سادت حالة من الغضب والاستياء بين جموع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم "نهر البارد" بلبنان، صباح اليوم الثلاثاء، عقب اقتحامه بشكل مفاجئ من قبل قوات الجيش اللبناني، وتنفيذها عمليات دهم فيه.
وأوضح شهود عيان لـ "شبكة قدس برس"أنّ وحدات ملثمة من الجيش اللبناني ترافقهم الآليات العسكرية، وبدعم من القوات البحرية والجوية، اقتحمت المخيم من كل الجهات، وحطمت أبواب المنازل قبل مداهمتها، وضربوا من كان بداخلها من نسائها وأهانوهن".
وأفادوا بأن "المخيم يشهد شللاً في الحركة التجارية، وإقفال المدارس والمؤسسات والمحال التجارية، احتجاجًا على ما أقدم عليه الجيش اللبناني".
وأكد عددًا من سكان المخيم، أنه "يخضع لسيطرة الدولة اللبنانية، إضافة إلى أنه منزوع السلاح، ما يعني أن الدولة هناك تستطيع اعتقال أي مطلوب دون استعمال العنف".
بدورها، أدانت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في لبنان، في بيان لها، اليوم، إقدام الجيش اللبناني على اقتحام مخيم "نهر البارد" بهذا الشكل، مستنكرة "أسلوب التعاطي مع المخيم بشكل عام، والاستعراض العسكري من طائرات وزوارق وملالات أرعبت النساء والأطفال والشيوخ".
كما أنها أعلنت "الإضراب العام والشامل في المخيّم لكافة المرافق العامة والخاصة رفضاً واستنكاراً لهذا الأسلوب مع أبناء وشعبنا"، ووعدت "بمتابعة هذا الأمر مع كافة المرجعيات اللبنانية والفلسطينية لوضع حد لهذه التجاوزات".
وتقول قيادة الجيش اللبناني، عبر حسابها على "تويتر" إنها "نفذت عمليات دهم في المخيم بدعم من القوات البحرية والجوية بحثاً عن أسلحة ومطلوبين".
فيما قال أمير سر الفصائل الفلسطينية في شمال لبنان، بسام موعد، إنّ "القوى والفصائل بكافة مكوناتها في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان ترفض بشدة "التعاطي غير الحكيم" و "الذي يفتقد لأبسط حقوق الإنسان باقتحام الجيش اللبناني بيوت الأهالي وترويعهم بحجة البحث عن مطلوبين".
وشدد موعد في تصريحه لـ"قدس برس"، على أنّ "الفصائل والقوى الفلسطينية مع القانون، ولا تقبل بالمهربين وتجار المخدرات واللصوص، لكن في الوقت عينه تستهجن الطريقة التي تعامل بها أفراد الجيش اللبناني، من خلع أبواب البيوت ونشر الآليات في الشوارع الداخلية وتسيير طائرات فوق المخيم، إلى جانب مشاركة قوات بحرية، تبيّن وكأن المخيم يؤوي إرهابيين".
وأكد أن "الشعب الفلسطيني وشبابه في المخيمات والتجمعات الفلسطينية ليس لهم أيّ عداوة مع الجيش اللبناني، ولكن هناك العديد من السبل والطرق غير التي استخدموها في التعاطي مع من يطلبه القانون".
وأضاف " كرامة الإنسان الفلسطيني أغلى ما يملك، ولا نقبل بامتهان كرامات الأهالي في المخيم وترويع الآمنين فيه".
ويضم مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين، ما يزيد عن 38 ألف فلسطيني، ويقع في شمال لبنان، بالقرب من ميناء طرابلس.
وأنشأه في الأساس اتحاد جمعيات الصليب الأحمر عام 1949 لتوفير الإقامة للاجئين الفلسطينيين القادمين من بحيرة الحلوة شمالي فلسطين.