"للمرة الأولى"

جائزة الشجاعة لحرية الصحافة تمنح لصحفيي غزة

حصل الصحفيون الفلسطينيون الذين يغطون الحرب في قطاع غزة على جائزة الشجاعة "أبطال حرية الصحافة العالمية لعام 2024 من IPI-IMS. 

وهي المرة الأولى التي تُمنح فيها الجائزة لمجموعة من الصحفيين بشكل جماعي. اعترافاً بالشجاعة الاستثنائية والمهنية التي أظهرها الصحفيون الفلسطينيون في تغطية الحرب في غزة، في ظل أحلك الظروف، إذ خاطروا بحياتهم ليكونوا عيون العالم وآذانه.

منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023م، ومع منع "إسرائيل" الصحفيين الأجانب من دخول غزة، تحمل الصحفيون الفلسطينيون المسؤولية كاملة لإعداد التقارير داخل القطاع. لقد ثابروا على الرغم من الغارات الجوية، وانقطاع الاتصالات والانترنت، والنزوح المتكرر، والخسائر الفادحة للأطفال والزملاء وغيرهم من أفراد الأسرة، والكارثة الإنسانية التي تتكشف.

واستشهد ما لا يقل عن 105 صحفيين وإعلاميين في المنطقة منذ بدء الحرب قبل ثمانية أشهر. وهذا أكثر بكثير مما حدث في أي حرب أو صراع حديث خلال مثل هذه الفترة الزمنية المسجلة.

ومن بين هؤلاء، كانت الغالبية العظمى من الصحفيين الفلسطينيين الذين قُتلوا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة.

وسيتم تسليم جائزة العام خلال حفل خاص في المؤتمر العالمي للمعهد الدولي للصحافة (IPI) ومهرجان الابتكار الإعلامي الذي يقام في سراييفو في 23 مايو.

لمحة عن جائزة الشجاعة

دفع الصحفيون الفلسطينيون في غزة ثمناً باهظاً لتغطية الأخبار. وتضم القائمة الصحفي وائل دحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة. وقد واصل الدحدوح تقديم التقارير رغم المعاناة التي لا يمكن تصورها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قتلت غارة جوية إسرائيلية زوجته وابنه وابنته وحفيده. وفي وقت لاحق، أصيب الدحدوح في غارة بطائرة مسيرة أدت إلى استشهاد زميله مصور الجزيرة سامر أبو دقة.

وفي يناير/كانون الثاني، استشهد الصحفي حمزة دحدوح، وهو صحفي مثل والده، في هجوم صاروخي إسرائيلي مستهدف في رفح في جنوب فطاع غزة.

 تكرّم الجائزة وتشيد بالمدافعين عن حرية الإعلام مثل بلال جاد الله مدير بيت الصحافة في غزة. وفي 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، استشهد جاد الله عندما تعرضت سيارته لقصف إسرائيلي.

لسنوات عديدة، كان جاد الله احد وجوه الصحافة المستقلة في غزة. حيث أسس بيت الصحافة عام 2013 بهدف تعزيز حرية الصحافة، وتوفير الحماية القانونية للصحفيين، والعمل كملاذ للصحفيين الذين يغطون المنطقة. 

وفي فبراير/شباط، دمرت غارة إسرائيلية مبنى بيت الصحافة كما دمرت عشرات مكاتب ومراكز الصحافة ومقرات صحفية واذاعية وتلفزيونية وللصحافة الالكترونية.

كما تعترف هذه الجائزة بالعمل المهم الذي تقوم به منظمات الدعم المحلية للصحفيين في غزة، مثل فلسطينيات.

قدمت فلسطينيات، التي وصلت إلى المرحلة النهائية لجائزة IPI-IMS لرواد الإعلام الحر لهذا العام، مساعدات مثل الملابس والبطانيات والمراتب ومستلزمات النظافة للصحفيين في غزة، مع التركيز على الصحفيات والصحفيات المستقلات. واجهت الصحفيات على الخطوط الأمامية تحديات إضافية، بما في ذلك التهديد المستمر بالعنف والمضايقة والترهيب.

وقال فران ماروفيتش، المدير التنفيذي للمعهد الدولي للصحافة: "لقد أظهر الصحفيون الفلسطينيون شجاعة ومرونة لا تصدق في تغطية الحرب في غزة في ظل ظروف لا يمكن تصورها". 

وأضاف "هذه الجائزة تكرم تلك الشجاعة في توثيق الحقيقة وإبقاء العالم على اطلاع." وشدد "بهذه الجائزة، نكرر أيضًا دعوتنا إلى وضع حد فوري لقتل الصحفيين في غزة، ونكرر دعوتنا إلى إسرائيل للوفاء بالتزامها بحماية الصحفيين والمدنيين في أوقات النزاع المسلح. ونكرر مطالبتنا السلطات الإسرائيلية بالتحقيق بشفافية ومصداقية في جميع حالات مقتل الصحفيين على يد قواتها ومحاسبة المسؤولين عنها.

وأضاف ماروفيتش أنه يجب على "إسرائيل" أيضًا ضمان العدالة في مقتل مراسلة الجزيرة وبطل حرية الصحافة العالمية في IPI-IMS شيرين أبو عقلة عام 2022.

وأشار إلى أن استمرار الإفلات من العقاب في هذه القضية يلقي بظلاله القاتمة على الصحافة في فلسطين والمنطقة على نطاق أوسع.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة