شهاب – توفيق حميد
أعلنت فصائل الثورة السورية بدء عملية عسكرية في الغوطة الشرقية بالعاصمة السورية دمشق وصفت بالأوسع منذ بداية العام الجاري تستهدف قوات النظام على أطراف حي العباسيين وحي جوبر بالعاصمة.
ويرى مختصون أن العملية التي جاءت مباغتة وفي مناطق حساسة للنظام، من أجل إفشال مخططاته لتأمين محيط دمشق والسيطرة على حي الجوبر والقابون المحاصرين بمحيط العاصمة.
المحلل العسكري هشام خريسات، رأى أن العملية تأتي لفك الحصار عن الأحياء المحاصرة بالغوطة ولإفشال مخطط النظام السوري في السيطرة عليها، مضيفاً أن نجاحها يعني إفشال مخطط النظام بتأمين العاصمة عبر إغلاق الحزام الشيعي الذي يلتف حولها.
وببين خريسات، أن النظام أنجز 85% من الحزام واستخدم سياسة الحصار على الأحياء المتبقية تحت سيطرة فصائل الثورة من أجل الضغط عليها، لافتاً إلى أنه يستخدم سياسة التهجير القسري من أجل إتمام مخطط الحزام.
وأوضح أن فصائل الثورة تسعى إلى وصل حي جوبر بحي القابون المحاصر في محيط العاصمة، بالإضافة إلى أحياء برزة والقابون وبالتالي تهديد رأس النظام، مشيراً إلى أن قوات النظام بدأت منذ أشهر هجوما ًعلى تل الأحياء للضغط على الفصائل من أجل التوقيع على اتفاق مصالحة بشروطه.
ولفت المحلل العسكري، لوجود توجهات لدى النظام السوري من قبل حلفائه بالمماطلة في مفاوضات "أستانا" من اجل إتاحة الوقت للتخلص من فصائل الثورة في تلك الأحياء لتشكيلها تهديد عليه، مؤكداً أن العملية أثبت فشل استخبارات النظام بالتنبؤ بتحركات فصائل الثورة.
وتوفع أن يقاوم النظام وبشدة في تلك المناطق وقد يلجأ إلى استخدام قوة نارية كبيرة بالإضافة للأسلحة الكيميائية لوقف تقدم تلك الفصائل، مشيراً إلى انه كان يماطل في المفاوضات من أجل تطهير هذه الأحياء.
وأضاف خريسات أن سيطرة الثوار على تلك المنطقة يعني الضغط على النظام وهو ما سيواجه بصعوبة في التوسع، مبيناً أن المحافظة عليها ستوجد ثغرة بحزام النظام حول دمشق وسيعتبر انجاز عسكري.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الفصائل المقاتلة في دمشق انتقلت إلى موقع "هجومي" مع محاولاتها المتكررة التقدم إلى وسط العاصمة.
وأفاد المرصد، اليوم الأحد بأن مقاتلين من "الفصائل المقاتلة وهيئة تحرير الشام، وائتلاف فصائل أبرزها جبهة فتح الشام"، تمكنوا من التسلل والوصول إلى كراجات العباسيين" وهي عبارة عن موقف للسيارات والحافلات على أطراف الحي الواقع في وسط دمشق، ويحاذيه حي جوبر من جهة الشرق.
أما المتحدث باسم فيلق الرحمن - أحد الفصائل المشاركة بالعملية - وائل علوان، فبين أن جميع الحلول السياسية من أجل التخفيف عن السوريين في المناطق المحررة وبتلك الأحياء مشلولة بقرار من النظام وهو ما دفع فصائل الثورة للتحرك عسكرياً لفك الحصار عن تلك الأحياء وحماية المدنيين وردع النظام.
وأضاف علوان، أن الغوطة الشرقية تتعرض لمعركة تهجير منذ أشهر والمسارات السياسية لم تقف هذه المعركة، مشيراً إلى أن العملية العسكرية ستؤثر على المفاوضات في أستانا وتجبر النظام على تقديم تنازلات
وأكد أن العملية كانت مفاجئة للنظام، متوقعاً أن يستعين بقوات النخبة في صفوفه ويقاوم في تلك المنطقة لما تشكله حساسية جغرافية له.
وبين المتحدث باسم فيلق الرحمن، أنه لا يوجد إعلان رسمي حتى الأن أو تفاصيل واضحة عن العملية، متوقعاً أن يصدر بيان وتفاصيل خلال الساعات المقبلة.
وأوضح أن هناك غرفة عمليات للتنسيق بين فصائل الثورة المشاركة في العملية وإدارة المعارك، مؤكداً أن العملية لها قطاع جغرافي واسع.
وأشار علوان، إلى أن العملية تحتوي على عدة مراحل وتأتي في مرحلة زمنية حساسة، لافتاً إلى أنها تحظى بأهمية بالغة ونتائجها تقاس بالتوازن العسكري وستردع النظام في استخدامه للحل العسكري لفرض شروطه.