غزة- عبدالحميد رزق
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، نتائج النهائية في قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة القطرية في فلسطين، التي اغتيلت خلال تغطيتها عملية لجيش الاحتلال في مدينة جنين في أيار/ مايو الماضي.
ورجح جيش الاحتلال في تقريره النهائي، أن الصحفية أبو عاقلة قتلت برصاص أحد جنوده، زاعما أن الجندي أطلق النار بشكل دقيق على أبو عاقلة بالخطأ، بعد أن اعتقد أنها أحد مطلقي النار عليه".
ونددت عائلة شيرين، وفصائل فلسطينية ومؤسسات حقوقية، نتائج تقرير الاحتلال حول اغتيال أبو عاقلة، معبرةً عن رفضها الكامل لها.
عائلة شيرين ترفض النتائج
عائلة الصحفية شيرين أبو عاقلة قالت في بيان حول نتائج التحقيق، وصل "شهاب" نسخة عنه، "لم نتفاجأ برفض (إسرائيل) تحمل مسؤولياتها عن اغتيال شيرين، وهذا يؤكد أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يمكنهم التحقيق في جرائمهم".
وأكدت أن الحكومة وجيش الاحتلال "أصدرا اليوم بيانا حاولا فيه التعتيم على الحقيقة وتجنب المسؤولية عن مقتل شيرين أبو عاقلة، لافتة إلى أنها عرفت منذ أكثر من 4 أشهر أن جنديا إسرائيليا أطلق النار على شيرين وقتلها، وهو ما توصلت إليه تحقيقات لا حصر لها أجرتها سي إن إن، ووكالة أسوشيتد برس، ونيويورك تايمز، والجزيرة، ومنظمة الحق (الحقوقية الفلسطينية)، ومنظمة بتسيلم (الحقوقية الإسرائيلية)، والأمم المتحدة، وغيرها".
وشددت العائلة على أنها "ستواصل مطالبة أعضاء الكونغرس الأميركي ومنظمات المجتمع المدني بالضغط على بايدن لمتابعة القضية وإجراء تحقيق شامل، بما في ذلك التوجه لمحكمة الجنايات الدولية"، منوهة إلى أنها "ما زالت تطالب بتحقيق أميركي شامل ومستقل وذي مصداقية، وهذا الحد الأدنى المطلوب من الإدارة الأميركية".
حماس تعقّب
حازم قاسم الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامي "حماس"، قال "إنّ التحقيقات التي نشرها جيش الاحتلال حول استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة، محاولة جديدة للتهرب من مسؤوليته الكاملة عن جريمة الاغتيال التي أثبتتها كل الوقائع والحقائق المادية والدلائل الميدانية".
وأضاف قاسم: أنّ "قتل جيش الاحتلال للصحفية أبو عاقلة، هي جريمة مكتملة الأركان، يجب أن يحاسب عليها الاحتلال وعدم السماح له بالإفلات من العقاب".
مؤسسات حقوقية تستهجن
مركز عدالة الحقوقي، قال إنّ "(إسرائيل) تثبت مرة بعد أخرى أن سياسة قتل المدنيين بواسطة عناصر أجهزة الأمن والجيش أمر مشروع لديها ولا مانع من ارتكابها، من خلال اختلاق الأعذار والتبريرات للمجرمين وعدم مساءلتهم أو محاسبتهم أو تقديمهم للمحاكمة".
وأكد المركز الحقوقي، في بيان له، وصل "شهاب" نسخة عنه مساء اليوم الإثنين، أن "جريمة إعدامها ميدانيا هي استمرار لمسلسل الإعدامات الميدانية الذي يمتد إلى عقود مضت".
وفنّد مزاعم "إسرائيل" عن خطأ في التعرف على الشهيدة واعتقاد المجرم أنها أحد المسلحين "أنه واهٍ ولا ينطلي على أحد، لأنها كانت ترتدي الخوذة والسترة ومكتوب عليه "صحافة"، ومن يستطيع الإصابة بهذه الدقة لا بد له من رؤية هذه الكلمات".
وشدد مركز عدالة على أن عدم الكشف عن هوية المجرم المباشر وقياداته وقرار النيابة العسكرية عدم فتح تحقيق، هو دليل واحد حول الدعم الكامل والتغطية للجرائم ضد المدنيين وانتهاك حقوقهم بالجملة ودون حسيب أو رقيب.
بدورها، أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن ما نشر من نتائج تحقيق جيش الاحتلال حول اغتيال أبو عاقلة، ومحاولة الاحتلال نفي تورط جنوده بشكل متعمد، وإزاحة تهمة مقتلها مع ترجيح إمكانية إصابتها بطريق "الخطأ" هو بمثابة قتل للضحية مرتين.
وطالبت الشبكة في بيان لها، المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية باستكمال خطواتها وصولا لتحقيق نزيه ومهني وشفاف حتى كشف الحقيقة كاملة من أجل تقديم مجرمي الحرب إلى المحاكم الدولية حتى ينالوا عقابهم.
وأكدت على أن "محاولات الاحتلال تضليل العدالة الدولية، وبث الاكاذيب، ومساعيه الهادفة لطمس حقيقة ما جرى؛ لن تنطلي على أحد في العالم الذي بات يدرك مستوى ما تقوم به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني".
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتال الصحفية بقناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، في أيار/ مايو الماضي، خلال تغطيتها الميدانية في مخيم جنين.