بعد انتهاء عمليات العدو في خانيونس، انحاز السنوار للقتال في رفح، ورافقه في مواقع القتال جميعها، قائد كتيبة تل السلطان، الشهيد محمود حمدان، وقائد ميداني آخر معهما، وقاتلوا قتالاً ضارياً في مواقع كثيرة منذ نهاية مايو وحتى الاشتباك الأخير في رفح.
كان بحوزة السنوار وصاحبيه سلاحاً شخصياً لكل منهم، وبندقية قنص دراجنوف، وأثناء انتقالهم من موقع لآخر، اكتشف العدو وجود مقاتلين في المنطقة، وبدأ الاشتباك.
تحصن السنوار ورفاقه في منازل المنطقة، ودخلت عليهم قوات العدو، ففاجؤوهم بنيران كثيفة مما سبب إصابة جندي بجراح خطيرة بحسب اعتراف العدو، مما استدعى طلب قائد كتيبة العدو تعزيزات للسيطرة على المنزل.
بدأ الاقتحام الثاني، فألقى السنوار قنبلتين يدويتين من النافذة على القوة المقتحمة، مما أدى إلى إصابة بعضهم وتراجعها، وبدأت القوة بتنفيذ عملية "ضغط" على المبنى باستخدام نيران الدبابات وصواريخ ورشاشات دون معرفة هوية المسلح العنيد.
بعد وابل من القذائف، أدخل العدو طائرة بدون طيار، وهي التي سجلت السنوار وهو جالس مصابًا على الأريكة، يلقي عصا باتجاهها، ويبدو أن ذخيرته قد نفذت.
من جهته، أقرَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، بإصابة جندي بجروح خطيرة، بعدما ألقى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، في آخر لحظاته قنبلتين على القوة المهاجمة، في حيّ السلطان في رفح.
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال، فإن السنوار ارتقى بعد اشتباك خاضه مع جنود إسرائيليين بحي تل السلطان في رفح، وقالت إنه "كان يرتدي جعبة عسكرية فيها مخازن رصاص وعدد من القنابل اليدوية، ومعه قيادي ميداني آخر".
وفي تفاصيل جديدة، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنه "لم يتم العثور على أية آثار لوجود (مختطفين) في المبنى الذي كان فيه السنوار، أو المنطقة المحيطة به”، كما نقلت خبر إصابة مقاتل من الكتيبة 450 بجروح بليغة في الاشتباك الذي نفذته قوات معزّزة من الجيش مع 3 مقاتلين فلسطينيين، من ضمنهم القائد الشهيد السنوار.
وفي تعارض مع ما نشره وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، حول وجود معلومات استخبارية تتعلق بوجود السنوار في حي تل السلطان، قالت الصحيفة إن نشاط القوات في تل السلطان لم تسبقه أية معلومات استخبارية حول الأمر.
وأشارت هآرتس إلى، أن أحد الجنود قد لاحظ وجود حركة مشبوهة في أحد المباني في تل السلطان. وبعد حوالي 5 ساعات، رصدت مسيّرة عسكرية إسرائيلية 3 أشخاص يغادرون المبنى ويتنقلون بين المنازل في المنطقة. فأطلقت القوة النار عليهم، ورد المقاتلون الفلسطينيون بإطلاق النار.
وتقول التحقيقات الأولية التي أجراها الجيش إن “المقاتلين الثلاثة قد أصيبوا في إطلاق النار وتفرّقوا، حيث انتقل اثنان من المقاتلين إلى مبنى، وانتقل السنوار إلى مبنى آخر”.
لاحقًا، تقول الصحيفة، “وصلت دبابة وتعزيزات عسكرية إلى مكان الحادث. وفي تلك اللحظة، صعد السنوار إلى الطابق الثاني من المبنى، فأطلقت دبابة عليه قذيفة. ويبدو أن السنوار أصيب بنيران الدبابة وجرحت يده. وبعد أن دخل الجنود المبنى، قام بإلقاء قنبلتين يدويتين نحو الجنود؛ مما أدى إلى انسحاب الجنود، ليستخدموا طائرة بدون طيار لمسح المبنى، ورصدت الطائرة المسيّرة رجلًا ملثّمًا مصابًا في يده”.
وحينما رأى السنوار الطائرة المسيّرة قام بقذفها بقطعة خشب. وفي تلك اللحظة أطلقت الدبابة قذيفة أخرى عليه؛ مما أدى إلى استشهاده. وفي الوقت نفسه حصل تبادل لإطلاق النار في المبنى الذي انتقل إليه المقاتلان الآخران، وخلال تبادل إطلاق النار أصيب مقاتل من الكتيبة 450 بجروح خطرة”.
وفي السياق، قال الصحفي إلياس كرام إن الصور التي سربها جنود إسرائيليون لموقع قتال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار "فضحت سردية إسرائيل بزعمها أن الأخير خائف وفي نفق تحت الأرض"، وتوقع أن يتم فتح تحقيق لتحديد المسؤول عن تسريب هذه الصور.
وفي ضوء السرية التي تفرضها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على كل مجريات الحرب في قطاع غزة المتواصلة منذ أكثر من عام، توقع الصحفي توجيه اللوم للجنود الإسرائيليين الذين سرّبوا صور السنوار "وخضوعهم إلى تحقيق داخلي بعد إضرارهم بمعلومة أمنية حساسة"، و"تجريدهم من رتبهم العسكرية والزج بهم في السجن".