"الاحتلال يواصل التّدمير والإبادة"

كوارث تهدِّد حياة سكان غزّة ودعواتٌ لتدخلٍ دوليّ لإنقاذهم قبل الشِّتاء

خاص - شهاب

يتهدد حياة سكان القطاع لا سيما في مدينة غزة والمناطق الشمالية، كوارث حقيقية مع بدء هطول الأمطار إيذانا بقرب حلول فصل الشتاء.

وبحسب المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، هناك كارثة قادمة خلال فصل الشتاء القريب، تهدد حياة الآلاف من سكان القطاع المدمر إثر العدوان "الإسرائيلي" المتواصل منذ عام.

وقال مهنا في حوار خاص مع وكالة (شهاب) للأنباء إنه مع اقتراب فصل الشتاء تتفاقم التحديات البيئية والإنسانية في قطاع غزة بسبب التدمير الممنهج للبنية التحتية من قبل الاحتلال ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل الآليات والمعدات ومضخات الصرف الصحي ومضخات مياه الأمطار. 

وحذر من أن هذه السياسات الخطيرة تضع القطاع أمام واقع مأساوي مع كل هطول الأمطار، حيث تغرق العديد من المناطق نتيجة امتلاء برك المياه وعدم القدرة على تصريفها في ظل انقطاع الوقود.

ونبه مهنا من أن شوارع غزة باتت مهددة جدا بالانسداد وعدم القدرة على تصريف مياه الأمطار المتجمعة، خاصة في المناطق الساخنة وتلك المنخفضة وأيضا التي تعرضت البنية التحتية فيها لتدمير واسع ودمار كبير في خطوط تصريف مياه الأمطار والصرف وغيرها من الشبكات.

وأضاف أن ذلك يزيد من احتمالية غرق هذه المناطق بمياه الأمطار وتفاقم معاناة النازحين والسكان في ظل نقص المأوى والمستلزمات الأساسية بفعل استمرار الحرب منذ عام. 

أضرار وتدمير ممنهج

وتطرق مهنا إلى الأضرار الكبيرة والتدمير الممنهج الذي أحدثه الاحتلال في مدينة غزة، والذي شمل 165 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، وأكثر من ثماني محطات للصرف الصحي، اثنتان منهن بأضرار جزئية بليغة، واثنتان بشكل كلي، وأربع محطات طفيفة لكنها تحتاج إلى صيانة عاجلة لتتمكن من العمل بشكل جيد على تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي في فصل الشتاء.

كما تعرضت برك تجميع مياه الأمطار لأضرار جزئية بليغة، من ضمنها بركة الشيخ رضوان التي استهدفها الاحتلال بشكل مباشر ودمر مرافقها وأيضا تم تدمير الخطوط الناقلة في تلك المنطقة والمنطقة المحيطة.

وتابع إن ذلك أدى إلى عدم قدرة البلدية على تصريف مياه الأمطار الموجود في بركة الشيخ رضوان، محذرا من أن مستويات المياه داخل البركة وصلت إلى مستويات حرجة جدا، لذا أصبحت تشكل خطورة حقيقية على حياة السكان والنازحين في تلك المناطق.

كما تعرضت خطوط مياه الأمطار لأضرار، إذ دمر الاحتلال أكثر من 15 ألف متر طولي من الشبكة، ما يعيق بشكل كبير عملية تصريف مياه الأمطار ويهدد بغرق مناطق واسعة في مدينة غزة. بحسب مهنا.

تكدس أطنان النفايات

وتواجه طواقم بلدية غزة منذ بدء العدوان، صعوبة بالغة في الوصول إلى مكب النفايات الصلبة في منطقة جحر الديك، حيث يمنعهم الاحتلال من الاقتراب من هناك، ما أدى إلى تكدس أكثر من 150 ألف طن من النفايات الصلبة داخل المدينة.

وقال مهنا أن البلدية لم تعد قادرة على التعامل مع هذا الكم الكبير من النفايات في ظل التدمير الممنهج للآليات الثقيلة لا سيما تلك التي تستخدم في جمع وترحيل النفايات بمدينة غزة. 

وذكر أن هذا الأمر أصبح يشكل تهديدا صحيا وبيئيا خطيرا على سكان القطاع، خاصة في مدينة غزة.

وأضاف أن تدمير البنية التحتية الحيوية من محطات للصرف الصحي أو مكبات النفايات يهدد بحدوث كارثة بيئية وصحية واسعة النطاق.

ودعا المتحدث باسم بلدية غزة، المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف الحرب المدمرة وتوفير الإغاثة اللازمة لسكان غزة الذين يواجهون تحديات غير مسبوقة في ظل الحصار المشدد على غزة وشمال القطاع والتدمير الممنهج للبنية التحتية وحجم الدمار الكبير الذي تعرضت له المدينة نتيجة الاستهدافات الإسرائيلية العنيفة والمركزة على المباني السكنية والمرافق المختلفة.

نفاد مصادر الطاقة

ويعاني سكان مدينة غزة وشمال القطاع من نفاد جميع مصادر الطاقة الأساسية جراء استمرار حصار الاحتلال المشدد ومنعه إدخال الوقود بما في ذلك غاز الطهي، منذ بدء العدوان.

إثر ذلك، لجأ المواطنون إلى خيارات صعبة، منها حرق المواد البلاستيكية والأخشاب والأوراق وكل ما يمكن إشعاله كمصدر بديل للطاقة، ما يعرضهم لخطر التلوث الهوائي والأمراض التنفسية. بحسب مهنا.

وذكر مهنا أن هذه السياسات الاحتلالية تشكل جزءا من عملية الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة والتي تستهدف بالأساس المدنيين وتضعهم في مواجهة حقيقية مع الكارثة الإنسانية والبيئية.

وقال إن هذه الكارثة باتت حقيقة وواقعا يعيشه السكان، مشيرا إلى أن عدم توفر الغاز والوقود وانقطاع الكهرباء يمثل خطرا حقيقيا على حياة السكان في مدينة غزة وشمال القطاع، خصوصا مع اقتراب فصل الشتاء وحاجة المواطنين لوسائل تدفئة.

وأضاف مهنا: "منذ عام كامل، لا يوجد كهرباء في قطاع غزة إثر قيام الاحتلال باستهداف مصادر الطاقة المختلفة حتى المولدات الاحتياطية والطاقة الشمسية التي كانت تزلر بعض الطاقة للسكان".

وتابع: "أصبح المواطن اليوم يقف أمام كارثة حقيقية قد تشكل تهديدا على حياته في ظل عدم وجود مأوى يؤمن له الدفء ولا وسائل تدفئة مع استمرار العدوان".

وحذر المتحدث باسم بلدية غزة، من التدهور السريع للأوضاع الإنسانية والبيئية، داعيا المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية والأممية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات وتقديم الدعم اللازم لتجنب الكارثة القادمة خلال فصل الشتاء والتي تهدد حياة الآلاف من سكان القطاع.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد

صيغة البريد الإلكتروني خاطئة