اندلعت اشتباكات عنيفة، منذ مساء أمس الجمعة، بين المقاومة وعناصر أجهزة أمن السلطة في طوباس وذلك بعد محاصرة السلطة لمنازل عدد من منازل مقاتلي كتيبة طوباس وإطلاق النار تجاه الأهالي مما أدى لإصابة أحد المواطنين بجراح خطيرة في البطن.
أطلق مقاومون الليلة الماضية؛ النار بشكل كثيف صوب مقر المقاطعة في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، إِسنادا لكتيبة طوباس التي تتعرض لحصار وقتل وملاحقة من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
وكانت كتيبة طوباس طالبت أهل المحافظة والشرفاء والشباب الثائر للنفير العام في الميدان لدعم الكتيبة في ظل الهجمة الشرسة التي تشنها أجهزة السلطة ضدها.
وأشارت إلى، أنها تتعرض لهجمة الشرسة من الاحتلال وأجهزة السلطة، وذلك عبر اعتقال وخطف واغتيال مجاهدي الكتيبة والتعدي على حرمات منازل المطاردين لقوات الاحتلال.
وفي التفاصيل، قالت مصادر محلّية وأخرى فصائلية من طوباس، إن الأجهزة الأمنية بحدود الساعة السادسة مساءً اقتحمت عبر مركبات مدنية منطقة البلدة القديمة، وذلك بهدف تنفيذ حملة اعتقالات واسعة، بعد أن استطاعت الأجهزة الأمنية خلال أسبوعين اعتقال ستة أفراد من الكتيبة، واعتقال آخرين بتهمة "تقديم خدمات ومساعدة أفراد الكتيبة".
تعيش طوباس منذ اعتقال أحمد أبو العايدة قائد الكتيبة (التابعة لسرايا القدس - الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) في الثامن من الشهر الجاري، حالة غير مسبوقة من الاستنزاف الدموي بين أفراد الكتيبة وعناصر الأجهزة الأمنية.
وفق مصادر وتقارير صحفية، فإن "كرة النار تتدحرج وفشلت كل محاولات الحلّ من العشائر والفصائل والشخصيات الاعتبارية لأن السلطة الفلسطينية لم تتجاوب مع الحلول، كونها تتعامل وفق الالتزامات الأمنية بينها وبين الاحتلال الإسرائيلي".
ووسط عدم تجاوب الأجهزة الأمنية مع جهود الحلّ، فإن التواصل بات في الآونة الأخيرة أصعب مع أفراد الكتيبة بحسب المصدر الذي أشار إلى أن أفراد الكتيبة يتخذون احتياطات أمنية نتيجة الملاحقة من الأجهزة الأمنية والاحتلال، وهم موجودون في بيوت قديمة بعيدة عن منازلهم ويتنقلون بحذر، "لأن الحالة التي شكّلوها باتت الآن مهددة بالكامل"، على حد تعبيره.
وأوضح المصدر أن أبو العايدة الذي اعتُقل من منطقة شارع سيريس، قرب مخيّم الفارعة جنوب المدينة، أصيب خلال اعتقاله برصاص الأمن، ونُقل إلى خارج طوباس من دون أن تبلغ الأجهزة الأمنية معلومات حول مكان اعتقاله، إلا أن المرجّح أن يكون في سجن أريحا المركزي، أو سجن جنيد العسكري في جنين.
وأصدرت "سرايا القدس - الضفة الغربية" بياناً حول أحداث طوباس، جاء فيه: "نوجه النداء الأخير، وقد بلغ الظلم منا مكاناً لا قدرة لنا على حمله، وكنا حريصين على الوحدة مع كافة مكونات شعبنا حتى أولئك الذين يخالفون خيار المقاومة، وما زلنا الأحرص (الأشد حرصاً) على هذا النهج الذي نمضي به، على خيار شهدائنا العظماء الذين سفكت دماؤهم على أيدي أجهزة أمن السلطة، منذ انطلاقة خيار الجهاد الإسلامي في فلسطين ودماء أيمن الرزاينة، وعمار الأعرج خير شهيد على أننا لم نمضِ من يومها في محاربة أجهزة أمن السلطة، رغم ما نعانيه ونقاسيه من ظلمها. لذلك نهيب بالجميع وندعو كل حرٍ شريف للنفير وفكّ الحصار عن مقاتلي كتيبة طوباس المحاصرين من الأجهزة الأمنية التي تحاول القضاء على حالة المقاومة تحقيقاً لحلم قادة العدو والمستوطنين".
وقالت سرايا القدس في بيان مساء الجمعة، إن الأجهزة الأمنية تحاصر مقاتلي كتيبة طوباس في محاولة للقضاء على حالة المقاومة، مشيرة إلى أن ذلك يأتي تحقيقًا لما وصفته بـ “حلم قادة العدو والمستوطنين”.
ودعت سرايا القدس في بيانها إلى “النفير وفك الحصار” عن مقاتلي كتيبة طوباس المحاصرين، كما طالبت بالإفراج عن قائد كتيبة طوباس أحمد أبو العايدة الذي تطارده السلطات الإسرائيلية.
وأشار البيان إلى سلسلة من الأحداث الأخيرة، منها محاولة اغتيال أحد عناصرها في نابلس، وتفجير ومصادرة عبوات ناسفة كانت معدة لصد اقتحامات الاحتلال، وإصابة والدة “مجاهدين” برصاص أجهزة السلطة.
وأكدت السرايا أنها كانت حريصة دومًا على الوحدة مع كافة مكونات الشعب الفلسطيني، حتى مع من يخالف خيار المقاومة، مشيرة إلى أنها كانت تتجنب الرد على المظالم بالمثل وتحيد بيانها وسلاحها عن أي طرف باستثناء الاحتلال.
وأضاف البيان أن السرايا لم تسعَ لمحاربة أجهزة أمن السلطة الفلسطينية رغم ما تعانيه من ظلمها، مستشهدة بحوادث سابقة ذهب ضحيتها عناصر من التنظيم.
واختتمت سرايا القدس بيانها باستنكار ما وصفته بممارسات السلطة وإطلاق النار على الأسيرة المحررة عطاف جرادات.وكانت الأحداث قد تصاعدت في مدينة طوباس عقب اعتقال أبو العايدة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة وانفجارات في مناطق متفرقة من المدينة.