تغيب سجون الاحتلال 31 أسيرة فلسطينية، يكابدن ألم البعد عن ذويهن وأبنائهن وعائلاتهن خلف قضبان الظلم الإسرائيلي.
المحررة آمنة اشتية من نابلس، والتي خاضت تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال لمدة ستة أشهر، تحدثت عن لحظات صعبة مرت بها خلال اعتقالها الذي تزامن مع بداية شهر رمضان الماضي.
وأوضحت اشتية أن أول يوم من رمضان أمضته وحيدة في ساحة صغيرة ومغلقة في سجن عوفر مع بداية اعتقالها.
ووصفت المحررة اشتية شعورها في ذلك الوقت بالمؤلم، بسبب البعد عن أهلها والتفكير بهم والغياب عن مائدة الإفطار العائلية.
بقيت اشتية على هذا الحال ليومين، قبل أن تنقل إلى زنزانة في معبار سجن الجلمة مع الأسيرة عايدة المصري.
قبر الجلمة
وقالت المحررة اشتية إن معبار الجلمة، من أصعب المراحل التي تمر على الأسيرة وخاصة في شهر رمضان حيث احتجزت هناك لأربعة أيام وكأنها في قبر يلفه الخوف والصراخ وعدم معرفة وقت السحور أو الإفطار.
وبين عوفر والجلمة، أمضت اشتية 11 يوماً في العزل والقهر، قبل أن تنقل إلى سجن الدامون حيث باقي الأسيرات.
وصلت المحررة اشتية إلى الدامون، مستغربة المكان والزمان، لكن وجود الأسيرات والتفافهن حول بعضهن يخفف من وقع الأسر وصعوبته.
تعيش الأسيرات في الدامون شهر رمضان ببرنامج موحد، يبدأ بعد عصر كل يوم بتجهيز طعام الإفطار والتجمع في غرفهن.
تحين ساعة الإفطار، بنداء أول أسيرة تسمع الآذان لتعلم باقي الأسيرات، وكذلك الحال وقت السحور.
هي أيام متشابهة قد تمتد لأشهر وسنوات، تبقى فيها الأسيرات على ذات الحال الذي يرافقه التضييق والظلم والحرمان.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو أربعة آلاف و900 أسير، بينهم (31) أسيرة، و(160) طفلا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن (18 عاما).
وعشية يوم الأسير الذي يوافق غدا الإثنين، يغيب الاحتلال أكثر من ألف معتقل إداريّ، بينهم (6) أطفال، وأسيرتين، هما رغد الفني، وروضة أبو عجمية.
وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع أوسلو 23 أسيرا، بالإضافة إلى (11) أسيرا من المحررين في صفقة "تبادل الأسرى"، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى الذين اعتقلوا منذ ما قبل أوسلو وحرروا عام 2011 وأعيد اعتقالهم عام 2014، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي.
وأمضى قرابة 400 أسير أكثر من 20 عاما، وهم ما يعرفون "بعمداء الأسرى" بالإضافة إلى العشرات من المحررين الذين أعيد اعتقالهم عام 2014، وأمضوا أكثر من 20 عاما على فترتين.
فيما بلغ عدد الأسرى الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسّجن المؤبد خمسمئة و54 أسيرا، وأعلى حكم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته (67) مؤبدا، وبلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة (236) شهيدا، وذلك منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون.