كشف قائد المنطقة الجنوبية بجيش الاحتلال السابق الجنرال هرتسي هليفي، عن الخطة التي تبناها جيش الاحتلال في التعامل مع التحديات والمشاكل التي واجهها أمام قطاع غزة على مدار السنوات الثلاث الماضية.
وأشار هيلفي خلال محاضرة ألقاها في مؤتمر المؤثرين الذي أعدته القناة 12 العبرية إلى أن المشاكل التي تواجه "إسرائيل" مع غزة لم تنتهِ، لافتا إلى أن الجهات الأمنية والعسكرية تواصل عملها لمتابعة التطورات وصياغة الحلول للتعامل مع التحديات.
تغير السياسة
واعترف هليفي بأن الجولات السابقة أرهقت سكان مستوطنات غلاف غزة، واستنزفت جيش الاحتلال، وهو ما دفعه لتغيير سياسته أمام غزة.
ووفق هيلفي، فإن جيش الاحتلال كان يرد بقوة على كل عملية إطلاق صاروخ أو بالونات؛ لكنه توقف عن هذه السياسة واستبدلها بسياسة "المعركة المحكمة" التي تتمثل باحتواء بعض العمليات والرد بقوة على جميعها في الوقت المناسب وفي آن واحد، كما حدث مع (الشهيد) بهاء أبو العطا في نوفمبر 2019.
إدارة غزة
اختارت قيادة المنطقة الجنوبية مصطلح "إدارة غزة" للتعامل مع التحديات التي واجهتها على مدار السنوات الماضية، خصوصا في ظل حالة التوتر التي سادت منذ بدء فعاليات مسيرات العودة، ما تطلب العمل بحذر لتجنب ارتكاب خطأ يؤدي إلى الدخول في مواجهة عسكرية وقد وصفها بأنها تمثل السير في طريق مليء بالتحديات، حيث تعتمد هذه الرؤية على ثلاثة محاور.
أولا: استخدام القوة بالقدر المطلوب وبحكمة والاستعداد للحرب بناء على الخطة التي أسماها "رياح الجنوب" التي تم صياغتها بعد استخلاص العبر من المواجهات العسكرية أمام غزة خلال الأعوام الماضية، بدء من عملية "الرصاص المسكوب" وحتى "عامود السحاب" ومرورا بـ "الجرف الصامد".
وقد تمحورت هذه الخطة حول ضرورة توجيه ضربات قاسية للبنى التحتية للمقاومة واغتيال أكبر عدد من رجالاتها وتدمير أكبر عدد من مخازن أسلحتها وبناها التحتية خصوصا فيما يتعلق بالكوماندو البحري والحوامات والطائرات المسيرة ومقاتلي الأنفاق والمقرات القيادية ومنازل القادة، وفي المقابل القيام بمناورة برية محدودة زمانيا ومكانيا.
ثانيا: مواصلة العمل لمنع المقاومة من بناء قوتها بشكل كبير، بما يعني إبقاء التهديدات في إطارها المعهود والذي يمكن للجيش التعامل معه، حيث أشار إلى أن الجيش كثف عمله في إطار المعركة بين الحروب لقضم قدرات "العدو" وإضعافها لمنعه من استخدامها في أي مواجهة مستقبلية وتمكين الجيش من تحقيق إنجازات سريعة وذلك بالتعاون بين قيادة المنطقة الجنوبية وجهاز "الشاباك" و"الموساد" وسلاح البحرية وسلاح الجو.
ثالثا: تحسين الوضع الاقتصادي للسكان بالقدر الذي يمنع الانفجار نحو الحدود مع الحرص على عدم استفادة المقاومة من هذه التسهيلات وهو ما وصفه بالتحدي الأكبر.
كما تطرق هيلفي إلى عملية خانيونس في نوفمبر 2018، حينما كُشفت القوة الخاصة وقُتل قائدها وما ترتب عليه من فشل الخطة السرية التي استعدوا لها على مدار أشهر طويلة، حيث وصفها بأصعب مرحلة مرت عليه خلال عمله العسكري على مدار 35 عاما، واعتبر نجاح القوة في الهروب بمثابة نجاح كبير مَنع من حدوث كارثة كبيرة لـ"إسرائيل".