بعيدًا عن معاناة المدنيين.

‏حماس ديكتاتورية ضد شعبها.

هذا التطابق لم يكن في الموضوعات فحسب، بل كان زمانيًا أيضًا، حتى في المواضيع الجانبية بعيدًا عن النقاش المحلي.

‏فمثلًا في 7 و8 أبريل، نشر حسابا "رزان الطويل" و"لما العمور" تغريدات عن "رغد التكريتي".

وهو التوقيت ذاته الذي هاجمها فيه الصحفي الإسرائيلي "إيدي كوهين".

‏الحسابان استخدما كذلك المصطلحات نفسها التي قالها "كوهين"، مثل وصف "القرضاوي" بـ"الأب الروحي للإخوان"

من السرديات الهامة التي ركزت الحسابات عليها، الترويج للإمارات باستمرار وشكرها.

‏شمل ذلك إبراز أهمية الدعم الإماراتي والمساعدات، خاصةً مبادرة "الفارس الشهم".

‏الحسابات نفسها اتهمت حمـ.ـاس بتشويه صورة الإمارات.

حللنا شبكة المتفاعلين مع هذه الحسابات، وهذا ما وجدناه:

‏يوجد مجموعة حسابات عالية النشاط والتفاعل تشترك بين الحسابات الخمسة المركزية.

‏عدد كبير من الحسابات المضخمة أُنشئ في 2024.

‏نحو 859 حسابًا أُنشئوا منذ أحداث 7 أكتوبر.

‏إذن، تشير تلك الدلائل إلى وجود جهود منسقة من جهة ما لتضخيم محتوى الحسابات المركزية.

لاحظنا كذلك تطورات غريبة في عمل الحسابات المضخمة نفسها؛ حيث عملت على تقمص هويات متعددة:

‏كحساب "bsamalaylh" الذي أُنشئ في سبتمبر 2024، وينشط على مدار اليوم.

‏بدأ رحلته مدعيًا أنه قطري وشارك انتقادات تستهدف الخطوط الجوية القطرية، ثم تحول لاحقًا إلى هوية عراقية وشارك في نقاشات مثيرة للفتن بين الكويت والعراق، بجانب انتقاده لقادة حمـ.ـاس.

جزء من هذه الحسابات المضخمة لاحظنا أنه يسير على نهج الحسابات المركزية نفسه.

‏مثل حساب "سارة" الذي اُنشئ في أغسطس 2024، وانتحل هوية فتاة من غـ.ـزة، واستخدم صورة لفتاة أخرى نُشرت على منصات مختلفة، مما يثبت زيف الهوية وتورط الحساب في تضخيم المحتوى المناهض لحمـاس.

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة