ترجمة - شهاب
اعتبرت مصادر عبرية، أن حركة "حماس" نجحت في إخضاع "إسرائيل" وانتزاع إنجازات منها، من خلال التظاهرات والمواجهات عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، خلال الأيام الماضية.
وقال المختص بالشأن العربي في القناة 13 العبرية "تسفي يحزكيلي" في تقرير ترجمته (شهاب) اليوم السبت: "لقد نجحت في إخضاع إسرائيل وإجبارها على طلب الهدوء".
وتساءل يحزكيلي: "ما الذي فعلته حماس؟"، موضحا أنها تبنت سياسة إشعال المظاهرات على الحدود كرد على منع العمال من العمل في "إسرائيل"، إلا أن هذه المظاهرات لم تكن عادية، فقد شملت إلقاء عبوات وإطلاق نار.
اقرأ/ي المزيد.. صحيفة عبرية: حماس نجحت في إخضاع "إسرائيل" والوسطاء لاستعادة الهدوء
وأضاف: "حينها قررت إسرائيل إعادة فتح المعابر لتحقيق الهدوء، رغم إطلاق بالون حارق واشتعال نيران في إحدى المستوطنات في الساعات الماضية (..) هذا يعني بأن حماس نجحت في إخضاع إسرائيل".
ونبّه أن "إسرائيل" لم تسمح بدخول عمال من غزة منذ سنوات طويلة، وحينما أرادت حماس أن يتمكن العمال من العمل والحصول على أموال، قامت بتفعيل المظاهرات على الحدود.
واستعرض ساخرا صورة مرصد المقاومة الصغير الذي قصفه جيش الاحتلال بزعم الرد على المظاهرات الحدودية وإطلاق النار والبالونات الحارقة. وقال: "إنها مجرد نقطة رصد تشبه هيكل معدني لخيمة بسيطة. هذا هو القصف الإسرائيلي".
وتابع يحزكيلي: "تمكنت حماس من تحقيق الهدوء، لكن ذلك لا يعني بأنها أبعدت إصبعها عن الزناد، فلا تزال هناك العديد من الإنذارات الساخنة".
اقرأ/ي أيضا.. دعوات ليوم غضب في رام الله وتصعيد الاشتباك مع الاحتلال
وبحسب يحزكيلي، فإن "إسرائيل" لم تتراجع فقط، بل تبنت سياسة الاحتواء وضبط النفس أمام المظاهرات القوية التي أدارتها حماس، وكان ذلك فقط من أجل تحقيق الهدوء مقابل الهدوء.
"استراتيجية ممنهجة"
وفي سياق متصل، تطرق د ميخائيل ميلشتاين رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في مركز "ديان" للأبحاث، للأحداث عند الحدود مع غزة خلال الأيام الماضية، والتي شهدت مظاهرات يومية على مدار 12 يوما، تخللها إلقاء عبوات وإطلاق نار تجاه قوات جيش الاحتلال وبالونات حارقة تجاه مستوطنات "غلاف غزة"، وما نتج عنها من خضوع "إسرائيل" وقبولها بالشروط التي وضعتها "حماس".
وقال "ميلشتاين" إن "حماس أدارت هذا التصعيد بشكل ممنهج، وسيطرت علي جميع مراحله في إطار رؤية تهدف للضغط على إسرائيل للحصول على المزيد من التسهيلات الاقتصادية، وهو ما يصب في مصلحة يحيى السنوار".
وذكر ان قيادة حماس تدرك عمق الأزمات الداخلية التي تمر بها "إسرائيل"، ومدى رغبتها في التوصل لاتفاقية تطبيع مع السعودية وانشغالها بحالة التوتر في المنطقة الشمالية، مستطردا: "لذلك لا ترغب بالدخول في مواجهة مع غزة في المنطقة الجنوبية، وبناء عليه شعرت بأن أمامها فرصة لتحدي إسرائيل دون الوصول إلى مرحلة التصعيد، بما يعني أن السنوار يتبع فكرة المعركة بين الحروب أمام إسرائيل".
شاهد| وفد سعودي يصل رام الله للقاء قيادة السلطة حول اتفاقية التطبيع مع الاحتلال
وأوضح أن استجابة "إسرائيل" لمطالب حماس بزيادة عدد العمال، سيكون بمثابة دليل وترسيخ على نجاح الرؤية الاستراتيجية التي يتبعها السنوار لابتزاز "إسرائيل" وانتزاع إنجازات وتسهيلات اقتصادية، مستدركا: "لكن الخطر يكمن في أن حماس ستعتمد على هذه السياسة مستقبلا".
ويرى "ميلشتاين" أنه يُحظر أن تقبل "إسرائيل" بخفض وتيرة الأحداث على الحدود، والحديث عن عودة الحياة إلى طبيعتها، في ظل التقديرات التي تؤكد أن يد "حماس" كانت العليا في هذا التصعيد المحدود، لا سيما وأنه يتناقض مع الاستراتيجية التي تبنتها "إسرائيل" خلال العامين الماضين، والتي تمحورت حول منح تسهيلات لحماس لكي تستخدمها كتهديد في مرحلة ما لردع حماس ومنعها من القيام بخطوات احتجاجية أو مظاهرات قد تؤدي إلى التصعيد.
وختم قائلا: من الأفضل أن تعمل "إسرائيل" على صياغة استراتيجية شاملة للتعامل أمام غزة، ودراسة مدى فعالية الرؤية التي تعتمد على مفهوم، أن الاقتصاد يساهم في ترويض وإخضاع الأيديولوجية، لاسيما وأن حماس باتت تعمل على عدة ساحات في آن واحد".