تقرير- شهاب
منذ انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1987، شكلت ساحة الضفة الغربية أهمية استراتيجية لمجاهدي الحركة الذين نفذوا مئات العمليات الفدائية فيها.
فقبل تشكيل كتائب القسام، وبعد شهرين فقط من انطلاقة الحركة، قام أعضاء المجموعة (101)، المجاهدون الفلسطينيون بقيادة الشيخ الشهيد صلاح شحادة، بعملية أسر وقتل الرقيب "آفي سابورتس" في منطقة "جولس" في الداخل المحتل.
توالت بعدها عمليات الأسر التي تمكن خلالها مجاهدو حماس وكتائب القسام عبر سنوات من أسر عدة جنود مثل: "إيلان ليفي وإيلان سعدون وآفي سسبورتس ونسيم توليدانو وألون كرفاني ويهودا أروت ويهوشع فريدبرغ ويارون حيم وبيجال فاكنين وأرييه فرنكتال وناحشون فاكسمان وساسون نورائيل".
وبعد أسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006 وانجاز صفقة التبادل عام 2011، عادت كتائب القسام لتضع في عهدة وحدة الظل الجنديين "شاؤول آرون" و"هدار جولدن".
"الثأر المقدس"
بعد اغتيال الاحتلال القائد المهندس يحيى عياش في 5-1-1996، أذاقت كتائب القسام الاحتلال الويلات، بسلسلة عمليات أطلق عليها الثأر المقدس.
وقد بدأت عمليات الرد القسامي بعد استشهاد المهندس بأربعين يوماً في سلسلة عمليات استشهادية، وكانت باكورة الرد عملية الاستشهادي مجدي أبو وردة، إلى جانب الاستشهادي إبراهيم السراحنة في نفس اليوم، ولحقه الاستشهادي رائد الشغنوبي بتاريخ 3/3/1996م أدّت هذه العمليات الثلاث إلى مقتل نحو (46) مستوطناً وجندياً وجرح نحو (163)آخرين.
واستمرت عمليات كتائب القسام، واشتدت مع انتفاضة الأقصى بتفجيرات واشتباكات ضربت العدو في كل مكان، لكن انحراف بوصلة أجهزة أمن السلطة والتعليمات التي تلقتها من الجنرال الأمريكي "كيت دايتون" شكلت ضربة للمقاومة في الضفة التي حاولت عدة مرات استعادة بريقها.
سيل النار
في عام 2010 نفذ مجاهدو القسام سلسلة عمليات استهدفت الاحتلال في الخليل، أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة عدد آخر.
وأطلق مجاهدو القسام النار تجاه سيارة للمستوطنين قرب مستوطنة "كريات أربع" شمال الخليل، وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة هاجموا بالأسلحة الرشاشة سيارة أخرى قرب مفترق "ريمونيم" شرقي مدينة رام الله المحتلة، ثم عادوا في اليوم التالي لإطلاق النار صوب سيارة ثالثة للمستوطنين شرق مدينة رام الله.
وبعد شهر، استشهد منفذا العمليات وهما المجاهدان مأمون النتشة، ونشأت الكرمي، بعد محاصرتهما من قبل قوات الاحتلال في الخليل والاشتباك معهما.
روح القدس
مع شروق شمس العزة في الأول من أكتوبر للعام 2015م، وبعد شهر من حرق المستوطنين لعائلة دوابشة كان الرد القسامي، قرب مستوطنة "إيتمار" الجاثمة على أراضي نابلس؛ زغردت بنادق القسام فحصدت ضابط في جيش الاحتلال، ومستوطنة هي ابنة ضابط إسرائيلي آخر.
ونفذ العملية الأسرى الأبطال راغب عليوي، وسمير الكوسا، وكرم المصري، ويحيى الحاج محمد، وزيد العامر، إلى جانب الشهيد الأسير بسام أمين السايح.
شرارة أشعلت الغضب في قلب المجاهد القسامي محمد الفقيه، الذي انطلق في الأول من يوليو 2016، إلى مستوطنة "عتنائيل" الجاثمة على أراضي الخليل ليسمع الاحتلال تراتيل الغضب القسامية، فيقتل الحاخام "ميخائيل مارك" ويصيب آخرون بجراح.
