في ظل كثافة المناورات الإسرائيلية

هل تقصف "إسرائيل" النووي الإيراني مع قرب التوصل لاتفاق؟ خبراء يجيبون لـ شهاب

تقرير خاص - شهاب

لم تتوقف تحذيرات وتهديدات المسؤولين "الإسرائيليين" منذ استئناف المفاوضات النووية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، حتى لجأ منهم إلى التلويح بالخيار العسكري لا سيما في ظل تقديراتهم بأن رياح المفاوضات لن تجري وفق ما تشتهي أو تتمنّى تل أبيب.

وبعد ساعات من استئناف "مفاوضات فيينا"، قال ما يسمى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف في تصريحات له : "نحن قلقون جدا ونخشى أن يتم العودة إلى اتفاق أضعف"، مشيرًا إلى أن الخيار العسكري ضد إيران موجود على الطاولة. وفقا له.

وتأتي هذه التهديدات في ظل تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي" للمناورات والتدريبات العسكرية الفترة الماضية، وسط تحليق يومي مكثف لطائرات الاستطلاع والحربية في أجواء فلسطين المحتلة، ما قد ينذر بأن "إسرائيل" تخطط لشيء ما.

خبراء ومختصون بالشأن الإسرائيلي قللوا في أحاديث خاصة مع وكالة "شهاب" للأنباء، من التهديدات "الإسرائيلية" بالخيار العسكري ضد إيران، معتبرين أنه "خيار صعب ولا يمكنها القيام به بمفردها وأن هدفها تكثيف الضغط على المفاوضين لتعديل الاتفاق النووي".

"الضغط على أمريكا"

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي إن التهديدات الإسرائيلية وتلويحها بالخيار العسكري ضد إيران "ليست واقعية"، مؤكدا أنها تأتي في إطار الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال النعامي لـ"شهاب" إن إسرائيل معنية بالضغط على أمريكا وتهديداتها ليس هدفها إيران بل الولايات المتحدة، كي لا تصل إلى اتفاق مع طهران في فيينا.

وأضاف : "التهديدات الإسرائيلية لإيران تظل تهديدات أكثر مما هو أمر واقع، لأن إسرائيل غير جاهزة لتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية باعتراف القيادات العسكرية الإسرائيلية".

وأشار إلى أن "إسرائيل" تواصل الافتراض بأن هذا قد يحدث مستقبلا (توجيه ضربة عسكرية لإيران) والمناورات هدفها "تحسين القدرة واستعدادات الجيش لأي عمل عسكري محتمل".

وحول تحليق طيران الاحتلال في أجواء غزة، ذكر د. النعامي أنه يأتي في إطار "جمع المعلومات الاستخبارية"، لافتا إلى أنه "حال حصلت المقاومة في غزة على سلاح كاسر للتوازن، فإن إسرائيل ستقوم بضرب هذا السلاح حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة".

"ترميم الردع"

بدوره، استبعد الخبير في الشأن الإسرائيلي عادل ياسين، إقدام إسرائيل على أي عمل عسكري مباشر ضد إيران أو لبنان أو غزة؛ "لأنها تدرك خطورة إقدامها على مثل هذه الخطوة، خصوصا بعد الإخفاقات التي مُنيت بها أمام المقاومة الفلسطينية بمعركة سيف القدس"

وقال ياسين لـ"شهاب" إن "التدريبات المكثفة وتزامنها مع التصريحات والتهديدات الإسرائيلية ليست جديدة، فقد عايشناها وسمعناها مرارا وتكرار على مدار السنوات الماضية، دون أن تجرؤ إسرائيل على المبادرة بعمل عسكري مباشر ضد إيران أو غيرها".

وعدّ أن تلك المناورات تأتي في إطارها المعهود "لاستعراض القوة وترميم الردع المتآكل عدا عن محاولة بائسة لإظهار جدية التهديدات والتلويح بالخيار العسكري على أمل أن يسعفها ذلك في إقناع الولايات المتحدة بتشكيل تحالف دولي لتصدر المشهد أمام إيران نيابة عنها".

"خيار غير منطقي"

أما الكاتب والمحلل السياسي شاكر شبات، فقد ذكر أن إسرائيل تدرس الخيار العسكري ضد إيران بدقة وتعلم أنه ليس سهلا، مشيرًا إلى أن إسرائيل تريد من خلال المناورات إيصال رسائل بأنها مستعدة لمواجهة أي تطور محتمل على جبهة غزة أو الشمال والضفة.

وقال شبات لـ"شهاب" إن جيش الاحتلال يحاول من خلال المناورات ترميم الأخطاء ورفع معنويات جنوده التي تضررت نتيجة عدم قدرتهم على تسجيل انتصارات رغم الإمكانيات الكبيرة ويشعر بوجود مخاطر وإمكانية تدهور الأوضاع على الجبهة الجنوبية والشمالية.

ولفت إلى أن "إسرائيل" تلوح بالخيار العسكري ضد إيران "رغم علمها بأنها لا يمكنها الذهاب منفردة به بمعزل عن الولايات المتحدة"؛ وذلك كي تضغط على المفاوضين لتعديل الاتفاق النووي وعقد ملحق له.

وأضاف الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي أن "إسرائيل" تستخدم الملف النووي الإيراني وتدرك أنه لا يمكنها حسم الملف عسكريا منفردة حتى مع تنسيقها وتعاونها مع بعض الدول في الإقليم والتي جمهتهم مناورات مشتركة .

وختم شبات : "ربما تستطيع إسرائيل قصف مناطق حساسة في إيران، لكن ردّ الفعل الإيراني سيكون له تأثيرا عميقا على دولة الاحتلال وجبهته الداخلية التي أصبحت غير قادرة على استيعاب سقوط صواريخ ثقيلة، خاصة أن طهران لن تكون وحدها؛ كون حزب الله والمقاومة في غزة لن تقف مكتوفة الأيدي حال قُصفت المنشآت النووية الإيرانية". على حد قوله.

المصدر : خاص شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة