خاص - شهاب
لم يستفق جيش الاحتلال "الإسرائيلي" من صفعة عملية الحدود المصرية التي أسفرت عن مقتل ثلاثة من جنوده برصاص جندي مصري، حتى تلقى صدمة كبيرة لا تزال مستمرة، من جنين شمال الضفة الغربية.
اقرأ/ي أيضا.. بالفيديو والصور| 4 شهداء و62 مصابًا في عدوان الاحتلال على جنين (محدث)
المختص في الشأن "الإسرائيلي" عادل ياسين استعرض تفاصيل الفشل المُدوي الذي مُني به جيش الاحتلال، إذ اعتبر أن "ما حدث في مخيم جنين يمثل تراكما لإخفاقات الجيش بعد عملية الحدود المصرية".
وقال ياسين إنه "ما بين الصفعة والصدمة تتكشف حقيقة إمكانات جيش الاحتلال الذي لم يعد قادرا على التعامل مع التحديات خصوصا في ظل استمرار عمليات المقاومة واتساع رقعتها ما بين جنين ونابلس وطولكرم وأريحا".
مؤشرات ضعف جيش الاحتلال
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الذي يصف نفسه بـ"الأقوى في الشرق الأوسط"، اضطر لاقتحام مخيم جنين بوحدات "المستعربين" عبر وسائل التمويه والخداع التقليدية، التي تصل في بعض الأحيان لارتداء ملابس نسائية، رغم امتلاكه ترسانة عسكرية ووسائل تكنولوجية متطورة.
وأضاف ياسين أن المقاومة نجحت في اكتشاف أمر "الوحدات الخاصة" التي تكونت من نخبة "المظليين واليسام "، ما أجبرها على طلب المساعدة والإسناد من قوات جيش الاحتلال التي دخلت بآليات محصنة وبأعداد كبيرة.
وتابع إن المقاومة نجحت في تعطيل أكثر الآليات العسكرية الأكثر تطورا وتحصنا من خلال زرع عبوات جانبية في طرق انسحابها وهو ما شكل فشلا استخباراتيا، يُضاف إلى الفشل في عدم القراءة الصحيحة لمنطقة العمليات.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال استعان بمروحيات حربية لأول مرة منذ انتفاضة الأقصى قبل 20 عاما؛ لإنقاذ قواته البرية ووحدات النخبة، مع استمرار الاشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين لساعات طويلة، مبينا أن هذا الأمر يثبت مجددا ضعف الجيش البري للاحتلال واعتماده على سلاح الجو.
دلائل العملية
وبحسب ياسين، فإن ما يحدث في جنين، يؤكد فشل الحلول العسكرية في القضاء على جذوة المقاومة ونجاحها في تطوير وسائلها والارتقاء في أدائها رغم الاعتقالات والاغتيالات، وأيضا ما يجري يثبت مدى التفاف الشارع الفلسطيني حول مشروع المقاومة إذ أن المواجهة لم تعد أمام خلايا مسلحة بل أمام شعب فلسطيني يؤمن بفعالية المقاومة وقدرتها على انتزاع الحقوق.
وأكدت بطولة المقاومة في جنين، وفق ياسين، فشل محاولات إحياء أجهزة أمن السلطة ومساعدتها للقيام بدورها التقليدي في مواجهة الخلايا المسلحة نيابة عن الاحتلال.
تداعيات العملية
وفي ما يتعلق بتداعيات ما حدث بجنين، قال ياسين إنه تذكير لجيش الاحتلال بمعضلة العبوات الجانبية التي عانى منها أثناء تواجده في جنوب لبنان وبقطاع غزة -أهمها عملية الزيتون التي أدت إلى مقتل ستة من جنوده- بل أن فعالية العبوات الجانبية وقدرتها على إيقاع خسائر في صفوف الجيش كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعته للانسحاب من جنوب لبنان عام 2000 ومن غزة عام 2005.
واستطرد قائلا: "لذلك سيضطر جيش الاحتلال لإعادة التفكير في طرق اقتحامه للمدن والمخيمات الفلسطينية، لاسيما وأن المقاومة في جنين باتت تشكل نموذجا يحتذى به في مناطق الضفة الغربية، ما يعني أن فكرة العبوات الجانبية لن تقتصر على مخيم جنين، وسيتم تبني هذا الأسلوب في مناطق أخرى".
وأشار إلى أنه "رغم الحديث عن ضرورة القيام بعملية عسكرية واسعة في جنين إلا أن احتمالات الإقدام على هذه الخطوة ضئيلة نسبيا، لكنها قائمة؛ كون القيام بعملية عسكرية واسعة يعني بأن العدو سيتكبد المزيد من الخسائر". وقال: "يكفي أن نذكر هنا بما حدث عام 2002 حينما تمكنت المقاومة من نصب كمين محكم أدى إلى مقتل 13 جنديا".
وأضاف: "عدا عن ذلك، فإن القيام بعملية عسكرية واسعة في جنين يعني وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى في صفوف الفلسطينيين، وهو ما قد يؤدي إلى اشتعال مناطق أخرى في الضفة، وإمكانية تدهورها لمرحلة التصعيد مع غزة، لاسيما وأن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعترف بأن غزة لن تقف على الحياد ولن تتنازل عما حققته خلال معركة سيف القدس بربط الساحات وتوحيد الجبهات".
ونوه ياسين إلى أن أحد الأسباب التي قد تمنع الاحتلال من القيام بهذه الخطوة، هو أنها ستقضى على ما تبقي من مكانة ودور للسلطة الفلسطينية، ما يعني أنها قد تكون أمام مواجهة مباشرة في جميع المدن الفلسطينية.
وأفاد بأن الأهم من ذلك هو الخشية من قيام فلسطيني الداخل المحتل بمظاهرات ومواجهات تزيد من حالة الإرتباك والفوضى في الشارع، بل أن الأمر قد يصل إلى قيام بعض الشبان الفلسطينيين من الداخل بتنفيذ عمليات فدائية.