من مجدو لمصر

تقرير اختراق الحدود.. كابوس يمزِّق بيت العنكبوت!

مقتل 3 جنود إسرائيليين على يد جندي مصري

شهاب - تقرير خاص

رغم التعتيم الإعلامي الذي يلف عملية الاقتحام وإطلاق النار التي نفذها جندي مصري على الحدود المصرية – الفلسطينية يوم السبت 4 يونيو 2023، إلا أن التفاصيل التي سُمح بنشرها تجسد حجم المعضلة التي تواجه الكيان في تأمين وحماية الحدود لاسيما وأننا نتحدث عن مئات الكيلومترات التي تتطلب تخصيص قوات كبيرة من القوات المدربة للتعامل مع التطورات وتفادي نتائج قاسية يصعب على الكيان التسليم بها أو السماح بتكرارها لأنها ستكون بمثابة دليل آخر على تآكل قوة ردعه وهشاشة منظومته الأمنية.

يُشار إلى أن جندي مصري اقتحم الحدود أمس ونفذ عملية إطلاق نار قتل فيها جندي ومجندة في جيش الاحتلال ثم خاض اشتباكا آخر داخل الحدود وقتل جندي ثالث وأصاب رابعا، قبل أن يتم استهدافه واستشهاده في المكان، في عملية وصفها الاعلام العبري بأنها دقيقة ومخطط لها وأحرجت الجيش الإسرائيلي بأكمله.

ضربة تلو أخرى

المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي عادل ياسين قال لوكالة شهاب للأنباء، إن ما يزيد من التعقيدات هو أن هذه العملية تأتي بعد ثلاثة أشهر من عملية مجدو التي تمكن فيها المنفذ من اختراق الحدود والدخول في العمق إلى مسافة 70 كم، عدا عن تزامنها مع حالة التوتر في الضفة واستمرار علميات إطلاق النار وما يترتب عليها من استنزاف أكبر لقوات الجيش التي باتت تواجه مشكلة في القيام بمهامها في ظل النقص في الكادر البشري وتراجع الدافعية لأداء الخدمة العسكرية سواء كانت إلزامية أو احتياط.

وتابع "لعل أخطر ما نتجت عنه عملية تسلل الجندي المصري بالنسبة للجيش هو فشل القوات المنتشرة على الحدود في التعامل مع الحدث وإنهائها بأسرع وقت ممكن؛ عدا عن عدم فعالية الوسائل التكنولوجية المتطورة في اكتشافها ومنعه من الدخول إلى العمق لمسافة 2 كم تقريبا – ما يعني عدم جدوى التدريبات لرفع الجاهزية وانعدام الخبرة القتالية في التعامل مع الأحداث الطارئة؛ وهنا يطرح سؤال – إذا كانت هذه النتيجة أمام جندي واحد لا يمتلك سوى بندقية قديمة نسبيا – فكيف سيكون الحال لو كانت الاشتباكات مع عدد أكبر من المقاومين المزودين بأسلحة ومعدات أكثر تطورا وبناء على خطط مسبوقة ومدروسة".

وأكمل "أضف إلى ذلك فإن تزامن هذه العملية مع التهديدات التي يطلقها قادة المستوى السياسي والعسكري لإيران تارة ولحزب الله وحماس تارة أخرى – لا يصب في مصلحة إسرائيل لأنها تكشف عن نقاط ضعفه وعدم قدرته على تنفيذ تهديداته".

ولفت أنه على الصعيد السياسي فإن هذه العملية تكشف مدى حاجة الكيان لاتفاقيات السلام خصوصًا مع الدول المجاورة باعتبارها وسيلة مساعدة في الحفاظ على أمن حدوده ووجوده.

وتابع "بدون هذه الاتفاقيات سيضطر لنشر المزيد من القوات سواء على الحدود المصرية التي تمتد لمسافة 230 كم وعلى الحدود الأردنية التي تمتد لمسافة 360 كم تقريبا وهو ما قد يؤدي لاستنزافه عسكريا واقتصاديا وفقدانه القدرة على التعامل مع التهديدات المتزايدة والتحديات المتراكمة داخليا وخارجيا".

إقرأ/ي تفاصيل جديدة.. ماذا وجد بحوزة الجندي المصري وكيف قتل الجندي الثالث؟
 

إخفاقات خطيرة

بدوره، عقَّب المحلل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشع، على العملية بالقول "إن على إسرائيل فحص الإخفاقات الخطيرة التي وقعت على الحدود مع مصر قبل توجيه تهديدات بضرب إيران".

وجاء في رسالة يهوشع: "أنصح قيادة المستوى السياسي والعسكري بجميع تصنيفاتهم بأن يبدأوا بفحص ما يحدث في الجيش البري قبل أن يتحدثوا عن توجيه ضربة لإيران.

كما طالبهم بالتخفيف من حدة التصريحات والتهديدات؛ لأن ما حدث على الحدود مع مصر يدل على وجود إخفاقات خطيرة ويظهر مدى الخلل في الجيش البري.

ودعا لوجوب إعادة تقييم ودراسة منظومة الجيش البري بعد أن تم تجاهلها وعدم الاهتمام بها على حساب التركيز على تطوير سلاح الجو والاستخبارات.

وأضاف "يجب أن نذكِّر بأننا قد نواجه وحدات الرضوان المدربة على الحدود اللبنانية، لذلك يجب على رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي أن يركز على معالجة القدم الضعيفة (الذراع البري) وتعزيز قدراتها لكي نتمكن من التعامل مع الوحدات البرية".

يشار إلى أن رئيس ركن الاستخبارات الحالي اهارون حليفا وصف الجيش البري بأنه القدم العرجاء في الجيش الإسرائيلي وانعدام ثقة المستوى السياسي بقدرته على تحقيق انجازات في أي عمل بري وذلك على ضوء الاخفاقات أمام غزة ولبنان.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة