"لم نعرف عن أهلها إلا الكرم وحب الوطن"

تقرير "نابلس عزها بناسها".. حملة شعبية لإعادة إعمار منازل عائلات الشهداء التي هدمها الاحتلال

حملة "نابلس عزها بناسها"

خاص _شهاب

وسط نابلس جبل النار، من قلب دوار الشهداء الذي حمل اسم الأكرم منا جميعًا، انطلقت اليوم السبت 29 يوليو 2023 الحملة الشعبية الثانية لتقديم الدعم والمساندة لإيواء أسر الشهداء والأسرى التي هدم ودمر الاحتلال منازلهم في مدينة نابلس خلال الأشهر السابقة.

منذ عدة أشهر يقوم المنظمون بالاستعداد للبدء بهذه الحملة والترتيب الكامل لها حتى يتم ضمان نجاحها وتحقيق أهدافها، والتي تعد وفاءً ورد بعض الجميل للعائلات التي قدمت بيوتها من أجل الوطن.

وحملت الحملة اسماً يليق بأهلها "نابلس عزها بناسها" لشحذ همم سكانها وتحفيزهم على تقديم كل ما بوسعهم لدعم أسر الشهداء والأسرى، داعيةً أصحاب رؤوس الأموال للمساعدة بإنجاح هذه الحملة.

وتقام الحملة يوميًا ولمدة أسبوع كامل من الساعة العاشرة صباحًا حتى الساعة الثامنة مساءً على دوار الشهداء، وشهد اليوم الأول إقبال كبير من سكان المدينة للمشاركة فيها وتقديم ما يستطيعون لمساعدة أهالي الشهداء والأسرى.

وقال مازن الدنبك أحد منظمي هذه الحملة خلال حديث خاص لوكالة "شهاب"، إن هذه الحملة لم تكن الأولى من نوعها، حيث كانت الحملة الأولى عام 2015، وتحديداً إثر هدم منازل منفذي عملية إيتمار، مؤكداً على أهمية هذه الحملات الإنسانية والتضامنية في تقديم الدعم للعائلات المتضررة وإيوائِها.

ولفت إلى أن مثل هذه الحملات تمثل رسالة مؤثرة من السكان والمجتمع المحلي في مدينة نابلس إلى أهل الشهداء والأسرى، في ظل الظروف الصعبة التي تتعرض لها بسبب آلة الحرب الإسرائيلية، موضحًا أن أهالي نابلس يوصلون رسالة واحدة مفادها أنهم الأوفياء والجنود المدافعين عن كرامة أسر وعائلات الشهداء والأسرى.

وختم بقوله "جمع التبرعات يشهد إقبالًا كبيرًا وواسعًا من قبل المواطنين منذ الساعات الأولى لإطلاق هذه الحملة فرأينا الصغير قبل الكبير والمرأة قبل الرجل والشيخ قبل الشاب يتسابقون لتقديم ما بوسعهم لإنجاح هذه الحملة".

ومن جانبه قال هاني جوري والد الأسيرين كمال وحمد جوري، "كبرنا في هذه المدينة ولم نعرف عن أهلها إلا الكرم والجود وحب الوطن وتقديم التضحيات بالنفس والولد والمال، فلم يكن هذا الأمر غريباً عن أهلها فلطالما كانوا الأوفياء والجنود المجهولين لدعم المقاومين، وذويهم، فجبل النار مثل الأم الحنون السباقة دائما لخدمة أبنائها وإيوائهم".

وأضاف أنه مهما قام الاحتلال من ظلم وقتل وهدم لن يستطيع قهر عزيمتنا بل على العكس من ذلك زادنا إصراراً بالدفاع عن أرضنا وفخراً كبيراً بأبنائنا، فلم يهدموا إلا أحجاراً تعاد بناؤها بكل مرة ألف مرة.

وأعرب والد الأسرى الثلاث خالد ومؤمن وأسامة الطويل عن فخره بأبنائه وأضاف بقوله "إن ما نقدمه من أنفس وأموال ومنازل ما هو إلا فداءً لفلسطين ولهذه الأرض المباركة "

وقدم الطويل شكره وتقديره لأهالي مدينة نابلس على هذه الحملة المشرفة معرباً بقوله "أهالي مدينة نابلس معروفون بكرمهم وعزهم وانتمائهم لشعبهم فهذا الأمر لم يكن غريبًا عليهم".

ومن الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال هدمت في الأسابيع الأخيرة منزل عائلة الأسير أسامة الطويل ومنزل عائلة الأسير كمال جوري المتهمين بتنفيذ عملية "شافي شمرون" غرب نابلس، وبحسب أخر تقرير صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني هدم الاحتلال 140 منزلا ً منذ بداية العام الجاري 2023، عدد منها يعود لعائلات شهداء وأسرى تتهمهم سلطات الاحتلال بتنفيذ عمليات عسكرية ضدها.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة