لا زال "كمين جباليا" المركب، يثير تحليلات الإعلام العبري واهتمامه، حيث نفذت المقاومة، واحداً من أكبر كمائنها منذ بداية الحرب، الخميس، وفي حيّز جغرافي كان يفترض جيش العدو أن الدخول إليه سيكون أقرب إلى النزهة، بالنظر إلى أنه دمّر ثلثي كتلته العمرانية من الجو، ونفّذ فيه خلال العام الماضي عمليتين برّيتين كبيرتين، حشد فيهما أكبر فرقه العسكرية.
وفي الكمين الكبير الذي أقرّ جيش العدو بمقتل ثلاثة من ضباطه يحملون رتبة رائد فيه، أكد "الإعلام العسكري" التابع لـ"كتائب القسام" أن المقاومين استهدفوا على نحو مركب، سرية مشاة ميكانيكية مؤلّلة مكونة من 12 مركبة عسكرية وشاحنة محمّلة بالجنود شرق مخيم جباليا.
ودفع ذلك الزخم الميداني، إلى جانب كثافة العمليات، صاحب "خطة الجنرالات"، إيغور آيلاند، إلى الإقرار في تصريح نقلته عنه "القناة الـ12" العبرية، بأن "إسرائيل" عاجزة عن تحقيق النصر المطلق لأن "حماس" و"حزب الله" لن يستسلما، وختم تصريحه بالقول إن "استمرار القتال على الجبهتين لن يخدم إسرائيل، وسنكون بحاجة إلى فتح الأبواب أمام الترتيبات السياسية".
وفي غضون ذلك، يقول سليمان مسودة، مراسل الشؤون السياسية في قناة كان 11، فإن حادثا "صعبا جدا" وقع في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث انفجرت عبوة ناسفة زرعتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بجيب عسكري إسرائيلي من نوع "هامر"، مما أسفر عن مقتل 3 جنود إسرائيليين.
وأشار مسودة إلى، استمرار المقاومة في جباليا، موضحًا أن الاشتباكات تدور بين الجيش الإسرائيلي وخلايا صغيرة من المقاتلين الفلسطينيين، كما لفت إلى وجود جهود من قِبل حركة حماس لإعادة بناء قدراتها العسكرية في المنطقة.
من جانبه، صرح نوعام تيبون، القائد السابق للفيلق الشمالي في الجيش الإسرائيلي، للقناة الـ12 الإسرائيلية بأن ما يحدث حاليًا في غزة هو "حرب عصابات"، مضيفا بأن المقاومة الفلسطينية تعتمد على 3 أسلحة رئيسية: العبوات الناسفة، وقذائف آر بي جي، والقناصة.
وأكد تيبون أن الإجراءات الحالية التي يتخذها الجيش الإسرائيلي في غزة "لا تؤدي إلى شيء"، وشدد على ضرورة التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، والبحث عن بديل لحكم حماس من خلال إدخال سلطة أخرى إلى القطاع.
وفي سياق متصل، أشار تيبون إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتجنب اتخاذ قرارات حاسمة بشأن غزة، بسبب القيود المفروضة عليه من قِبل الائتلاف الحكومي.
وعبّر تيبون عن ترحيبه باقتراح رئيس جهاز الموساد، دادي برنياع، لحل جديد لأزمة الأسرى، وشدد على ضرورة "الخروج من الصندوق" والعمل على إعادة المخطوفين الإسرائيليين، مؤكدا أن ذلك ممكن التحقيق.
وشدد تيبون على ضرورة اتخاذ قرار بوقف القتال والعمل على إعادة الأسرى الإسرائيليين، معتبرا أن هذا هو الحل الأمثل للوضع الراهن.
ووفقاً لـ"الكتائب"، فإن القوة الكبيرة وقعت في كمين أُعد مسبقاً، حيث فجّر المقاومون عبوة "شواظ" بالشاحنة المحمّلة بالجنود فور وصولها إلى المقتلة، ثم فجّروا جيب "همر" بعبوة رعدية، واستهدفوا جيباً آخر بقذيفة "تاندوم". وبعد ذلك، تقدّم المقاومون إلى الجنود وأجهزوا على من تبقى منهم من المسافة صفر بالأسلحة الرشاشة الخفيفة. وحينما فرّ عدد منهم إلى منزل محاذ لمسرح الكمين، فجّر المقاومون بهم عبوة مضادة للأفراد كانت مزروعة سلفاً، وأعادوا الكمون، إلى أن حضرت قوة النجدة، لتبدأ الطبقة الرابعة من الكمين، حيث تمكّن المقاومون من تفجير دبابتي "ميركافا" تابعتين لقوة الإنقاذ بقذيفة "تاندوم" وعبوة "شواظ".
وإذ اعتبر المستوطنون أن تلك العملية أفسدت عيد "الغفران"، فقد حفل أمس بعدد كبير من المهمات القتالية النوعية، إذ أعلنت "كتائب القسام" أن مقاوميها تمكنوا من استهداف قوة استطلاع مكوّنة من جيبين وأربعة جنود بطائرة مسيّرة انتحارية شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع.