"104 صواريخ والقبة عاجزة"

خاص غضب في أوساط المستوطنين وقادتهم بسبب "الفشل أمام غزة"

صواريخ غزة

خاص - شهاب

رصدت وسائل إعلام عبرية، حالة من الغضب في أوساط المستوطنين وقادتهم بـ"غلاف غزة"، عقب جولة التصعيد، التي تخللها إطلاق المقاومة الفلسطينية أكثر من 100 صاروخ؛ ردًا على اغتيال الاحتلال "الإسرائيلي" للأسير خضر عدنان.

واعتبر المستوطنون، أن رد جيش الاحتلال بتوجيهات من المستوى السياسي "الإسرائيلي" على الصواريخ التي أطلقت من القطاع، لم يكن بالمستوى المُناسب، معتبرين أن ما حدث استمرار لمسلسل الفشل المتواصل منذ عدة سنوات أمام الفصائل في غزة.

ويسود هدوء حذر وسط تحليق مستمر لطائرات الاحتلال في سماء غزة، في أعقاب الإعلان عن وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال فجر اليوم، بعد تصعيد جديد شهد استشهاد مواطن فلسطيني وإصابة آخرين، وأيضا إصابة عدد من المستوطنين.

وقال جيش الاحتلال إنه تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ من قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه هاجم 16 "هدفًا". في رسالة تهديد يرى مراقبون أنه لا قيمة لها فعليا سوى امتصاص غضب المستوطنين، قال الجيش: "ما زال كل شيء على الطاولة وكل الخيارات مفتوحة".

غضب متصاعد

رئيس بلدية سديروت ألون دافيدي عقب قائلا: "ينتابني شعور سيء، هذه الحكومة تتهاون في التعامل مع المخربين، وتقيّد حرية الجيش في العمل ضدهم". وفق تعبيره.

فيما قالت القناة 14 العبرية إن سكان مستوطنة "سديروت" غاضبون من الحكومة، وقالوا: "تلقينا وعودًا باستعادة الأمن، وتنفيذ رد قاس ضد غزة - في الواقع لم يحدث شيء".

أما رئيس مجلس "إشكول" غادي يركوني، فقد قال: "إلى رئيس الوزراء ووزير الحرب، نحن بحاجة لهدوء طويل الأمد، وليس أسبوعين أو شهرين".

من جهته، قال عضو الكنيست من الصهيونية الدينية تسيفي سوكوت إن "ما فعلناه الليلة ضد غزة بعيد كل البعد عن موقفنا. أريد أن أرى الكثير من المباني المدمرة وعمليات الاغتيال. فلنوجه رسالة واضحة لحماس، شيء غير متناسب لم يتوقعوه، لأنها هي صاحبة السيادة في القطاع. كما تحدث.

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر عبرية أن حزب المتطرف إيتمار بن غفير قرر عقد اجتماع له في "سديروت" والتغيب عن جلسة "الكنيست" والامتناع عن التصويت احتجاجا على "ضعف الرد على الصواريخ من غزة".

كما توجه أعضاء "كنيست" من المعارضة بينهم وزير الأمن السابق بيني غانتس ومن الائتلاف الحكومي بينهم داني دانون إلى "سديروت"، رغم أنهم جميعا ذاقوا الفشل أمام غزة سابقا وما زالوا.

"فشل القبة الحديدية"

وحاول المتحدث باسم جيش الاحتلال، استعراض أرقام وهمية حول قدرة منظومة "القبة الحديدية" الاعتراضية الليلة الماضية، والتي فشلت وفق اعتراف الإعلام العبري، في اعتراض غالبية الصواريخ التي أطلقت من باتجاه المستوطنات، عصر الثلاثاء.

الرد الأولي للمقاومة بغزة على اغتيال القيادي خضر عدنان، أصاب المستوطنين بذعرٍ شديد؛ كونه أثبت فشل هذه "القبة" التي يعولون عليها في حمايتهم من "خطر الصواريخ"، إذ تسببت الرشقة الصاروخية الافتتاحية بإصابة 7 مستوطنين في "سديروت".

ويحقق جيش الاحتلال في تراجع قدرة منظومة "القبة الحديدية" على اعتراض قذائف صاروخية، بحسب ما أفاد موقع "واينت" الإخباري، أمس الثلاثاء، وذلك في أعقاب إطلاق فصائل المقاومة في قطاع غزة 22 صاروخًا صوب المستوطنات، اعترضت "القبة الحديدية" أربعة منها فقط.

وبحسب التقارير العبرية، فإن 16 قذيفة صاروخية سقطت في مناطق مفتوحة، في حين سقط صاروخان في مناطق مأهولة، وكان من المفترض أن يتم اعتراضها بواسطة منظومة القبة الحديدية، وأسفر هذان الصاروخان اللذان سقطا في سديروت، عن إصابة 7 مستوطنين..

وبحسب "واينت"، فإن معدل نجاح عمليات الاعتراض التي نفذتها القبة الحديدية في مواجهة الرشقة الصاروخية التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية، أمس، تراجع إلى 67%، وهي نسبة منخفضة مقارنة بقدرات "القبة الحديدية" التي نشرها الاحتلال في جولة التصعيد الأخيرة مع المقاومة بغزة.

وذكر التقرير أن نسبة نجاح "القبة الحديدية" في اعتراض صواريخ خلال العدوان الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة في آب/ أغسطس 2022، بلغت 96%، وهي أعلى نسبة حتى الآن خلال عملية عسكرية، واجهت خلالها 1,100 قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة. بحسب زعم الاحتلال.

وأشار إلى انخفاض في معدل نجاح "القبة الحديدية" سُجل كذلك في السادس من نيسان/ أبريل الماضي، حينما تم إطلاق 34 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه مستوطنات الشمال؛ إذ كان يفترض أن يتم اعتراض 28 صاروخًا، والسماح لستة بالانفجار في مناطق مفتوحة، إلا أنه لم يتم اعتراض  ثلاثة صواريخ - وكان معدل نجاح القبة الحديدية 92%.

وتعقيبا على ذلك، قال المتختص في الشأن "الإسرائيلي" د. صالح النعامي إن إقرار الاحتلال اليوم بتراجع أداء منظومة "القبة الحديدية" وفشلها في اعتراض الكثير من الصواريخ التي أطلقت اليوم قد يفرمل اندفاع الصهاينة نحو تصعيد واسع يفضي إلى مواجهة شاملة، لأن تواضع أداء "القبة" يعني أن مواجهة شاملة ستعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية لمخاطر كبيرة.

المصدر : شهاب

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة