نالت رواية "قناع بلون السماء" للكاتب الفلسطيني الأسير في سجون الاحتلال "الإسرائيلي" باسم خندقجي بالجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" في دورتها السابعة عشرة.
وأعلنت "البوكر"، أمس الأحد، فوز رواية "قناع بلون السّماء"، بعد ترشّحها ضمن 133 رواية أخرى، لتختارها لجنة التحكيم أفضل رواية نشرت بين تموز/يوليو 2022 وحزيران/يونيو 2023.
وضمّت لجنة التحكيم، الكاتب السوري نبيل سليمان، والكاتب والصحفي السوداني حمور زيادة، والكاتبة والباحثة والأكاديمية الفلسطينية سونيا نمر، والأكاديمي من الجمهورية التشيكية فرانتيشيك أوندراش، الناقد والصحفي المصري محمد شعير.
وتأهلت "قناع بلون السّماء" للقائمة القصيرة للجائزة والتي أعلن عنها في شباط الماضي، مع الرواية المصرية "مقامرة على شرف الليدي ميتسي" للكاتب أحمد المرسي، و"سماء القدس السابعة" لأسامة العيسى من فلسطين، و"قناع بلون السماء" لخندقجي، ومن السعودية "باهبل: مكة Multiverse 1945-2009" لرجاء عالم، ومن سوريا "خاتم سليمى" لريما بالي، ومن المغرب رواية "الفسيفسائي" لعيسى ناصري.
وباسم خندقجي، هو كاتب وأسير فلسطيني من مواليد 1983، درس في قسم الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.
واعتقلته قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في 2 نوفمبر 2004، وحكمت عليه بالسجن ثلاثة مؤبدات، بزعم ارتباطه بعملية "سوق الكرمل" في تل أبيب التي أسفرت عن مقتل ثلاثة "إسرائيليين" وإصابة أكثر من 50 آخرين.
و"قناع بلون السّماء" ليست الكتاب الأدبي الأول الذي يصدر للأسير خندقجي، فقد صدر له في (2010) مجموعات شعرية بعنوان طقوس المرة الأولى، وأنفاس قصيدة ليلية (2013).
كما أصدر خمس روايات: أولها، مسك الكفاية: سيرة سيدة الظلال الحرة (2014)، ونرجس العزلة (2017)، وخسوف بدر الدين التي أصدرها عام (2019)، وأنفاس امرأة مخذولة في (2020)، وآخرها رواية قناع بلون السماء (2023).
ويشير القناع في الرواية إلى "الهوية الزرقاء" التي يجدها عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، يُدعى "نور"، في داخل جيب معطف قديم، صاحبه "إسرائيلي"، فيرتدي نور هذا القناع، لتبدأ الرحلة السردية بين تحول "نور" إلى " "أور" الذي ينضم لبعثة تنقيب في مستوطنة "إسرائيلية"، حيث تتجلى فلسطين المطمورة تحت التربة بكل تاريخها.
وفي تعليق المُحكمين على الرواية الفائزة، قال رئيس لجنة التحكيم في الجائزة العالمية للرواية العربية نبيل سليمان، إن الرواية تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، لتنطلق بعدها في تفكيك الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطيني.
وعقب الإعلان عن ترشح الرواية لجائزة "البوكر" في فبراير الماضي، نشرت وسائل الإعلام العبري حملات تحريض ضد الأسير خندقجي، ورغم حملات التشويه التي أشرفت عليها صحيفة "هآرتس" العبرية، إلا أن الرواية فازت بالنهاية، وحصلت على أفضل رواية في الدورة السابعة عشر لـ"البوكر".
وبارك نادي الأسير، فوز رواية الكاتب خندقجي، مؤكدًا أن إبداعات الأسرى كانت هدفًا دائمًا لأجهزة الاحتلال، من خلال مصادرتها وملاحقتها، وفرض عقوبات على الأسرى الذين تركوا بصمة واضحة، وأثرًا على صعيد الإنتاج المعرفي والأدبي.
والجائزة العالمية للرواية العربية مكافأة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، وقد أطلقت في أبو ظبي عام 2007، وتقوم "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة" الحكومية بدعمها.