أكملت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية سلسلة مشاريعها التي أعدّتها مسبقاً، وخصصت لافتتاحها أيام شهر رمضان المبارك لتكلل جهودها المبذولة بخير الأيام، فكانت المساجد قبلة المشاريع المتمّمة لأعمال الخير الممتد من فاعلي الخير والجهات الداعمة التي قصدت ترميم المساجد وبنائها وتجهزيها على أكمل وجه.
أول المساجد التي افتتحها وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، عبد الهادي الأغا، مسجد الرحمة جنوب قطاع غزة وبعدها مسجد فلسطين، والذي أعيد ترميمهما وبناؤهما بتبرع كريم من أهل الخير، بحضور لفيف من الشخصيات الاعتبارية.
"إنّ المساجد صنعت القادة الأبطال والشهداء العِظام الذين مهّدوا لنا الطريق، وأناروا لنا الدرب، وإنّ التعبئة الجهادية قبل عقود من الزمن رسمت الرؤية الواضحة، وأذلّت رقاب العدو، ليحقّق المسجد بذلك غايته، ويكتب رسالته بأن المساجد هي صانعة الرجال الذين لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله"، يقول وكيل وزارة الأوقاف عبد الهادي الأغا خلال افتتاح مسجد الرحمة جنوب قطاع غزة.
وفي ذات الوقت، أكملت الأوقاف إتمام حزمة افتتاح المساجد بوضع حجر الأساس لمسجد آخر أطلقت عليه اسم "حمزة بن عبد المطلب" في محافظة خان يونس، وذلك بحضور وجهاء الحي ووفد رفيع من الشخصيات الاعتبارية.
وعبر الأغا وكيل الأوقاف عن سعادته بهذه اللحظات المباركة التي يرى فيها إعادة بناء مسجد حمزة في منطقة بني سهيلا، وافتتاح مسجدي فلسطين والرحمة بحُلّتهما الجديدة، منوهًا بأن الجيل الذي تربّى وتعلّم وتخرَّج في المساجد سيصل إلى ساحات المسجد الأقصى قريباً بإذن الله.
رفعًا للخير والعلم
وقال الأغا: "إننا نتجه نحو وجود المساجد الجامعة التي ترفع للخير والعلم والحق، ويأتي هذا في إطار تحقيق تلك الرؤية الاستراتيجية في تحقيق هذا الهدف"، راجيًا أن تكون هذه المساجد منارات للعلم في فلسطين كلها.
وأوضح الأغا أن وزارته بذلت جهودًا حثيثة؛ لتعزيز كادر الأوقاف في الميدان ومقراتها المنتشرة في قطاع غزة، والتي كان آخرها توفير 400 وظيفة جديدة على بند التشغيل المؤقت، لافتًا إلى أن استقطاب موظفين جدد لشغل بعض الشواغر في مرافق الوزارة المنتشرة في قطاع غزة كان بمثابة الرافعة لعمل الأوقاف، وتعزيزا لمأسسة الوزارة من خلال شغل الوظائف بالتخصصات المطلوبة والتي تتوافق مع المؤهل العلمي.
دعم قطري ماليزي
أما في محافظة الشمال، فقد افتتحت مديرية أوقاف الشمال مسجد "عمر ابن الخطاب"، وكان على رأس الوفد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، ووكيل الأوقاف عبد الهادي الأغا، وقيادات حكومية ومجتمعية، ولفيف من العلماء والدعاة.
وتولي وزارة الأوقاف اهتماماً خاصاً لملف المساجد وذلك بتعزيز سبل التكافل الاجتماعي بين أهالي المنطقة، وبمشاركة داعمة وأساسية من لجنة الإعمار القطرية ومؤسسة أحباء غزة ماليزيا وجمعية قوافل الخير.
بدوره، أكّد النائب الأول بحر أن المؤمن يفرح ببناء المسجد أكثر من فرحته ببناء منزله، فالمساجد تربّي الجيل على التقوى والإيمان والعقيدة، ولولاها لَعمّ الفساد في الأرض، مشيدًا بدور الإخوة المحسنين المتبرّعين لبناء مسجد عمر بن الخطاب سائلًا المولى عز وجل أجرًا وثوابًا غير منقطع لهم في الدنيا والآخرة.
وأشار بحر إلى أن المسجد طريق الاستقامة على طريق النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، والارتقاء بالحضارة الإسلامية، وهو الحاضنة التربوية لتخريج المجاهدين القادرين على الدفاع عن ديننا ووطننا، داعيًا المصلّين وأهالي الحي إلى عمارته بالصلاة والذكر والدعاء.
وفي محافظة رفح، افتتحت مديرية أوقاف رفح مسجد أم المؤمنين عائشة في منطقة النصر بعد إنهاء مراحل بنائه، بتبرع كريم من فاعلي خير، وذلك خلال حفل نظّمته بحضور مدير عام الأملاك مازن النجار، ومدير المديرية محمد أبو عامر، ولفيف من الشخصيات والوجهاء والمخاتير والمواطنين.
بدوره، أوضح أبو عامر فضل بناء المساجد وتشييدها، ودورها في إعلاء كلمة الله، وتربية النشأ والجيل على موائد القرآن، راجيًا أن يكون بناؤه فاتحة خير على أهل المنطقة والحي، منوهًا بأنه واحد من عدد كم المساجد التي تستعد لافتتاحه الأوقاف خلال شهر مارس الجاري.
عمل منظم
ويبلغ عدد المساجد في قطاع غزة 1251 مسجداً موزعاً على محافظات قطاع غزة شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، وتتسع الأحياء الصغيرة لاستيعاب عدد من المساجد أقصاها خمسة وأقلها اثنان.
في ذات الصدد نظمت وزارة الأوقاف عملية ضبط المساجد في كافة محافظات القطاع، وقال المدير العام بالأوقاف منذر الغماري، أنه من الضروري أن يكون موظفو المساجد بأبهى حلّة ممكنة تتناسب مع مكانته، موضّحًا الدور الرسالي للإمام والمؤذن والآذان، داعيًا إلى تأدية رسالة الدين الإسلامي على أكمل وجه.
وأبدى الغماري استعداد وزارته لتقديم خدمات الصيانة الخاصة بمساجد الجهات الشريكة أسوةً بمساجد الأوقاف، وإضافة المسجد على تطبيق مسجدي؛ لمعرفة بيانات الخطابة والمعلومات التي تهمّ الجمهور فيما يتعلق بالخدمات المسجدية.
وأشار الغماري إلى تجربة تشكيل مجالس إدارة المساجد، ودورها في إدارة شؤونها الداخلية، وإيجاد وقفيات دائمة تعزز مفهوم مأسسة المسجد، إضافة إلى ضبط عملية جمع التبرعات وآلية توزيعها على مستحقيها وعلى وجوه الخير.
وتطرق الغماري إلى الإرشادات الواجب اتباعها خلال شهر رمضان الفضيل، والتي أصدرت الوزارة فيها تعميمًا، إضافة إلى موضوع ترشيد استهلاك الكهرباء واقتصارها على أوقات الصلاة وعدم إهدارها.