خاص - شهاب
تكادُ طائرات الاستطلاع التابعة لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" لا تفارق سماء قطاع غزة، لا سيما منذ العدوان الأخير الذي شنّه في أغسطس 2022 واستمر ثلاثة أيام قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويشهد قطاع غزة حالة من الهدوء عقب العدوان الأخير، في وقت تتصاعد فيه المقاومة بالضفة الغربية المحتلة وتزداد حالة التوتر والتهديدات بين حزب الله و"إسرائيل"، وفي الوقت نفسه يتجهز الاحتلال لعقد انتخاباته مطلع نوفمبر.
وقال محللون ومختصون لـ"شهاب" إن تحليق الطيران "الإسرائيلي" يأتي في إطار المعركة المفتوحة بين المقاومة في قطاع غزة والاحتلال، مستبعدين أن يُقدِم الاحتلال "الغادر" على شن عدوان على غزة وفتح جبهة جديدة.
"معركة مفتوحة"
المحلل السياسي والباحث في الشؤون الأمنية عبدالله العقاد، يرى أن التحليق المكثف لطيران الاحتلال في أجواء القطاع يأتي في إطار "المعركة المفتوحة مع المقاومة، على صعد مختلفة لا سيما المعارك الأمنية".
وقال العقاد لـ"شهاب" إن المعارك لم تنته بين المقاومة والاحتلال "الذي يعتبر غزة بيئة أمنية معادية جدا له وشديدة التعقيد، بالتالي لا ينقطع عن القطاع بكل الوسائل سواء الاقتصادية أو العمل الأمني المستمر.
وأضاف العقاد أن الاحتلال يحاول متابعة عمل المقاومة في غزة وتحديث ما يسمى "بنك الأهداف" وغير ذلك من الأمور المُعلنة، "بالتالي هذه الطائرات تستخدم في إطار الرصد والتعقب والتنصت والتشويش".
وأشار إلى أن طائرات الاستطلاع أصبحت أداة أساسية في العمل الأمني وشكل من أشكال الاستنفار التي يمارسها الاحتلال، لذا لم تنقطع عن أجواء قطاع غزة بوتيرة متفاوتة.
وذكر أن طيران الاحتلال يتكثف في الأجواء تبعا للأحداث والإشارات والخشية من التصعيد، مبينا أن الاحتلال في حالة ترقب واستنفار دائمة لأنه حالة غير طبيعية في المنطقة وفلسطين ويبقى قلقا على نفسه ويحذر أي تهديدات.
"إسرائيل لا تريد تصعيد"
بدوره، استبعد المختص في الشأن "الإسرائيلي" سعيد بشارات، أن يكون التحليق المكثف لطيران الاحتلال في الوقت الراهن؛ يُمهد لإمكانية شنّ عدوان جديد على قطاع غزة، موضحا أنه يأتي في إطار الاستعداد المستمر.
وقال بشارات لـ"شهاب" إنه لا يوجد أحداث تدل على أن قطاع غزة ذاهب نحو التصعيد، إذ تتجه الأحاديث نحو المقاومة المتصاعدة بالضفة واتهامات الاحتلال للسلطة حول استمرار تدهور الأوضاع الأمنية.
ووفق بشارات، فإن الاحتلال يعتبر غزة ساحة ساخنة دائما ومن مصلحته أن يكون لديه معلومات متوفرة عنها بشكل مستمر، مبينا أن الحالة الأمنية الراهنة لا تخص القطاع فقط بل ساحات أخرى قد يتأثر بها.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تسعى حاليًا مع قرب الانتخابات وفترة المدارس لديها، إلى "تسكين الساحات" خاصة الضفة الغربية، لافتا إلى أنها لا تريد فتح باب أمني كبير وتبحث عن حلول وتجنب التصعيد.