اقتلاع الشوك
ورغم التضييق والملاحقة لنشطاء حماس وكوادرها في الضفة الغربية، إلا أن ثلة من المجاهدين أصروا على اقتلاع الشوك بأيدهم وعدم الصمت على جرائم الاحتلال بحق الأرض والمقدسات.
ففي 9 يناير عام 2018، نفذت خلية مجاهدة تابعة لكتائب القسام بقيادة الشهيد أحمد نصر جرار عملية اغتيال للحاخام "رزيئيل شيبح"، قرب مستوطنة (حفات جلعاد) في نابلس.
أطلق المجاهدون 22 رصاصة على سيارة الحاخام بشكل مباشر فأصيب بجراح خطرة ليعلن العدو فيما بعد عن مقتله.
عملية "جفعات آساف"
في 13 ديسمبر 2018 تمكن الأسير القسامي عاصم البرغوثي نجل القائد المؤسس عمر البرغوثي، من تنفيذ عملية إطلاق نار موجهة لقوة عسكرية من لواء "هناحال هحريدي" والمتواجدة بمنطقة "تلة أساف" على خط 60 شمال رام الله.
وتمكن القسامي من إطلاق النار صوب الجنود من مركبته، ثم ترجل منها ليطلق النار مرة أخرى تجاه الجنود من مسافة صفر ليقتل 3 منهم، كما أصيب عدد آخر، وتمكن الأسير من اغتنام قطعة سلاح تعود لأحد الجنود والانسحاب من المكان.
وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 نفذ القيادي في حماس الشيخ المعلم فادي أبوشخيدم عملية بطولية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة أسفرت عن مقتل جندي من قوات الاحتلال وجرح 4 آخرين.
عملية "أرئيل"
وفي 29/04/2022م عادت كتائب القسام لتثبت وجودها في الضفة بعملية بطولية في مستوطنة "أرئيل" الجاثمة على أراضي سلفيت، قتل فيها مستوطن وأصيب ثلاثة آخرون.
وبعد ساعات من المطاردة والتخبط والاستنفار، اعتقل الاحتلال منفذا العملية المجاهدين القساميين يوسف عاصي ويحيى مرعي، وكلاهما من قرية قراوة بني حسان قرب سلفيت.
أسطورة شعفاط
في 8 من أكتوبر 2022 دون المقاوم عدي التميمي اسمه في سجل المجد، بتنفيذه عملية فدائية على حاجز شعفاط العسكري شمال القدس المحتلة.
وأدت العملية التي نفذت بمسدس من قطة صفر، لمقتل مجندة إسرائيلية وإصابة ثلاثة آخرين أصيب أحدهم بالشلل لاحقاً إثر إصابته الخطيرة.
واستشهد التميمي بعد 11 يوماً في عملية أخرى أصاب خلالها حارس أمني إسرائيلي على مدخل مستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أراضي القدس المحتلة..
جعبري الخليل
وفي 29 أكتوبر 2022 انطلق الشهيد البطل محمد كامل الجعبري لمستوطنة كريات أربع الجاثمة على أراضي الخليل ليثخن في المستوطنين برصاصه المبارك.
قتل في عملية الشهيد الجعبري مستوطن وأصيب 6 آخرون بجراح بينهم المتطرف "عوفر اوحنا" أحد أكثر المستوطنين إجراماً بحق الفلسطينيين.
هذه العمليات، هي غيض من فيض لما نفذه أبطال حماس من عمليات نوعية في الضفة الغربية، سيخلدها التاريخ بعناوين العز والفخار لشباب رفضوا الذل والهوان وضحوا بدمائهم لتحرير أرضعهم ومقدساتهم.
وتؤكد حركة حماس، أن العمليات الفدائية في الضفة الغربية، هي خيار الشعب الفلسطيني للرد على جرائم الاحتلال وعربدة مستوطنيه، والطريق إلى تحرير الأرض والمقدسات.
وتشدد الحركة على أن المقاومة هي الردّ العملي والطبيعي على تدنيس المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي الشريف، ومصادرة الأراضي.