شهاب/ خاص
لليوم الثامن عشر على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إطباق الحصار وحرب الإبادة على شمالي قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا، وسط استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي لمنازل المواطنين وحرق مراكز الإيواء، ومنع مرور أي مساعدات غذائية أو وقود للسكان والمستشفيات.
وقال مدير المستشفى الأندونيسي شمال بيت لاهيا مروان السلطان، إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسية الإبادة الجماعية في شمال قطاع غزة، ويخير المواطنين بين الموت بالقصف أو التهجير والنزوح إلى جنوب القطاع.
وأوضح السلطان في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، أن الطواقم الطبية كانت في أيام الحصار الأولى للمستشفى تتناول وجبة طعام واحدة في اليوم، لكن في هذه الأيام لا يوجد لديهم ما يأكلونه ولا حتى مياه صالحة للشرب.
وقال السلطان إنه كان من المفترض أن يصل وفد من الصليب الأحمر إلى المستشفى يوم أمس، لتقديم بعض المستلزمات الطبية والطعام والمياه للطاقم الطبي الذي يواصل تقديم الرعاية الصحية للمصابين، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي قام بمنعه.
وأكد السلطان، أن الاحتلال يواصل إطباق حصاره على المستشفى من جميع الجهات، ولا يستطيع أحد التحرك أو النظر من نوافذ المستشفى، أو محاولة تشغيل المولد الكهربائي.
وذكر مدير المستشفى أن الاحتلال يسعى لإسقاط المنظومة الصحية المتهالكة أصلًا في شمال قطاع غزة، في محاولة للضغط على السكان ودفعهم لترك منازلهم والنزوح إلى جنوب القطاع.
وبين السلطان أنهم تلقوا العديد من المناشدات لإجلاء مصابين وشهداء، إلا أن طواقم الإسعاف لا تستطيع الحركة بسبب الاستهداف المباشر من قبل طائرات الاحتلال لكل ما يتحرك.
وأطلق السلطان نداء استغاثة لمنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والمؤسسات الدولية كافة، لضمان حياة الطاقم الطبي والمصابين في المستشفى وتجنب الاستهداف الإسرائيلي المباشر لهم.
من جانبه، أكد سام روز نائب مدير شؤون الأونروا في غزة، أنه لا تصل حاليًا أي إمدادات غذائية إلى غزة.
وأضاف روز في تصريحات صحفية، بالنسبة للمساعدات الإنسانية، عدنا إلى الوضع الذي كنا عليه في تشرين الأول وتشرين الثاني من العام الماضي.
وأشار إلى أن أكثر من 100 ألف مواطن فلسطيني محاصرون في جباليا شمال قطاع غزة، وتم قطع الإمدادات الأساسية عنهم لأكثر من ثلاثة أسابيع.
وتصاعدت خلال ليلة أمس والساعات الماضية، عمليات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على شمالي القطاع، بصورة غير مسبوقة.
وأفادت مصادر صحفية، بأن أكثر من 400 انفجار ما بين نسف وقصف جوي ومدفعي إسرائيلي سمع دويها خلال الـساعات الماضية في شمالي القطاع.
وأوضحت المصادر أن عمليات القصف تركزت في محيط مراكز الإيواء التي تضم آلاف النازحين بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من طائرات مسيرة "كواد كوبتر" نحو المراكز.
وأشارت إلى أن الاتصالات مقطوعة مع آلاف العائلات المحاصرة في مناطق الشمال، ولا يُعرف مصيرهم مع اشتداد القصف بشكل غير مسبوق.
وصباح اليوم، استشهد 12 مواطنًا وأصيب عدد آخر، في قصف مدفعي على النازحين عند مفترق أبو الجديان بمشروع بيت لاهيا.
كما استشهد ثمانية مواطنين، وأصيب آخرون، في قصف مدفعي استهداف النازحين في منطقة العلمي بمخيم جباليا.
وواصلت قوات الاحتلال نسف وتدمير عدد من منازل المواطنين في بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وحاصرت طائرات "الكواد كابتر" بالنار مدرسة خليفة بن زايد في مشروع بيت لاهيا، ونادت عبر مكبرات الصوت على آلاف النازحين بالخروج القسري أو التهديد بالقتل والاعتقال.