اشتعل تباين الآراء منذ أمس الأحد داخل الساحة السياسية لدى الاحتلال "الإسرائيلي" عقب ضمّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لجدعون ساعر إلى حكومة الطوارىء "الإسرائيلية".
وانتقدت عضو الكنيست الليكودية تالي جوتليب بشدة قرار بنيامين نتنياهو ضم جدعون ساعر إلى الحكومة، متهمة إياه بأنه: دخيل وحصان طراودة "طابور خامس".
وأضافت: أشعر بالخجل ولا أؤيد ضم ساعر للحكومة لاننى لا أثق به، لقد خان معسكر اليمين حينما قرر الانفصال عن حزب الليكود سابقًا.
ومن جهته، انتقد زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد بشدة عضو الكنيست جدعون ساعر ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال مناقشة في الجلسة العامة للكنيست للموافقة على تعيين ساعر في منصب وزير وانضمام حزبه إلى الائتلاف "شخصان يكرهان و يحتقرون بعضهم بعضًا، ولا يصدقون كلمة واحدة من بعضهم البعض، ويتظاهرون بأن أدنى احتكاك سياسي هو العمل الوطني.
وأضاف لابيد "الغرض من هذا الترتيب هو قانون المراوغين (التهرب من التجنيد)".
وأفادت وسائل الإعلام العبري، أنه من المقرر أن يصبح ساعر "وزيرًا بلا حقيبة" وعضوًا في الحكومة.
وقال "جدعون ساعر" بعد انضمامه لحكومة "نتنياهو": "في الوضع الحالي، وبعد أن درست كل التفاصيل، توصلت لنتيجة بأنه لا فائدة ببقائنا في المعارضة، وأمامنا قرارات صعبة لتأمين مستقبل "إسرائيل".
وتداولت وسائل الإعلام العبري الخبر، دون التّطرق إلى أي تفاصيل حول مصير وزير الحرب الحالي يوآف غالانت.
وتتيح عودة ساعر إلى الحكومة لنتنياهو الاستفادة من غالبية 68 نائبًا من أصل 120 في الكنيست، ويعني ذلك الاستغناء عدديًا عن دعم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (أقصى اليمين) الذي لحزبه "القوة اليهودية" خمسة نواب.
وخلال الأسابيع الماضية، نشرت وسائل الإعلام العبري العديد من التقارير عن انضمام ساعر للحكومة ليتولّى منصب وزير الحرب بدلًا من يوآف غالانت، إلا أن ذلك لم يحدث على ما يبدو مع "ترميم" العلاقات بين نتنياهو وغالانت، إذ أثار الأخير بـ "جهود رئيس الحكومة الأخيرة" ضد حزب الله.
وكانت عائلات أسرى الاحتلال قد حذّرت من تعيين زعيم حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر وزيرًا للحرب، معتبرة أن ذلك سيكون بمثابة "توقيع حكم بالإعدام بحق المحتجزين" في قطاع غزة لمعارضته اتفاقا لتبادل الأسرى.
جاء تحذير أهالي المحتجزين حينها بعد أن نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول بمكتب رئيس الوزراء، قوله إن نتنياهو يتأهب لإقالة وزير الحرب يوآف غالانت وتعيين ساعر محله.
ويُذكر أن ساعر أعلن استقالته من الحكومة في مارس/ آذار، في ظل انتقادات حادة داخلية لموقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وقال ساعر إنه استقال من حكومة الطوارئ التي شكَّلها نتنياهو؛ وذلك لعدم ضمه إلى مجلس وزراء الحرب، مشيراً إلى أنه تعرض لـ"التهميش".
وأوضح أنه لن يستطيع تحمُّل المسؤولية طالما ليس لديه أي تأثير، مضيفاً: "لم نأتِ إلى الحكومة لتدفئة الكراسي"، مذكّراً بأنه حذّر من أن إبطاء التقدم العسكري بغزة يعني إطالة أمد الحرب وهذا ضد مصلحة "إسرائيل"، وفق تعبيره.
وانضم ساعر- وهو وزير يميني متطرف بدون حقيبة وزارية- إلى حكومة الطوارئ مع غانتس وعدد من أعضاء المعارضة الآخرين بعد تشكيلها على خلفية معركة "طوفان الأقصى".
وأعلن ساعر انفصاله عن "المعسكر الوطني" برئاسة بيني غانتس، وقدَّم طلباً للكنيست (البرلمان) ليكوِّن حزباً مستقلاً باسم "اليمين الوطني"، مهدداً آنذاك بأنه سينسحب من حكومة الطوارئ إن لم ينضم إلى مجلس الحرب.
يشار إلى أن ساعر قيادي سابق في حزب الليكود حاول منافسة نتنياهو على رئاسة الحزب، وحينما فشل انشق وأسس حزباً جديداً وانضم إلى صفوف المعارضة.