رأى محللون، أن عملية إطلاق النار التي شهدتها مدينة الخليل، مساء أمس، وأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة خمسة آخرين، تعكس الحالة الثورية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة من شمالها إلى جنوبها.
وأكد المحلل السياسي، أسعد العويوي في حديثه لوكالة "شهاب" للأنباء، أن وصول عمليات المقاومة إلى مدينة الخليل، بعد تركزها الفترة الماضية في نابلس وجنين، دليل على أن الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، متوحد في الميدان لمواجهة الاحتلال بكل الوسائل.
وبين العويوي أن حالة الظلم وقتل الأبرياء التي يعيشها الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية، أسهم في وجود مقاومة شبابية خارقة للحالة الفلسطينية الرسمية، تعبر عن نفسها من خلال عمليات بطولية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.
وتابع العويوي: "عملية كريات أربع، رسالة الى كل الفصائل بضرورة إيجاد جبهة وطنية عريضة لمجابهة الاحتلال بكافة الوسائل التي شرعتها القوانين الدولية".
وحول دلالات تنفيذ عملية إطلاق النار في مستوطنة كريات أربع، أوضح الكاتب أن المستوطنة تعتبر ثكنة عسكرية، كما أن المستوطنين المقيمين فيها مدججين بكافة أنواع الأسلحة، وبالرغم من ذلك استطاع الشاب اختراق الحواجز، وتنفيذ عمليته.
من جانبه، أكد الباحث والمحلل السياسي، أيمن الرفاتي، أن عملية الخليل تأخذ أهمية كبيرة من حيث التكتيك، لافتا إلى أنها تحرك متناغم مع المقاومة المتصاعدة في شمال الضفة الغربية.
وأوضح الرفاتي، أن العملية من حيث التوقيت، تأتي متزامنة مع اقتراب انتخابات الكنيست والانتشار الكثيف لجيش الاحتلال في الضفة.
وأشار إلى أن أهمية العمليات من حيث المكان، تتمثل في أنها تنقل المعركة لكافة مناطق الضفة الغربية المحتلة، بعدما كانت مركزة في شمال الضفة الغربية فقط، وهذا ما يحقق أسوأ السيناريوهات لدى المنظومتين الأمنية والعسكرية، بأن المقاومة تتمدد لمختلف المناطق.
وأكد الباحث والمحلل السياسي، أن عملية الخليل، تشتت الجهد الامني لدولة الاحتلال، وقد تكون ملهمة لمزيد من الشبان في الخليل للتحرك وصنع منطقة مواجهة حامية جديدة.