غزة - حمزة عماد 

منذ 35 عامًا تبدع حركة حماس في إيصال الرسائل للاحتلال الإسرائيلي وقادته بأدوات مختلفة، كان آخرها "الجوقة العسكرية" التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري، التي كان ظهورها الأول في انطلاقتها قبل أربعة أعوام.

بعبارات فنية وأناشيد حماسية وبزي عسكري، أوصلت الجوقة العسكرية خلال سنواتها الماضية، رسائل حماس، والتقطاها الاحتلال وفصلها واحدةً تلو الأخرى.

ومن المتوقع أن تظهر الجوقة العسكرية يوم الأربعاء القادم، بعد أحداث أمنية وسياسية متعددة على الساحة الفلسطينية، تحديدًا بالضفة الغربية التي تشهد تصاعدًا في العمليات المسلحة.

رسائل موجهة

الباحث في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي يقول إن، الاحتلال الإسرائيلي يتابع كل الرسائل التي ترسلها المقاومة تحديدًا كتائب القسام، سواءً عبر ما هو مرئي أو ما ظهر مؤخرًا من الجوقة العسكرية.

وأكد الرفاتي خلال حديث خاص لوكالة "شهاب"، أن الجوقة تعبر عن رؤية وتطورات ومواقف القيادة العسكرية في كتائب القسام، موضحًا أن هذا الأمر يهم قيادة الاحتلال بشكل كبير.

وبين أن الرقابة العسكرية تفرض الكثير من القيود لعدم تداول ما ترسله الجوقة لجمهور الاحتلال، مؤكدًا أن المستوى السياسي والعسكري في الاحتلال يتابع عن كثب كل ما يصدر عنها.

وأضاف الباحث الرفاتي، أن أناشيد الجوقة تحمل العديد من الرسائل فيما يخص الاحتلال والأسرى والمقاومة والكثير من القضايا.

الرؤية المستقبلية

بدوره لفت الرفاتي أن، الجوقة تعطي نظرة حول الرؤية المستقبلية للجناح العسكري للحركة، مشيرًا إلى أن الاحتلال يبحث بين ثنايا أناشيد الجوقة لمعرفة رسائل المقاومة على رأسها حماس.

وتابع، بأن القسام يبتكر من الأدوات التي تجعل إعلامه ورسائله مؤثرة وتصل لمختلف الجماهير سواء كانت عبر الإعلام الرسمي أو الأدوات الجديدة مثل الجوقة العسكرية.

وأضح الرفاتي، أن كتائب القسام استطاعت خلال العقدين الماضيين إدارة المعركة الإعلامية بطريقة فذة مليئة بالأساليب الجديدة وطرق إيصال الرسائل التي تحقق مراد المقاومة.

دلالات الظهور

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي حيدر المصدر، إن الجوقة العسكرية التابعة لكتائب القسام هي مظهر من مظاهر التطور على مستوى العمل الاتصالي في مخاطبة الجمهور أو الفئة المستهدفة.

وأكد المصدر أن، المحتوى والكلمات الصادرة عن الجوقة العسكرية معظمها موجهة للجمهور العربي والفلسطيني بشكل خاص.

وأوضح أن كتائب القسام حرصت على إبراز العلم الفلسطيني في كل عروضها، وهذا له دلالة مهمة وهي الوحدة التي ترسخها الكتائب، مؤكدًا أن القسام من خلال هذه العلامات يدل على أن الجيش ليس لحماس فقط بل لفلسطين بأكملها.

وبين أن كتائب القسام على المستوى الإعلامي والفني شهدت تطور كبير تحديدًا منذ 15 عامًا.

رسائل كثيرة أوصلتها الجوقة العسكرية في الكثير من القضايا "الأسرى، المسرى، المقاومة" وآخرى لا نعرفها، كل ذلك في إطار الصراع مع المحتل وصولًا لتحرير الأرض.