بقوة أكبر وقدرة أكثر على التدمير، فاجأت المقاومة في مدينة جنين، جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بعبواتها المتفجرة محلية الصنع، التي أعدتها مسبقا تحسبا لاقتحام قوات الاحتلال للمدينة.
الجيش الذي عجز لساعات عن تخليص جنوده من كمين المقاومة المحكم في جنين، دفع بطائرات حربية للتغطية على فشله وهزيمته أمام المقاومة ولإخراج مصابيه من أرض المعركة.
وتشير المعلومات إلى أن العبوة التي انفجرت في جنين تزن حوالي 40 كيلوغراما، وهي شبيهة بعبوات استخدمت في لبنان وغزة.
وأربكت عدة عوامل جيش الاحتلال خلال عمليته العسكرية في جنين، بينها قوة العبوة المتفجرة، وكيف تمكن المقاومون من معرفة طريق الانسحاب أو تقييم ذلك.
يضاف إلى ذلك، تطور العمل المقاوم ونجاحه في الحفاظ على سرية تطوير أدواته وكيفية تصنيعها والإعلان عنها بالفعل لا بالقول.
وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في مخيم جنين عن تمكن مجاهديها من إيقاع قوة تابعة لجيش الاحتلال في كمين محكم، وإمطارها بوابل من العبوات المتفجرة ثم تلاها زخات كثيفة من الرصاص.
وتحدت كتائب القسام العدو الصهيوني بأن يكشف عن الإصابات المحققة، والخسائر التي لحقت في صفوف جنوده و قواته.
تقدم نوعي
ويؤكد مراقبون وجود تقدم نوعي في أداء المقاومة بالضفة الغربية، سواء باكتشافها للقوات الخاصة التي تتسلل إلى المدن والمخيمات، أو استخدام أسلحة وتكتيكات قتالية جديدة.
وأوضح الباحث محمد صبحة، أن الاحتلال يفكر باقتحام ما وصفها بالبؤر الآمنة للمقاومة في الضفة الغربية، لكن ما يمنعه هو الخوف من ردات الفعل على الساحات المختلفة، وما تخبئه له المقاومة.
وأضاف صبحة في تصريحات صحفية، أن المواجهة ازدادت شراسة، وأن المقاومين أصبحوا أكثر جرأة في التصدي للاحتلال بكل الوسائل المتاحة.
ويرى صبحة أن من أهم عوامل نجاح المقاومة في بعض مناطق الضفة الغربية، هو عدم سيطرة أجهزة السلطة عليها.
أداء مؤلم للاحتلال
ويؤكد مراقبون أن جنين والضفة الغربية لم تعد كما كانت عام 2002، وأن ما حدث اليوم شكل نقطة تحول وتحديا أمام عمليات الاقتحام التي تنفذها قوات الاحتلال.
ويتيح استخدام أدوات بدائية في تصنيع العبوات المتفجرة، مجالا أوسع للمواجهة قد يجبر الاحتلال على بداية نهاية التوغل البري في الضفة الغربية.
ويستدعي الواقع الجديد، أن تكون المقاومة أكثر استعدادا وحذرا، وألا تترك جنين وحدها وأن تكون كل المناطق في حالة استنفار ومواجهة.
وحسب التقارير العسكرية، فإن المركبة القتالية الإسرائيلية التي استهدفتها عبوة المقاومة في جنين، من نوع "النمر" ونشرت عام 2020 من أموال المساعدات الأمريكية، وتستخدم في العمليات المنظمة.
وتضم المركبة العسكرية مقصورة واسعة تتسع لـ 14 جنديا، وكاميرات داخلية وخارجية.
ومن المفترض أن تكون المركبة الإسرائيلية مضادة للرصاص والقذائف الصغيرة، غير أنها غير مصممة للتصدي للعبوات وقذائف الكورنيت.
وباركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تصدي المقاومة البطولي بالرصاص والعبوات المتفجرة لقوات الاحتلال في جنين وإيقاع إصابات مباشرة في صفوفها.
وأكدت حماس في تصريح صحفي، أن دخول مدن الضفة الأبيّة ليس نزهة، ولن يلقى جنوده من أبطال شعبنا سوى النار.
وقالت إن مقاومة شعبنا لن تُكسر، وستبقى الضفة المحتلة خزانًا للثورة ومددًا للانتفاضة المستمرة، وكل مدن الضفة ومقاوميها متأهبون للرد على العدوان والتأسّي بالملحمة البطولية في جنين.