اعتبر الخبير الاقتصادي د. ماهر الطباع، اليوم الأربعاء، إعلان السلطة عن توقيع اتفاقية مع شركة مصرية بخصوص حقل غاز غزة "غزة مارين" بأنه "مفاجئ، بدون أي تمهيد".
وقال الطباع في تصريحٍ خاص بوكالة "شهاب" للأنباء إن الاتفاقية وقعت ونُشرت على الإعلام بشكل مفاجئ، دون أن يكون لدى أحد علم بوجود حوارات مع مصر بهذا الخصوص.
وأضاف : "الاتفاقية السابقة مع شركة (بريتش غاز) للتنقيب عن غاز غزة، انتهت عام 2006 - 2007، لكن الاتفاقية الجديدة لم يتم طرحها ولا نعرف فيها أي نسب وما العائد على الجانب المصري والسلطة".
وأوضح الطباع أن السلطة مطالبة بالإعلان عن تفاصيل الاتفاقية؛ "حتى يعرف الكل الفلسطيني فحواها والعوائد المالية التي ستعود على شعبنا والمردود المالي والاقتصادي"، مستطردا : "هذا كله يجب أن يكون واضحا ومُعلنا".
ويوم الأحد 21 فبراير / شباط 2021، أعلنت السلطة بشكل مفاجئ عن توقيع مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمار وشركة اتحاد المقاولين (ccc)، مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).
وقالت وكالة وفا التابعة للسلطة إن المذكرة جاءت "للتعاون بمساعي تطوير حقل غاز غزة والبنية التحتية اللازمة، بما يوفّر احتياجات فلسطين من الغاز الطبيعي ويعزز التعاون بين البلدين وإمكانية تصدير جزء من الغاز لجمهورية مصر". دون تفاصيل حول بنودها.
اقرأ/ي أيضا.. أبو مرزوق: غزة يجب أن تكون حاضرة بأي تفاهمات حول حقول غاز شواطئها
يُذكر أنه قد تم اكتشاف آبار الغاز على شواطئ غزة منذ عام 1999، ولم يستفد منها الشعب الفلسطيني طوال الـ22 سنة الماضية، حيث تم توقيع اتفاقية آنذاك مع شركة "بريتش غاز" للتنقيب عن الغاز لكن العقد معها انتهى منذ 2006 وبقي الملف مُجمدا.
وحول احتمالية وجود ثمن سياسي وراء الاتفاقية الجديدة، أكد أنه لا يجب أن تكون إسرائيل طرفا في الاتفاقية إلى جانب السلطة ومصر، واستبعد ذلك أيضا، موضحا أن "هذا الغاز على بحر غزة وهو في المياه الإقليمية الفلسطينية".
وقال : "يبدو أن هناك ضغوطا دولية. تقريبا مثل قضية الانتخابات. اليوم وُقعت الاتفاقية، وأتصور بأن هناك حلولا قادمة للوضع إجمالا في قطاع غزة لبلورة شيء وإنهاء الانقسام السياسي".
لكن الطباع لم يستبعد أن إسرائيل كانت تستخدم غاز غزة خلال السنوات الماضية، مبينا أن "الوقت قد حان للاستفادة من هذا الغاز، وتزويد محطة كهرباء غزة بالغاز وأن يكون هناك عائدًا ماليا للقطاع والسلطة من وراءه".
وحسب الطباع، فإن مصر من الدول العملاقة في موضوع الغاز ولديها خبرات كثيرة، عادًا أن وجودها في اتفاقية حول غاز غزة "مؤشر إيجابي".
اقرأ/ي أيضا.. حـمـ ـاس: السلوك المتفرد من السلطة يؤكد أهمية إتمام الانتخابات بكل مراحلها
وتوقع الخبير الاقتصادي أن تُباشر السلطة بالتنقيب عن الغاز في حقل غزة وتنفيذ خطوات على أرض الواقع، بعد الانتخابات الفلسطينية؛ لأنه "يفترض أن يكون لديها سيطرة على القطاع".
وفي السياق، أكد الطباع أن غاز غزة سيحقق مردودا اقتصاديا جيدا وسيحدث انخفاضا كبيرا في الأسعار ويشعر به المواطن، في ظل الاعتماد الكلي عليه حاليا سواء في المنازل أو المصانع والكهرباء وغيرها.