بعد تحقيق "خارج الحسابات" في "ما خفي أعظم"

مطالبات للسلطة الفلسطينية بوقف ملاحقة المقاومين والإفراج عن المطارد اشتية

المطارد مصعب اشتية المعتقل في سجون أجهزة أمن السلطة

تقرير - شهاب

أثار كشف تحقيق (خارج الحسابات) الذي بثته قناة الجزيرة ضمن برنامج (ما خفي أعظم)، عن جهود السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الاحتلال، لوأد المقاومة بالضفة الغربية المتصاعدة منذ أشهر، حالة من السخط والغضب، على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكشف التحقيق سعي السلطة لإنهاء المقاومة وإخماد لهيب الثورة المسلحة بكل السبل بالضفة الغربية خاصة في نابلس وجنين، وذلك إما باعتقال المطلوبين أو تسليمهم للاحتلال أو مساومتهم على ترك السلاح مقابل "امتيازات" تشمل وظائف وأموال وشقق.

وعرض التحقيق رسالة مسربة من المعتقل السياسي والمطارد مصعب اشتية أحد قادة ومؤسسي "عرين الأسود"، الذي اعتقلته السلطة في سبتمبر/ أيلول 2022، كتب فيها عن ظروف اعتقاله الصعبة وتدهور حالته الصحية، مع استمرار اعتقاله.

وتفاعل النشطاء مع حلقة (ما خفي أعظم)، إذ أشادوا بالمقاومة الفلسطينية وتطورها ووحدتها والتنسيق المشترك بين قواها لا سيما كتائب القسام وسرايا القدس، داعين السلطة إلى إنهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال ووقف ملاحقة المقاومين والاعتقال السياسي.

"رسائل لأجهزة السلطة"

الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة كتب في تغريدة عبر تويتر أنّ "برنامج ما خفي أعظم أثلج صدر الفلسطينيين، وطمأنهم على قدرات مقاومتهم في الضفة الغربية، وكشف عن جيل فلسطيني جديد، يرفض المذلة، ويعشق الحرية، في يده البندقية، ويحاكي شهامة رجال غزة ونخوتهم".

ووفق أبو شمالة فإنّ "رسالتان خطيرتان جاءتا عبر البرنامج إلى كتائب التنسيق والتعاون الأمني الرسالة الأولى من قائد سرايا القدس، قال: أنصحكم بالكف عن التعاون مع الاحتلال الرسالة الثانية، من قائد عرين الأسود، قال: نطالب إخوتنا في الأجهزة الأمنية بالافراج الفوري عن مصعب اشتية، لا نريد صداماً مع إخوتنا في الأجهزة الأمنية".

فيما قال الناشط أحمد الشريف: "في برنامج ما خفي أعظم سنشاهد الوحدة الفلسطينية ذات الجدوى التي تجسدت على أرضية الكفاح المسلح في مخيم جنين ومخيم بلاطة وفي بلدة نابلس القديمة، أبطال الجهاد وأسود حماس وفرسان فتح ونسور الجبهة يقاتلون العدو وعملائه في صف واحد".

بينما عقب الكاتب أيمن دلول: (نحن نقاتل المحتل كشخصٍ واحد).. كانت تلك رسالة أحد أبطال ضفتنا خلال برنامج ما خفي أعظم، وهي رسالة ينبغي أن نرسم تفاصيلها واقعًا عمليًا على كل جغرافيا فلسطين.

"ظنوا أن الجميع يُشترى مثلهم"

بينما استنكر الناشط يحيى بشير ممارسات السلطة الرامية لقتل المقاومة ومساومتها للمقاومين على تسليم سلاحهم، قائلًا "يتعجب البعض من عرض سلطة عباس لعرين الأسود، رواتب شهرية وسيارات حديثة وشقق فاخرة ووظائف مرموقة وعفو تام من الاحتلال". 

وأضاف: "بغض النظر عن أنها وسائل لانهاء المقاومة ومنعها تماماً! إلا أن ما عرضوه عليهم، قد قبلت به قيادة فتح سابقاً في أوسلو وظنوا أن الجميع يُشترى ويُباع مثلهم".

كما كتب محمد زهري: "توجيهات من إسرائيل لأبو مازن وماجد فرج بمواجهة شباب عرين الأسود، فإن لم تقوموا أنتم بذلك فسنقوم نحن بذلك، رئيس منظمة التحرير و قائد حركة فتح ورئيس فلسطين ورئيس السلطة الفلسطينية يعمل بتوجيهات المحتل في بلاد الرباط وأكناف بيت المقدس، انتبهتوا للموضوع؟".

وعلّق الناشط معتز عواد على منتقدي برنامج ما خفي أعظم من أتباع السلطة، قائلًا "كلاب السلطة الفلسطينية قاعدين يمارسوا مزاودة مفادها أنه قادة العرين والكتيبة وسرايا القدس كشفوا معلومات مجانية للعدو ببرنامج ما خفي أعظم. الخونة خايفين على الشباب أمنيًا وهم الطعنة الرئيسية اللي بسببها سُكب دم أشرف الشباب! مزاودة مفضوحة، يلا على ثكنات تنسيقكم الأمني يا سفلة". وفق ما كتب.

في سياق متصل، أعاد التحقيق فتح قضية المقاوم مصعب اشتية، إذ طالب النشطاء بضرورة إفراج أجهزة أمن السلطة عنه، لا سيما بعد الرسالة التي بعثها من زنازين السلطة وبثها "ما خفي أعظم".

ورد في رسالة اشتية: "لا أعلم إن كانت رسالتي هذه ستصل إليكم أم أنها ستبقى حبيسة الجدران، إن القلم يعجز عن وصف الحال والمعاناة في هذه المحنة فزنازين ذوي القربى وما كان فيها من تحقيق من جهة وألم فقد الأحبة من جهة أخرى والمرض الذي استجد على حالتي من جهة ثالثة".

وقال: "كل الذي أعلمه أني مؤمن بنصر الله وفرجه القريب، آملا أن يبقى مطلبكم بالإفراج عني بأسرع وقت ذا أولوية، وكلي ثقة بكم".

ونقلت أجهزة السلطة، يوم الخميس الماضي، المُطارد للاحتلال، المُعتقل اشتية إلى سجن بيتونيا في رام الله، بعد تردي وضعه الصحي في سجن أريحا.

وخاض اشتية في وقت سابق إضرابا عن الطعام والماء برفقة عدد من المعتقلين السياسيين، رغم تدهور حالته الصحية، وصدر قرار قضائي بالإفراج عنه، لكن أجهزة أمن السلطة لم تنفذه، كما العديد من القرارات السابقة بحق معتقلين سياسيين آخرين.

 

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة