يستغل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في ظل الحكومة المتطرفة الحالية، الأعياد اليهودية، للتوسع في التهويد والاستيطان، وخاصة في المسجد الأقصى المبارك والمسجد الإبراهيمي في الخليل، والذي رغم تقسيمه منذ المجزرة عام 1994م، إلا أنه يشهد يوميا انتهاكات وممارسات عنصرية.
وشهد المسجد الإبراهيمي، مساء يوم أمس الإثنين، حفلا غنائيا في باحاته، بحماية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، شارك فيه المئات من المستوطنين، وتخلل هذا الاحتفال رقصات تلمودية داخل المسجد، مع فرض الاحتلال لإجراءات عسكرية مشددة.
وأدخل المستوطنون آلات موسيقية ومكبرات صوت، ونظموا حفلا غنائيا في انتهاك فاضح لدور العبادة، وقرر الاحتلال اغلاق المسجد الإبراهيمي يومي الاثنين والثلاثاء.
وأغلقت قوات الاحتلال وسط الخليل، يوم أمس الإثنين، بشكل كامل ومنعت المواطنين من المرور في المكان، واعتدت على إحدى الفتيات في المكان بشكل وحشي، وذلك تمهيدا لدخول المستوطنين للمنطقة وحمايتهم.
وقال مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي، إن قوات الاحتلال قررت إغلاق المسجد منذ صباح اليوم وحتى مساء الثلاثاء المقبل، أمام المصلين وفتحه كاملاً للمستوطنين لممارسة طقوسهم واحتفالاتهم الغنائية الصاخبة داخل المسجد.
وأضاف لـ"وكالة شهاب للأنباء"، أن الاحتلال منع الأذان خلال شهر أيلول الماضي فقط 60 مرة، ويواصل انتهاكه للمسجد الإبراهيمي وتضييقه على المصلين والوافدين.
ولفت الرجبي إلى إغلاق المسجد الإبراهيمي 10 أيام من كل عام أمام المصلين، ومنع رفع الأذان في عدة أوقات والاستيلاء الكامل على 63% من المسجد، إلى جانب التنكيل بالوافدين إلى المسجد على الحواجز العسكرية وعرقلة وصولهم إليه.
بدوره قال مدير أوقاف الخليل نضال الجعبري، إن قوات الاحتلال سمحت لمستوطنيها بإدخال آلات موسيقية ومكبرات صوت في إطار فرض هيمنتها الكاملة على المسجد الإبراهيمي ومحيطه، في وقت لا يسمح فيه للفلسطينيين بإدخال مستلزمات الحرم الضرورية للصيانة والترميم، ولا يسمح حتى للإعلاميين ادخال كاميراتهم إلا بتنسيق مسبق مع الاحتلال.
وأضاف الجعبري لـ"وكالة شهاب للأنباء"، أن هذا انتهاك فاضح لدور العبادة وخصوصية المسلمين، وتبادل للأدوار بين الاحتلال والمستوطنين ويتوجب لجمه بكل قوة من خلال التوافد عليه وعلى البلدة القديمة لحمايتها من التهويد والتوسع الاستيطاني المستمر.
ورأى الجعبري أن الاحتلال يريد من خلال عمليات التهويد المستمرة، ومنها بث صور المستوطنين يرقصون داخله وخارجه بكل راحة وطمأنينة، الوصول إلى مرحلة تهجير المواطنين الفلسطينيين من الأماكن التي يريد السيطرة عليها في الخليل العتيقة خاصة، وفق مخطط ممنهج تنفذه حكومة الاحتلال مع المستوطنين.